الاثنين، 1 أبريل 2013


ملهاة الحوار الوطني
عادت لغة التصعيد الداخلية، للظهور منذ ما يزيد على الشهر، وأخذت تلك اللغة، أشكالاً جديدة ـ قديمة، باتت باهتة، وغير مؤثرة، وأبرزها اتهام القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها محمود عباس (أبو مازن)، بالانصياع لضغوط أميركية ـ إسرائيلية.
بات من الواضح والجليّ للشارع الفلسطيني، بأن الرئيس محمود عباس لا ينصاع لأي ضغط أميركي أو غيره، وظهر ذلك بوضوح، في عدة مواقف، كان أبرزها حضوره القمة العربية في سرت، رغم الموقف الأميركي المعارض، وكذلك حدث، عند التوجه لمجلس الأمن لنيل صفة الدولة، وللجمعية العامة لنيل صفة الدولة غير العضو، والتوجه لمجلس الأمن، وطرح مشروع قرار بشأن إدانة الاستيطان.
بات الشارع الفلسطيني يدرك، تمام الإدراك، بأن المصلحة الوطنية العليا، هي معيار رسم تحركات القيادة الفلسطينية، وبأن تلك المصلحة باتت تكمن في إنجاز المصالحة الوطنية، وإنهاء حالة الانقسام الداخلي.
طال أمد الحوار الوطني الفلسطيني، دون نتائج ملموسة، وتضخم ملف الحوار وما نتج عنه، ولعلّ أبرز أوراقه اتفاقا القاهرة وقطر.
في الذاكرة الفلسطينية القريبة، مشهد التوقيع على اتفاق الدوحة، من لدن الرئيس محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. ويتذكر، أيضاً، موقف قيادة حماس في غزة التي عارضت الاتفاق، وتنصّلت منه، واعتبرت توقيع خالد مشعل عملاً منفرداً لا يمثل حماس!!
نص هذا الاتفاق، على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، بعد تجديد السجل الانتخابي، وبدء الاعداد للانتخابات، وتشكيل حكومة ائتلاف وطني من التكنوقراط تكون مدتها ثلاثة أشهر فقط، وتحدد مهامها في إدار شؤون البلاد، والاعداد لتلك الانتخابات.
عطلت حماس تجديد السجل الانتخابي طويلاً، ثم سمحت به، وقالت عبر جولات حوار وطني في القاهرة، إنها غير مستعدة بعد لإجراء الانتخابات... عندها قالت السلطة، إنها على أتم الاستعداد لإجراء الانتخابات، ولتشكيل حكومة ائتلاف وطني، قبل ثلاثة أشهر من تحديد موعد الانتخابات، على أن تعلن حماس بوضوح، تاريخ إجرائها، وقبل هذا التاريخ بثلاثة أشهر، سيتم حل الحكومة الراهنة، وتشكيل حكومة الائتلاف الوطني للاعداد للانتخابات، وصندوق الاقتراع، سيكون الحكم، وإليه ستعود الأمور، لم تحدد حركة حماس تاريخاً مناسباً لها، لإجراء الانتخابات، وبعد ذلك، بدأت لغة التصعيد تأخد مداها، لتخريب عملية المصالحة المتعثرة، ومحاولة كسب الوقت والمراهنة على ما يمكن أن يستجدّ في المنطقة، خاصة جمهورية مصر العربية!
إذا كانت حماس، قادرة على المكاشفة والشفافية، فما عليها إلاّ أن تعلن مواقفها الصريحة على اتفاق الدوحة، علانية دون لف أو دوران، ومن ثم تحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، وترمي الكرة في ملعب "فتح"، عندها سيرى الشارع، كيف ستحل الحكومة الراهنة، ومن ثم تشكيل حكومة الائتلاف الوطني من التكنوقراط، وكيف سيتم الإعداد لإجراء الانتخابات.. الذي يحول دون ذلك، حسابات فئوية ضيقة، أفقها اعتبارات تنظيمية في حركة "حماس"، ليس إلاّ.
سميح شبيب
تاريخ نشر المقال 01 نيسان 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق