الكومبس - ستوكهولم: استقبل الملك السويدي كارل غوستاف السادس عشر، صباح اليوم الجمعة، سفيرة دولة فلسطين في السُويد "هالة حسني فريز”، وتسلّم أوراق اعتمادها كسفيرة مفوضة فوق العادة لفلسطين.
ولقيت السفيرة إستقبالاً حاراً في القصر الملكي، بمراسيم ملكية مميزة، في خطوة تأتي بعد الإعتراف السويدي التاريخي بفلسطين كدولة.
وأجرت ”الكومبس” على هامش مراسيم الإستقبال، لقاءاً مع السفيرة هالة فريز، جاء فيه:
ماذا يعني للقضية الفلسطينية تقديم أوراق اعتمادكم سفيرة لدولة فلسطين إلى الملك السويدي؟
هذا يوم تاريخي بالنسبة لفلسطين وللسويد أيضا، وتجسيد لمعنى الاعتراف الذي تبنته الحكومة السويدية الجديدة بدولة فلسطين، وهذا من شأنه أن ينقل العلاقات بيننا وبين السويد إلى مراحل متقدمة، ستستفيد منها فلسطين خاصة من الجانب السياسي، وفي المحافل الدولية من أجل تحقيق أهدافنا بالتحرير والاستقلال.
نحن نرى أن السويد مؤهلة أكثر من غيرها للقيام بدور سياسي مؤثر، خاصة للسمعة الجيدة التي تتمتع بها فيما يخص الحرص على القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان.
كيف كان استقبال ملك السويد لك ولأعضاء السفارة، وما هي العبارات التي تبادلتيها معه؟
خصص لنا الملك جزءاً ليس بالقصير من وقته، وبعد أن شكرته على استقباله لنا، ونقلت له تحيات سيادة الرئيس محمود عباس، عبر الملك عن سعادته وأبدى ترحيبه في استقبالنا، مؤكدا على خصوصية المكان والمناسبة.
الملك السويدي ركز أيضا على أهمية التعامل بالمثل بين أطراف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى أن خطوة الاعتراف السويدي بفلسطين من شأنها أن تساوي بين الطرفين عند الحديث عن السلام. مشددا على أهمية استمرار الحوار. كما أبدى سروره لقرب استقبال الرئيس الفلسطيني.
الشيء اللافت في اللقاء مع الملك السويدي، هو حديثه عن بعض الأحداث والتفاصيل التي تؤكد متابعته واهتمامه بالقضية الفلسطينية وتطوراتها، خاصة عندما تحدث بنفسه عن بعض تجاوزات الاحتلال، وقتل الجيش الإسرائيلي للوزير، زياد أبو العينين، كما أظهر اهتمامه من خلال توجيه الأسئلة عن مصادر الإنتاج والاقتصاد الفلسطيني.
من جهتنا قدمنا إيجازا عن معاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال، وعن الأضرار التي يلحقها هذا الاحتلال بالإنسان والبيئة والطبيعة، بعد اقتلاع مئات الآلاف من أشجار الزيتون، وتلويث المياه والتربة التي يعيش عليها الفلسطينيون، بسبب بناء المستوطنات والاستخدام الجائر، للموارد الفلسطينية.
تطرق الحديث أيضا لما تشهده المنطقة من اضطرابات ونزاعات، حيث أكدنا للملك السويدي، على أن حل القضية الفلسطينية بشكل عادل، من شأنه أن يساهم بشكل كبير في عودة الاستقرار للمنطقة، من خلال الانعكاس الإيجابي في إزالة أسباب عديدة للتوتر.
كيف كانت أجواء مراسيم الاستقبال الملكية لك كسفيرة لفلسطين؟
مراسيم استقبال السفراء في السويد، تتخذ طابعا عريقا وهي نفسها التي كانت سائدة منذ القرن 18، ولا شك أنها كانت لحظات رائعة، بالنسبة لنا، ليس من ناحية الشكل المهيب لهذه المراسم، بل من ناحية المضمون والمعنى الذي حملته هذه المراسم لفلسطين ولأسم فلسطين. وشعرت بالفخر لأن تضحيات شعبنا وما قدمه عبر تاريخ مقاومته للاحتلال، يعطي الآن ثماره السياسية على المستوى الدولي.
عند نهاية اللقاء طلب مني تقديم أعضاء السفارة، بالاسم والمرتبة الوظيفية. لقد كان لقاءا رائعا شعرنا بدفء وحرارة استقبالنا من جهة الملك.
هل هناك دور معين للسويد في عملية السلام في الشرق الأوسط على ضوء زيارة الرئيس عباس للسويد؟
لا شك أن السويد لعبت وممكن أن تلعب أدواراً إيجابية دائما في عملية السلام في الشرق الأوسط، ولا شك أن الحكومة السويدية ستستمع للرئيس ونظرته المتعلقة بهذه العملية، ومن الممكن أن تطرح الحكومة السويدية ما يمكن أن تقدمه وتساهم به لدعم الحقوق الفلسطينية، ولا ننسى أن السويد لا تزال تقدم الكثير من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الى جانب الدعم السياسي، حيث أعلنت السويد عن زيادة الدعم الذي تقدمه للشعب الفلسطيني بنسبة 50 بالمائة بالإضافة لدعم جهود إعادة إعمار قطاع غزة