الجمعة، 12 أبريل 2013

كيفية اغتيال عماد مغنية خلال زيارة خاصة





اغتالوا عماد مغنية خلال زيارة خاصة
نشر صحفي اسرائيل معلومات عن كيفية اغتيال الشهيد عماد مغنية من قبل جهاز الموساد، وتظهر رواية اسرائيل كم وضعت جهودا للوصول لاغتيال الشهيد البطل عماد مغنية الذي يبدو من رواية اسرائيل حتى انه كان القائد الكبير في حرب تحرير الجنوب وفي حرب 12 تموز 2006 وتظهر كم كان لديه فعالية وقدرة وانتباه وتعلق بالقضية، حتى أنه كان يعطي كل وقته بالصراع ضد العدو الاسرائيلي وأنه كان المطلوب رقم 1 من اجهزة مخابرات العالم كلها االميركية والفرنسية والالمانية وخاصة جهاز الموساد، الذي وضع كل ثقله وكل امكانياته في العالم والمطارات والاشخاص لملاحقة الشهيد عماد مغنية الى ان استشهد البطل الشهيد عماد مغنية نتيجة عملية غدر اسرائيلية في حين انه هو كان يواجهها في القتال في الجنوب كمقاتل وكمدافع عن ارض لبنان والحقوق العربية بينما المخابرات الاسرائيلية هي مخابرات الغدر وجهاز موساد لا يعرف الا الشر. وعلى كل حال هذا الجهاز له يوم سيأتي يتم فيه الانتقام ممن نفذوا العمليات ضد ابطال المقاومة وضد ابطال شعبها.

نشرت صحيفة "القبس" الكويتية مقتطفات من احد الكتب التي تناولت نشاط جهاز "الموساد" بتأليف صحافيين اسرائيليين.

ويروي الكتاب انه في 15 تشرين الأول 2001، في أعقاب اعتداءات ايلول، أصدر مكتب التحقيقات الفدرالي ملصقاً لــ22 مطلوباً، يحمل ختم وزارتي الخارجية والعدل الأميركيتين والـ"إف بي أي" وكان من بينهم عماد مغنية. وكان شبحاً يتنقل باستمرار بين عواصم الشرق الأوسط ويتفادى التقاط الصور أو إجراء المقابلات. وكان يتقن بطريقة عالية جداً طرق الاختفاء والعمل السري. فلا تعرف المخابرات الأجنبية أي شيء عن مظهره وشكله وعاداته وأماكن اختبائه.

ولد مغنية في جنوب لبنان عام 1962، والتحق بمنظمة فتح وأصبح الحارس الشخصي لأبي إياد، وبعدها عضواً في القوة 17 ووحدة الأمن الخاصة لفتح تحت قيادة علي حسن سلامة، وبعد اجتياح إسرائيل للبنان بقي مغنية في لبنان، وانضم إلى المجموعة الأولى التي أسست "حزب الله".

ومع ذلك، لا يُعرف شيء تقريباً عن حياته الخاصة ما عدا زواجه من ابنة عمه التي أنجبت له ولداً وبنتاً، وكان يدرك منذ صغر سنه أنه مطلوب من أجهزة استخبارات غربية عدة، وحاول إخفاء هويته، وأجرى عمليات تجميل بسيطة في ليبيا لتغيير ملامحه، وأطلق لحيته وابتعد عن الأضواء. وهناك صورة وحيدة مؤكدة لمغنية يظهر فيها وهو ممتلئ الجسم وبلحية ويرتدي نظارة وقبعة صغيرة. وقد وصلت هذه الصورة إلى أجهزة الاستخبارات المختلفة.

وعرف أن طوله 170 سنتمتراً ووزنه 60 كلغ. وهذا الوصف يؤكد أن مغنية كان يعتني بنفسه وتمكن من تضليل جميع أعدائه.

ومع تنامي قوته تحول إلى هدف رئيسي للاغتيال على يد إسرائيل والغرب. وأدرك مغنية هذا الأمر، وبات لديه شك تجاه كل شيء، يشتبه في كل فرد بما في ذلك أقرب معاونيه، وظلّ يغير حراسه بصورة متكررة، وينام كل ليلة في مكان مختلف، وتُغطى رحلاته فيما بين بيروت ودمشق وطهران بحجاب من السرية التامة.

ووفقاً لصورة بيانية أعدتها اسرائيل واجهزة استخبارات اخرى لمغنيه فقد وصف بأنه شخص يعيش حياة عزلة وانه يتميز بشخصية كاريزمية ويتمتع بمعرفة واسعة حول احدث المعدات والادوات الالكترونية، ويتسم بقدرة غير عادية في تغيير هويته ومظهره، مما مكنه من خداع اعدائه، وقد اعتاد عملاء الاستخبارات الاميركية وصفه بــ"الارهابي ذي التسع ارواح".

وقال ديفيد باركاي الرائد السابق في وحدة الاستخبارات السرية الاسرائيلية: "لقد حاولنا عدة مرات القضاء عليه في اواخر الثمانينات، وجمعنا عنه معلومات استخباراتية ولكن كلما اقتربنا منه، كنا نحصل على معلومات اقل، فهو ليس لديه نقاط ضعف مثل النساء، او المال او المخدرات، لا شيء البتة".



وفي عام 1988 اوشك على السقوط، في قبضة السلطات الفرنسية، وذلك عندما توقفت طائرته لفترة في باريس، وكانت "سي اي ايه" زودت الفرنسيين بمعلومات حوله، ومن بينها صورة، وبعض التفاصيل حول جواز السفر المزور الذي يستخدمه، غير ان الفرنسيين خشوا ان يؤدي اعتقاله الى قتل الرهائن الفرنسيين المحتجزين في لبنان في ذلك الوقت، وبالتالي قرروا تجاهل وجوده وسمحوا له بمواصلة رحلته، وحاولت الاستخبارات الاميركية اعتقاله في اوروبا في عام 1995، ولكنه اختفى كما كان يفعل دائما.

وكان مغْنية في تلك الاعوام يقضي فترات طويلة في ايران، وبعد اغتيال الشيخ عباس الموسوي، خشي من محاولة اسرائيل اغتياله ايضا، وفي طهران شكل فريقاً للعمليات مكونا من مقاتلين تابعين لحزب الله، وضابط في الاستخبارات العسكرية، وكان شركاؤه في تأسيس تلك الوحدة القائد الاعلى للحرس الثوري محسن رضائي، ووزير الاستخبارات علي فلحيان.

في نهاية حرب لبنان الثانية، جنّد "الموساد" عددا من الفلسطينيين من المعارضين لحزب الله. وكان احدهم لديه ابنة عم تعيش في ضيعة مغنية وانها أبلغت العميل بأن مغنية سافر الى اوروبا وعاد الى لبنان بوجه جديد تماماً.

وقرر الموساد مراقبة عيادات جراحة التجميل في ارجاء اوروبا. الى ان التقى عميل "الموساد" المقيم في برلين روفين مع مخبر الماني لديه اتصالات سرية مع اناس في برلين الشرقية، وقال المخبر ان عماد مغنية اجرى أخيراً عدة عمليات تجميل غيرّت تماماً ملامح وجهه.

بعد مفاوضات مضنية وافق عميل "الموساد" المقيم في برلين روفين ان يدفع لمخبره الالماني مبلغاً ضخماً يحصل بمقابله على ملف يحتوي على اربع وثلاثين صورة حديثة لمغنية.

واوضحت عمليات التحليل للصور، التي قام بها خبراء في "الموساد"، ان مغنية اجرى عملية جراحية للفك بحيث يبدو وجهه نحيفاً، كما استبدل عدة اسنان امامية بأخرى صناعية ذات شكل مختلف، واجرى ايضاً عمليات في العينين بشد الجلد حولهما، وأنهى العلاج بصبغ شعره باللون الرمادي، وغير نظارته باستخدام عدسات لاصقة. ولم يعد مغنية يشبه "الأصل"، وباتت الصور القديمة التي جمعتها اجهزة الاستخبارات الغربية منذ الثمانينات غير ذات فائدة.

قامت خطة الموساد لاغتيال مغنية على اساس امكانية قدومه الى دمشق في 12 شباط 2008، ففي ذلك اليوم كان من المفترض ان يلتقي مسؤولين سوريين وايرانيين ممن سيشاركون في احتفالات الذكرى السنوية للثورة الايرانية. وبعد دراسة كل الاحتمالات تقرر ان يتم تنفيذ العملية بوضع سيارة ملغومة بالقرب من سيارة مغنية مباشرة.

وقد جاء تقرير رجحّ كفة الميزان لصالح تنفيذ عملية الاغتيال من مصدر موثوق به للغاية، واكد ذلك التقرير نية مغنية السفر الى دمشق، وقد عزز تلك المعلومة عملاء كانوا قد زرعوا اجهزة متابعة في السيارات الخاصة بمغنية وقادة حزب الله.

في هذه اللحظة شرع عملاء الموساد بالوصول الى دمشق عبر طرق مختلفة ومتنوعة، وتمكن فريق خاص من تهريب متفجرات، وفي اللحظة الاخيرة اتت معلومات جديدة ذات اهمية بالغة عن طريق مخبر مخضرم للموساد، وجاء في التقرير انه كلما يأتي الى دمشق يذهب مغنية للقاء محبوبته. ولاول مرة عرف كبار عملاء الموساد ان لمغنية علاقة خاصة، وكانت السيدة نهاد حيدر تنتظره في شقة سرية في المدينة، وكانت نهاد تعرف مواعيد وصول مغنية الى دمشق مسبقاً عبر بيروت او طهران، وكان يزور منزلهما لوحده ويصرف حراسه الشخصيين وسائقه قبل الذهاب اليها.

فريق الاغتيال كان يضم ثلاثة عملاء، جاء احدهم من باريس، وقدم الثاني من ميلانو، اما الثالث فقد استخدم رحلة قصيرة من عمان على متن طائرة الخطوط الملكية الأردنية، ووثائق العملاء الثلاثة مزيفة وهي تشير إلى أنهم من رجال الأعمال، اثنان منهم يعملان في مجال تجارة السيارات والثالث وكيل سفريات سياحية. وأعلنوا عند وصولهم أنهم قدموا لقضاء إجازة قصيرة في سوريا. وعبروا من خلال مراقبة الجوازات والهجرة دون مواجهة أي مشكلة، وذهبوا إلى المدينة بالسيارات كل على حدة، والتقوا معاً بعد أن تأكدوا أنهم غير مراقبين.

كما ألتقوا، في وقت لاحق، مع بعض المساعدين ممن قدموا من بيروت، حيث أخذوا إلى مرآب مخفي، وكانت في انتظارهم سيارة مستأجرة وإلى جانبها كمية من المتفجرات مع صواعق بلاستيكية وكرات معدنية صغيرة للغاية.

وأغلق أعضاء فريق الاغتيال باب المرآب عليهم، وأعدوا عبوة التفجير، ووضعوها في السيارة المستأجرة، ولم يتم وضع الصاعق في مسند الرأس في مقعد السيارة كما ادعت بعض الصحف لاحقاً، بل وضع في حيز راديو السيارة، وكان هناك فريق مراقبة آخر من عملاء الموساد ينتظر وصول مغنية من بيروت، وكان دوره الالتصاق به وعدم مفارقته والانتظار بالقرب من مبنى الشقق الذي سيلتقي فيه بمحبوبته، والإبلاغ عن مغادرته، وكانت عليه متابعته، والتأكد من وصوله إلى الاجتماع المعقود في كفر سوسة. ومن بين من كان سيجتمع بهم السفير الإيراني الجديد لدى دمشق، وأكثر الشخصيات غموضاً في سوريا الجنرال محمد سليمان.

وفي صباح الثاني عشر من شباط، كانت فرق الموساد في مواقعها، واتخذ المراقبون مواقعهم حول بناية الشقق، أي وجهة مغنية الأولى، وفي أواخر ما بعد الظهيرة، أبلغوا أن مغنية وصل إلى شقة نهاد، وفي المساء أبلغوا رؤسائه بأنه يستعد للذهاب إلى وجهته التالية.

قطعت سيارة الباجيرو دمشق ووصلت إلى كفر سوسة، وتابع المراقبون مغنية وظلوا يبلغون باستمرار كل تحركاته، وتم جلب السيارة الملغومة إلى المنطقة التي سيوقف فيها مغنية سيارته، وإشارة تفعيل القنبلة ستصدر من مسافة بعيدة للغاية بواسطة جهاز إلكتروني. وكان العملاء ممن لغموا السيارة غادروا المكان قبل فترة بعيدة وكانوا في طريقهم إلى المطار. وتابعت المجسات الإلكترونية سيارة الباجيرو الفضية، وعند توقفها أوقف أحد العملاء المساعدين السيارة الملغومة قرب الباجيرو.

وقبل وقت قصير من العاشرة ليلاً، هز انفجار مدوٍ منطقة كفر سوسة في مكان غير بعيد عن المدرسة الإيرانية التي كانت خالية في تلك الساعة، وفي اللحظة التي خرج فيها مغنية من سيارة الباجيرو انفجرت السيارة التي كانت بجواره، وقتل مغنية في ذلك الانفجار.

وبعد ستة أشهر من وفاة مغنية، وفي تشرين الثاني عام 2008، أعلنت السلطات اللبنانية عن اكتشاف خلية تجسس تعمل لمصلحة الموساد ومن بين من تم اعتقالهم علي الجراح، البالغ من العمر 50 عاماً، وهو من وادي البقاع ويعمل لمصلحة الموساد خلال العشرين عاماً الماضية، مقابل راتب شهري 7 آلاف دولار، واتهم بأنه يسافر كثيراً إلى سوريا لأداء مهام للموساد.

وفي شباط عام 2008، وقبل أيام قليلة من تنفيذ العملية، كان قد سافر إلى كفر سوسة. واكتشفت سلطات الاستخبارات التي اعتقلت الجراح مجموعة من أجهزة التصوير المتطورة وكاميرا فيديو وجهاز تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية مخبأة بطريقة فنية مهنية في سيارته، وانهار الجراح تحت ضغط الاستجواب، واعترف بأن المسؤولين عنه في جهاز الموساد وجهوه لمراقبة وتصوير وجمع المعلومات حول المناطق التي سيزورها مغنية، بما في ذلك الشقة التي يلتقي فيها بنهاد.

في كانون الأول عام 1994 شوهد مغنية في بيروت وبعد فترة قصيرة نجا من عملية اغتيال بواسطة سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية وقد دمر التفجير محلاً يملكه فؤاد مغنية شقيق عماد الذي توفى في الانفجار.

ولكن عماد الذي كان من المفترض ان يكون متواجداً هناك، قرر عدم المجيء ونجا من الموت مرة اخرى.

وبعد مضي اسابيع قليلة من ذلك التفجير اعتقلت الاجهزة الامنية، التي تحركت بالتعاون مع حزب الله، عدة مدنيين يشتبه في تورطهم في ذلك الاعتداء وبأنهم عملاء للموساد، وكان المشتبه الرئيسي شخصاً يدعى احمد الحلاق. ووفقا للبيان الرسمي الذي صدر عن الشرطة فإن "الحلاق وزوجته اوقفا سيارتهما بالقرب من محل فؤاد مغنية، ودخل الحلاق المحل للتأكد من وجود فؤاد هناك وصافحه، وعاد الى السيارة واشعل فتيل عبوة التفجير".

والحلاق شارك في اجتماع مع مسؤول رفيع في الموساد في قبرص، وان مسؤول الموساد دربه على كيفية استخدام القنبلة ودفع له 100 الف دولار وقد نفذ حكم الاعدام على الحلاق لاحقاً. 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق