الأحد، 28 أبريل 2013


تمام سلام امام حكومة سياسية مضطر لها بسبب الوضع

26/04/2013  |  (1)








 


بعد اطلاق الطائرة من دون طيار من لبنان ، اذا صح الامر، باتجاه فلسطين المحتلة، فان الرئيس تمام سلام المكلف بتشكيل حكومة لم يعد يستطيع المطالبة بحكومة تكنوقراط، ذلك ان المنطقة تغلي والوضع بين لبنان واسرائيل على حافة الانفجار في اي لحظة، ولذلك لا يمكن ان تكون الحكومة من دون اعضاء من 14 اذار و8 آذار، كي تكون حكومة وحدة وطنية، من كل الاطراف ولا يمكن إلا تكون فيها المقاومة وبالتالي حزب الله، لان هذه الحكومة ستكون موضع مفاوضات قريباً مع الامم المتحدة بشأن الخرق الجوي الاسرائيلي للبنان والطائرات من دون طيار، التي ستظهر لاحقاً لان هذه الطائرة ليست يتيمة وهي البداية. لذلك فان كفة الرجحان هي لحكومة سياسية، تستطيع مواجهة الوضع الخطير .
اضافة الى ذلك، لم يُعرف موقف 14 آذار التي سمّت الرئيس تمام سلام لتشكيل الحكومة، فان اعلنت 14 اذار استنكارها لاطلاق طائرة من الاراضي اللبنانية، فيعني ذلك انها اسقطت ترشيح تمام سلام لرئاسة الحكومة. وإن هي تريد تأليف حكومة، فما عليها الا الاكمال مع الرئيس تمام سلام وتشكيل حكومة تضم كل الاطراف ، كما كان حاصلاً سنة 2006 ، عندما حصلت الحرب بين اسرائيل ولبنان، وقامت اسرائيل بعدوان على الاراضي اللبنانية.
وعلى هذا الاساس، تتغير الاستشارات كلها، وسيجتمع الرئيس تمام سلام بالرئيس نبيه بري وبالرئيس ميشال سليمان لبحث الاوضاع، اضافة الى ان قيادة الجيش اللبناني ستقدم تقريراً بشأن الوضع على الحدود، وبشأن وضع الجيش ككل في حال حصول عدوان على لبنان.
كما ان المقاومة طبعا هي في وضع استنفار الان، وجاهزة للقتال ضد اسرائيل، اذا قامت اسرائيل بالاعتداء على لبنان رداً على ارسال الطائرة.
وفي مطلق الاحوال فان ارسال الطائرة من دون طيار وسكوت اسرائيل حتى الان عن الامر يعنيان ان اسرائيل انهزمت نفسيا.
14 اذار تقول ان قرار الحرب او السلم يجب ان يكون في يد الدولة، فماذا سيكون موقف الرئيس تمام سلام بالنسبة للطائرة من دون طيار والتي نفى حزب الله علاقتها بها. كذلك فان 8 اذار موقفها واضح، ستؤيد نفي حزب الله وعلى دول العالم ان تفتش من اين تأتي هذه الطائرات .
ويمكن اعتبار يوم الخميس في 25 نيسان يوماً تاريخياً بدأ فيه اختراق الاجواء الاسرائيلية بطائرات من دون طيار، وسيكون هذا التاريخ نقطة انطلاق لمرحلة جديدة. لذلك فان الرئيس تمام سلام مضطر لتشكيل حكومة تكون استراتيجية ايضاً لتتحمل المسؤولية للتفاوض مع الولايات المتحدة ومع بريطانيا وفرنسا وغيرها ، كذلك هو مضطر من اجل الوحدة الداخلية ان يؤلف حكومة وحدة وطنية. اما اذا ارادت 14 اذار ان تقول ان حزب الله هو الذي اطلق الطائرة، او جهة غير الجيش اللبناني اطلقتها، فانها تكون تعلن ان الجيش لا يحفظ سيادة لبنان وبالتالي فعليها اما اكمال تأليف الحكومة برئاسة تمام سلام، واما الانسحاب من الموضوع، وعدم تأليف حكومة. وعندها سيبقى الرئيس سلام مكلفا وتصريف الاعمال مستمراً لان حادث الطائرة من دون طيار اصبح هو الاولوية قبل الانتخابات وقبل تأليف الحكومة، ولا يستطيع الرئيس المكلف تأليف حكومة جديدة دون ان تظهر غدا المواقف من 14 اذار و8 اذار بشأن الحادثة. ذلك ان هنالك عناصر في 14 اذار تتهم حزب الله وفق معلومات خاصة بالديار وانها لا تقبل رغم نفي حزب الله عدم وجود مسؤول عن اطلاق الطائرة، بالتالي يجب على الجيش اللبناني ان يعلن ان علاقة له بالطائرة، وبالتالي فان المطلوب تحييد لبنان عن النزاع مع اسرائيل وهذا امر مرفوض. اما 8 اذار فستلتزم الصمت لحين ان يظهر السيد حسن نصرالله على جمهور لبنان وجمهور العرب والمسلمين ويعلن موقفه من موضوع الطائرة التي اعلن حزب الله عدم مسؤوليته عنها.
وفي هذا الوضع، اصبح مركز قيادة حزب الله هو المركز الاهم في لبنان، ومع الاحترام للرئيس ميشال سليمان، وللرئيس نبيه بري وللرئيس المكلف، الا انهم لا يملكون المعطيات التي يملكها حزب الله بشأن الحادثة والاستخبارات ومتابعة ما يجري في اسرائيل. لذلك لم يعد امام الرئيس تمام سلام، قبل تأليف الحكومة الا التوافق مع حزب الله بشأن تأليف الحكومة وكيفية تشكيلها.
وفي هذا المجال اجتمع الحاج حسين خليل بالرئيس تمام سلام، وسأله كيف يعتبر المرشحين للانتخابات ومن هم المرشحون، وكيف يمكن تأليف حكومة تكنوقراط وعلى اي اساس. انما المهم في الموضوع ان الحاج حسين خليل ابلغ الرئيس تمام سلام ان لا مجال لتأليف حكومة تكنوقراط بل يجب تأليف حكومة سياسية، وان زمن التكنوقراط كان صالحاً في زمن الرئيس فؤاد شهاب وتوافقه مع الرئيس عبد الناصر، اما اليوم في ظل الصراعات الحاصلة في المنطقة فيجب تأليف حكومة سياسية من اطراف قوية تجلس الى الطاولة وتبحث الامور بجدية. وهذا هو موقف 8 اذار، اي عدم القبول بحكومة تكنوقراط والمطالبة بحكومة سياسية، دون وضع اي شرط اذا كان مرشحاً للانتخابات ام لا، لان المراقبين السياسيين الذين يعرفون الوضع اللبناني يرون ان شعارات تأليف حكومة تكنوقراط وغير مرشحين هو طرح ساذج ، ولا يتعلق بالعمق في لبنان.
على صعيد الاتصالات، فقد استقبل الرئيس المكلف سلام امس موفد تيار المردة على ان يلتقي اليوم موفد الطاشناق، واكدت المعلوما ان لا تقدم في الموضوع الحكومي حتى الآن لان المشكلة في الاساس تنحصر حول من يمسك بالقرار السياسي في البلاد، وبالتالي فإن 8 اذار لن توافق الا على اعطائها الثلث المعطل كما تصر على تسمية ممثليها واشراك حزب الله في الحكومة ممثلين يختارهم هو، ولذلك، فإن هنالك من يربط موضوع الحكومة بقانون الانتخابات النيابية وبالتالي فإن الحكومة لن تبصر النور قبل هذا التاريخ، علما ان 14 اذار اكدت انها لن توافق على حكومة سياسية وهي تريد حكومة انتخابات، وطلبت من سلام الاصرار على هذا الامر مع قوى 8 اذار وبالتالي فإن التسريبات عن الاسماء وعشرة ومعادلات عشرة - سبعة - سبعة وتسعة - ثمانية - سبعة، وثمانية - ثمانية - ثمانية هي غير جدية.
على صعيد آخر، خلق موضوع الطائرة من دون طيار ارتباكاً كبيرا في اسرائيل، والساعات القادمة ستظهر ماذا ستفعل اسرائيل، كذلك خلق جواً جديداً على الساحة اللبنانية يتعلق بموقف 14 اذار و8 اذار، كذلك يتعلق بموقف رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة. واذا كان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هو رئيس مجلس الدفاع الاعلى، فعليه دعوة مجلس الدفاع الاعلى لبحث الامور لان الوضع في غاية الخطورة، ولان مرحلة جديدة بدأت في وجه اسرائيل يجب ان يواكبها الرئيس ميشال سليمان. من هنا فان مبدأ النأي بالنفس عن الحوادث في سوريا، هو خطأ كبير ارتكبه الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي عندما قالا انهم يعتمدان سياسة النأي بالنفس. وغدا هل يقولان مع النأي بالنفس اذا قامت اسرائيل باعتداء او هجوم، وترك الامر بين حزب الله واسرائيل، لذلك فان الدولة اللبنانية مضطرة لاجتماع سريع لمجلس الدفاع الاعلى ومعرفة المعلومات العسكرية والطلب الى البعثات الدبلوماسية اللبنانية في العالم توزيع بيان بأن لبنان لم يقم بأي اعتداء وان هذه الطائرة قد تكون اسرائيل اطلقتها لافتعال حرب ضد حزب الله ، وضد لبنان، لان حزب الله تعتبره منهمكا في الحرب السورية الداخلية، ووضعه ليس قوياً .
وفي هذا المجال، كل الافتراضات واردة، فان افتراض ان اسرائيل اطلقت الطائرة واسقطتها هي مقولة قد تقوم بها الشاباك والمخابرات العسكرية الاسرائيلية، وتطلق طائرة من دون طيار وتسقطها لتشنّ حرباً على جنوب لبنان وعدواناً باعتبار ان حزب الله هو في وضع قتالي في سوريا، وساعد على تغيير موازين القوى، ومن هنا فقد تستهدف حزب الله بعدوان، انما هي تعرف انه على الصعيد البري ليست الكمية هي الاساس، فعناصر حزب الله قادرون على صدّ اي عدوان، وبالنسبة للصواريخ اصبح لدى حزب الله جيل جديد من الصواريخ يمكن اطلاقه على تل ابيب بسهولة بالغة، وعندما اعلن السيد حسن نصرالله ان قصف الضاحية هذه المرة سيكون مقابل قصف تل ابيب كان ينطلق من معطيات وهي امتلاك حزب الله لحجم كبير من الصواريخ بالمئات تصل الى تل ابيب بسهولة تامة وتدمر عاصمة اسرائيل التجارية والاقتصادية. واسرائيل تعرف هذا الامر انما نحن ننتظر التطورات، وغداً ستظهر مواقف 8 اذار و14 اذار والدولة اللبنانية وقيادة الجيش كذلك ردود الفعل الدولية على الموضوع، وموقف العدو الاسرائيلي بعد اجتماع مجلس وزراء طارىء.
اخيرا لا بد من الكلام عن قانون الانتخابات، ذلك ان باسيل قال انهم سيصوتون مع القانون الارثوذكسي واذا سقط القانون الانتخابي الارثوذكسي فانه مع قانون 1960 ويشكل هذا الامر نوعا من مفاجأة اذ كان الجميع يعتقدون ان 8 اذار لن تقبل بقانون 1960، وهنا يظهر تمايز بين موقف العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري، الذي قال ان قانون 1960 مات، فيما يقول الوزير جبران باسيل انهم يقبلون بقانون 1960. والمرجح اذا حصلت الانتخابات على قانون 1960 فان 14 اذار لها حظ كبير في الحصول على الاكثرية، عكس 8 اذار، فيما ربما يكون العماد ميشال عون قد حصل من السعودية عبر اجتماع الوزير جبران باسيل مع السفير السعودي وبداية تفاوض على ضمانات بأن 14 اذار لن تكون مدعومة من السعودية، وبالتالي ستعمل السعودية على الغاء حضانتها لتجمع 14 اذار وتقول انها ايضا بتحالف مع العماد ميشال عون، وانها تنظر الى تيار المستقبل كما تنظر الى التيار الوطني الحر، لان الاجواء السعودية الحقيقية تعتبر ان الكتلة المسيحية التي يمثلها العماد ميشال عون هي الكتلة الاساسية في الصف المسيحي واقوى من تكتل المسيحي الكتائبي واقوى من التكتل المسيحي القواتي، واكبر من التكتل المسيحي لفرنجية، وتعرف ان القوات والكتائب على خلاف، لذلك فان السعودية التي اعتبرت العماد ميشال عون شخصاً مرتبطاً بسوريا وبحزب الله في كل الامور، رأت بعد اجتماع الوزير جبران باسيل مع السفير السعودي، مرونة في حركة التيار الوطني الحر وقراره الصريح وبالعلن وليس من خلال العمل السري باقامة علاقة مع السعودية عندما قام الوزير جبران باسيل بزيارة السفارة. واذا كان هذا الواقع صحيحا، فان السعودية تريد ان تكون مقبولة من كل الاطراف، خاصة من المسيحيين وهم الاكثرية التي يمثلها العماد عون فانها مضطرة لابلاغ 14 اذار ان العماد ميشال عون والرئيس امين الجميل والدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري بالنسبة اليها هم في ذات الموقع، وعندذاك يمكن تفسير قبول التيار الوطني الحر بقانون 1960 الانتخابي.
الرئيس بري
على صعيد آخر فإن الرئيس نبيه بري، لن يقف مكتوف الايدي حتى 15 ايار وقد بدأ مشاوراته لايجاد مخرج لقانون الانتخابات والتقى مؤخرا وفدا من بكركي وكذلك ممثلين عن الكتل السياسية في سبيل التوصل الى قانون توافقي وانه سيعمل على تحقيق هذا الهدف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق