الأحد، 30 مارس 2014


بادغودسبرغ 

ملتقى العرب في مدينة بون

حي بادغودسبيرغ في مدينة بون يعتبر ملتقى للجالية العربية، خلال تجوالك في شوارعها تتناهى إليك كلمات عربية، والمطاعم والمقاهي العربية تذكر روادها من العرب ببلدانهم، ولكل واحد منهم حكاية مع الغربة والحنين إلى الوطن.
The famous restaurants for Iraqi and Arabic meals and food in Bad Godsberg , which opened in 2005 and many Arabs and Germans as well went to eat in it .
Bonn . 13.october 2013
رحلة قصيرة بقطار الأنفاق من المحطة الرئيسية لمدينة بون تفصل عن حي بادغودسبيرغ، لكنها رحلة تنقلنا من عالم ألماني المعالم إلى أخر تبرز فيه معالم عربية كثيرة. حي بادغودسبيرغ، الذي يقبل عليه الكثير من العرب، تبلغ مساحته قرابة 31 كيلومتراً مربعاً، ويقع على الضفة الجنوبية لنهر الراين.
قديماً كان هذا الحي غاصاً بالسفارات ومساكن الدبلوماسيين من مختلف الدول، وذلك عندما كانت بون عاصمة لألمانيا الغربية قبل توحيد شطري ألمانيا وانتقال العاصمة إلى برلين. واليوم يسكن الحي العديد من العرب من مختلف الدول العربية كالمغرب ومصر والعراق وتونس وليبيا والجزائر، بالإضافة لبعض الأتراك وبعض الطلبة من يوغسلافيا السابقة.
نفق صغير من محطة الحافلات ينقلك إلى عالم عربي الروح ألماني الشكل، ويستقبلك عند خروجك من أسفل النفق مطعم كتب عليه باللغة العربية "نقدم أشهى المأكولات العربية والشرقية". تتجول في الشارع الرئيس بالمنطقة حيث المحال التجارية الشهيرة والمحلات الألمانية، لكنك تلمح بينها واجهات محال كُتب عليها باللغة العربية، إضافة إلى إعلانات عن شقق للإيجار وإصلاح الحاسب الآلي ومحلات للعطور والملابس العربية.
Tour inside the neighborhood you'll see many of the stores interface which written in Arabic as well as ads for apartments for rent , computer repair shops and shops for perfume and Arabic clothes .
Bonn . 13.october 2013
محلات للعطور والملابس العربية
كما ستقابل العديد من العرب والذين ستتعرف عليهم إما من خلال حجاب بعض السيدات المارات في الشارع أو بما يتناهى إليك من كلمات لحديثهم بالعربية.
"لا نشعر بالغربة هنا، تشعر وكأنك في أي بلد عربي آخر" تبدأ أم داليا حديثها عن المنطقة. وتعمل أم داليا العراقية الأصل في أحد المطاعم العراقية بمنطقة بادغودسبيرغ، وكانت قد سكنت أحد منازلها من قبل لأربعة أعوام قبل أن تنتقل للسكن في حي آخر من مدينة بون.
المطعم الذي تعمل فيه أم داليا، يتردد عليه الكثير من العرب، وليس من المفارقة إن قالت إنها تشعر بأن "الألمان الذين يأتون إلى المطعم بمثابة الأجانب، الذين يأتون لزيارتنا في بلادنا". صورة تقلب الواقع: فهي الأجنبية في ألمانيا. لكنها ترى أن "العلاقات بين العرب والألمان علاقات عادية بين البشر هناك الجيد وهناك السيئ. ويبقى المعيار الأساس هنا أسلوب المعاملة بين الناس".
ومن خلال تجربتها عرفت أن الاحترام وعدم التدخل في شؤون الآخرين والمعاملة الحسنة والالتزام بالقوانين يساعدك على بناء علاقات جيدة بينك وبين الألمان، "فهذه من أهم الأمور لدى الألماني، وإذا احترمتها سعدوا بك وتلقيت معاملة جيدة جداً وبادلوك الاحترام".
بادغودسبيرغ في فصل الصيف أكثر حركة وازدهاراً ونشاطاً، حيث تنتشر المقاهي ذات الطابع العربي، والتي تقدم الشيشة أيضاً، في الطرقات حتى ساعة متأخرة من الليل. وهناك الشباب العربي ويتحدثون عن أخر أخبار بلدانهم، فيجعل المكان ملتقى للجاليات العربية.
The special decoration for one of the most famous cafes in Bad Godesberg , it is in the Arab-style which is designed to give you the Arabic atmosphere, inside it you can have shisha and Eastern famous drinks.
Bonn . 13.october 2013
أشهر المطاعم للمأكولات العربية والعراقية بمنطقة بادغودسبيرغ
مطعم ومقهى عربي
سهيل أبو الحكم عراقي الأصل أو "عمدة العرب في بادغودسبيرغ"، كما يحلو للبعض تسميته، أتى إلى ألمانيا قبل 21 عاماً، وأفتتح عام 2005 أشهر المطاعم للمأكولات العربية والعراقية في بادغودسبيرغ. ويتردد عليه الكثير من العرب والألمان أيضاً.
يروى أبو الحكم -وتتناهى من مكان ما في المطعم ألحان للمطرب العراقي الشهير كاظم الساهر- أنه أسس المطعم في البداية لبيع المأكولات العربية، حيث أن المنطقة كان تفتقر إلى مطعم يقدم المأكولات العربية بالرغم من انتشار العرب فيها، فأسس هذا المطعم ليكون مكاناً، يجتمع فيه العرب ويشعرون كأنهم في بلدانهم.
Suhail Abu el Hakam, from Iraqi and he is the Mayor of Arabs in Badjodsbergas he sees , he came to Germany 21 years ago and opened in 2005, the famous restaurants for Iraqi and Arabic food in Bad Godesberg .
سهيل أبو الحكم عراقي الأصل "عمدة العرب فى بادغودسبيرغ"
"السلام عليكم" جملة يحرص أبو الحكم على أن يقولها حتى لزبائنه من الألمان ويعلمها بطريقة طريفة لأي ألماني عند دخوله إلى المطعم. كما يردد الألمان بعده بعض الكلمات العربية الأخرى، مما يشعرهم بألفة المكان.
لم يكتف أبو الحكم بمطعم المأكولات العربية فقط، بل رأى أن هناك شيئاً ينقص إحساسك كعربي في المنطقة، لذلك أسس بجوار المطعم أحد أشهر مقاهي الشيشة في المنطقة، والذي صممه بأسلوب عربي خالص. لذلك حرص على شراء أثاثه من البلاد العربية، فالديكور الخاص بالمقهى صمم على الطراز المصري والذي تجده في منطقة خان الخليلي. "سافرت إلى مصر وقمت بشراء كافة مستلزمات المقهى من هناك، بالإضافة لبعض المقتنيات من المغرب والعراق".
بقالة عم سعيد والعودة إلى الوطن
قريباً من المطعم العراقي الشهير تجد بقالة وجزارة عم سعيد، عم سعيد جزائري الأصل غادر الجزائر عام 1959 وذهب إلى فرنسا، ثم انتقل منها إلى ألمانيا، حيث استقر به الحال في مدينة بون وقام بافتتاح هذا المتجر لبيع البقالة واللحوم الحلال التي يقبل عليها العرب والمسلمون.
عم سعيد يحمد الله دائماً على أحواله، بعد ما شاهده خلال مشاركته في الحرب ضد الاستعمار في الجزائر وتدمير البيوت ومعاناة السجن والانتقال إلى ألمانيا حيث الاستقرار الآن. لكنه يتمنى أن يعود إلى وطنه، غير أن حياة أولاده في ألمانيا واستقرارهم هنا يحول دون الرجوع.
تشاركه الرغبة في العودة إلى وطنها زوجته السيدة محبوبة تونسية الأصل والتي أتت إلى ألمانيا عام 1969. وترى محبوبة أن الغربة هذه ستدوم لأن عائلتها وأولادها وزوجها هنا. وتضيف قائلة بلهجتها التونسية: "هذا هو المكتوب ونحنا راضيين بس في النهاية أنا حابة ارجع على بلدي".
ترى ياسمين (39 عاماً)، ابنة العم سعيد، أن هذا الحي هو بمثابة وطنها. وعندما تغيب عنه كثيراً وتعود إليه تشعر وأنها وصلت إلى بيتها الأصلي، فقد ولدت هنا في ألمانيا وتعلمت في المدرسة العربية الموجودة بالمنطقة حتى مرحلة الجامعة. ومن ثم انتقلت إلى الجزائر للحصول على درجة البكالوريوس في علوم الحاسبات، بعدها ذهبت إلى تونس خلال موجة الإرهاب العنيفة التي هزت الجزائر، حيث التقت بزوجها وانتقلت مرة أخرى إلى ألمانيا للعيش بجوار والديها.
تتحدث ياسمين عن صداقاتها هنا في ألمانيا قائلة إن أغلبيتها من العرب من المدرسة العربية ومن الجامعة، أما أصدقاؤها من الألمان فقلة، ويحاولون عدم إشعارها بالاختلاف والغربة في ألمانيا. ولكنها ترى "بصفة عامة أن هناك علاقة متبادلة من الانغلاق وعدم الاختلاط بين العرب والألمان، فالعربي لا يحب إلا العربي ويحن إليه، والألماني منغلق فيما يتعلق بالعرب والمسلمين".
المسجد والشعائر الإسلامية
"أكننا في بلادنا وما نحس بالغربة"، يقولها شعيب الصديق أثناء انتظاره في المسجد لأداء صلاة الجمعة، إذ يشعره الجمع في المسجد لأداء صلاة الجمعة بأنه في بلاده. لا تخلوا منطقة بادغودسبيرغ بالطبع من المسجد، فهي منطقة العرب وأغلبيتهم من المسلمين. في الشارع الرئيس بالمنطقة يقع مسجد الأنصار، مسجد صغير أقامه المغاربة المهاجرون إلى ألمانيا عام 1974. يقيم هذا المسجد الشعائر الإسلامية كلها، من الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة العيدين، بالإضافة إلى صلاة التراويح في شهر رمضان.
Ansar mosque a small mosque set up by Moroccan who came and live in Germany in 1974.This mosque assesses all Islamic rituals .
Bonn . 13.october 2013
مسجد الأنصار أقامه المغاربة المهاجرين إلى ألمانيا عام 1974 .
كما تُقام في المسجد احتفالات الأعراس واحتفالات خاصة للأطفال في الأعياد، بالإضافة لدروس تعليم اللغة العربية والحديث بها لتشجيع الجيل الجديد على الحديث بها والحفاظ على لغتهم العربية.
وبالرغم من تواجد أماكن مخصصة للنساء في هذا المسجد، إلا أنها صغيرة ولا تكفى للنساء، فترى السيدة محبوبة أن ضيق الجامع لا يمكنها من تأدية صلاة العيد هناك، فتنتظر في المنزل حتى يعود زوجها. لكنها تتمنى أن يُقام جامع كبير قريب منها لتتمكن من الذهاب إليه، غير ذلك ترى أن الصلاة في المنزل خير لها.
يوم الجمعة في المسجد يختلف عما نعرفه في البلاد العربية، حيث الزحام وامتلاء المساجد عن أخرها بالكبير والصغير. الحال هنا في ألمانيا مختلف نسبياً، فصلاة الجمعة يذهب إليها القليل بحكم مواقيت العمل وعدم قدرتهم على ترك أعمالهم والذهاب إلى المسجد. ولكن هناك القليل الذي يحرص على أن يأخذ وقت الراحة الخاص به في الموعد الخاص بصلاة الجمعة لكي يستطيع أداءها.
حنين إلى الوطن
يرغب الكثيرين من العرب القاطنين هنا في العودة إلى بلادهم ولكن غالبيتهم أسسوا عائلاتهم وحياتهم باتت هنا وأبناؤهم هنا أيضاً، ما يمنع الكثيرين ربما من العودة نهائيا إلى بلادهم. الكثيرون يزورون بلدانهم الأصلية مرة في السنة على الأقل، بل وحزم بعضهم حقائبه عائداً إلى الوطن بعد التقاعد في ألمانيا، للاستمتاع بباقي حياتهم وسط عائلاتهم الكبيرة ووسط الحنين لذكريات طفولتهم.

DW.DE


دنيا الوطن تنشر أهم ما تناوله الكتاب..

عبد الله الافرنجي يروي تجربته النضالية 

كتاب"حياتي من أجل فلسطين":منعطفات تاريخية..وتفاصيل عملية ميونيخ

دنيا الوطن تنشر أهم ما تناوله الكتاب..عبد الله الافرنجي يروي تجربته النضالية في كتاب"حياتي من أجل فلسطين":منعطفات تاريخية..وتفاصيل عملية ميونيخ
تاريخ النشر : 2013-02-19
 
رام الله - خاص دنيا الوطن
أصدر عبد الله الافرنجي , مستشار الرئيس محمود عباس كتاباً أطلق عليه اسم "حياتي من أجل فلسطين" , يحوي الكتاب تجربته التاريخية وذاكرته السياسية على مدار أربع عقود عمل فيها خارج الوطن وداخله .

الافرنجي , والذي انضم لحركة فتح  في ألمانيا وتدرج إلى أن أصبح المسؤول الأول هناك , وعُيّن سفيراً لمنظمة التحرير بعد المرحوم "هاني الحسن" يروي تفاصيل نشأته في الداخل وهجرته ونضاله في ألمانيا ومواقف مفصلية في حياة الشعب الفلسطيني كان شاهداً عليها .

الافرنجي والذي تم تكليفه من ياسر عرفات بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر الخامس للحركة , يستذكر تفاصيل لقاءه الأول مع  الشهيد ياسر عرفات والشهيد خليل الوزير , وكيف تدرّج ليكون على رأس الهرم فيما بعد .

"أبو بشار" والذي وافت نجله "بشار" المنية منذ عامين تقريباً في حادث سير أليم في ألمانيا يكشف في كتابه الصادر باللغة الألمانية عن تفاصيل جديدة لعملية ميونيخ التي كان حاضراً فيها كمسؤول في فتح .

عبد الله الافرنجي يؤكد لدنيا الوطن أن كتاب "حياتي من أجل فلسطين" سيتم ترجمته للغة العربية قريبا .

الكتائب نُشر باللغة الألمانية , وسيترجم للعربية قريباً بحسب ما أفاد به مستشار الرئيس ابو مازن "د.عبد الله الافرنجي" لدنيا الوطن .

دنيا الوطن تنشر أهم ما تناوله كتائب الافرنجي "حياتي من أجل فلسطين" 

في سرد شيق يوثق الكاتب عبد الله الأفرنجي على مدى 432 صفحة تشكل قوام كتابه ( حياتي من أجل فلسطين ) الصادر في نهاية عام 2011 عن دار النشر الالمانية ( هاينة) سيرته الذاتية بدءاً من مرحلة الطفولة، مرورا بمرحلة الشباب وصولا الى مرحلة الكهولة والنضوج.

يرصد الكاتب المحطات والمنعطفات التاريخية الحاسمة في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال سرد وقائع الأوديسة الفلسطينية منذ اللجوء في عام النكبة وما سبقه بقليل، حيث كانت تعيش عائلة الكاتب عبد الله الأفرنجي في بئر السبع، ثم لجأت الى غزة ولم يكن الطفل عبد الله قد تخطى الخامسة من العمر.

تنتمي عائلة الأفرنجي التي تحمل أسما غريبا نوعا ما بالنسبة لعائلة بدوية تنتمي الى فخذ ( الحكوك) من عشيرة ( التياها) التي ضربت جذورها ومضاربها في منطقة الصحراء الجنوبية من فلسطين منذ زمن بعيد، أما والده الشيخ حسن فكان شيخ عشيرته وقائدها وأحد قادة عشيرة التياها الكبرى.

يتحدث السفير عبد الله في كتابه عن فترة طفولته القصيرة في بئر السبع وعن مشاركة والده وأعمامه في الكفاح المسلح ضد العصابات الصهيونية حيث استشهد عمه في احدى الصدامات المسلحة مع فرق الإرهاب الصهيوني التي نشطت في تلك المنطقة الصحراوية، وبعد اعلان الدولة الصهوينية على أرض فلسطين هاجرت عائلته الى غزة حيث عانت العائلة من عذابات اللجوء والهجرة، أما الشيخ حسن المعيل الوحيد لعائلته فقد خسر قاعدته المادية والعشائرية مما اضطره للعمل كمقاول في مجال البناء للتغلب على معاناة الهجرة واللجوء..

يروي السفير عبد الله ذكرياته ابان الحرب على غزة وابان حرب السويس والهجوم الصهويني على القطاع منتصف الخمسينات، والتي تركت أثرا عميقا على نفسيته كفتى لما شاهده من جثث محترقة لجنود فلسطينيون وقعت شاحنتهم العسكرية في كمين اسرائيلي. كما يروي مقتطفات من بداية الإتصال الذي تم بين ابو جهاد ( خليل الوزير )وأخيه الأكبر محمد في منتصف الخمسينات وكيف لعب الفتى عبد الله في سن مبكرة كمراسل بين نواة التتنظيم الأولى التي تبلورت مع الوقت لتصبح الخلية الأولى لحركة فتح وعن كيفية تطورها بعد ذهاب خليل الوزير في العام 1954 الى القاهرة للتعرف على ياسر عرفات.

ثم يروي واقعة سفر ابو جهاد وأخيه الأكبر محمد الى السعودية للعمل كمدرسين، وسفرهما الى الكويت في النصف الثاني من الخمسينات لمقابلة ياسر عرفات بهدف بلورة المزيد من الأفكار الثورية لتنظيم وتطوير اساليب العمل الكفاحي وتأسيس الخلية الأولى لحركة فتح والتي اصبحت تعرف فيما بعد باللجنة المركزية للحركة.

بعد انهاء المرحلة الثانوية من دراسته في غزة سافر عبد الله في العام 163 الى المانيا لمتابعة تحصيله العلمي حيث وقع اختياره على دراسة الطب. ولتجاوز العقبة اللغوية كان على عبد الله أن يتعلم الالمانية في معهد غوتة ومن ثم الإنتفال للدراسة في جامعة فرانكفورت، في بلدة قريبة من مدينة فرانكفورت تدعى لانغن حيث تعرف على الصبية اليانعة "بينيتا" التي كانت ما تزال في المرحلة الإعدادية من دراستها والتي اصبحت فيما بعد رفيقة عمره وأم بشار ومنى.

بداية التحرك السياسي

شهدت أواسط الستينات بدايات التحرك الوطني الفلسطيني العلني حيث قام المناضل الجليل احمد الشقيري بإيعاز من الرئيس جمال عبد الناصر بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1964، ما فتح المجال لتحركات سياسية فلسطينية واسعة النطاق، وقد عكس ذلك نفسه على القطاع الشبابي والطلابي وخصوصا على صعيد الإتحاد العام لطلبة فلسطين الذي اتخذ القاهرة مقرا له وكانت رياح الثورة الفلسطينية قد وصلت الى ألمانيا الغربية لتنتشر بين الطلبة الدارسين هناك.

وفي تلك المرحلة مارس الطلبة الفلسطينيون نشاطهم السياسي عبر فروع الإتحاد العام المنتشرة في الجامعات الألمانية المتنوعة، فكان من الطبيعي أن ينخرط الطالب عبد الله في صفوف الإتحاد العام لطلبة فلسطين في المانيا وان يصبح من قيادات الإتحاد وكوادره الأساسية، خصوصاً وانه يحمل بين جوانحه معاناة الهجرة وذكريات حرب السويس واجتياح قطاع غزة.

قبل اعلان تأسيس حركة فتح في مطلع 1965 كان عبد الله قد عايش بدايات حركة فتح ونشأتها منذ عام 1960، حيث اصبح عبد الله من أوائل المنخرطين في صفوفها، و كان ينقل رسالة فتح الى الرفاق الأكبر سنا من اللذي تقدموا عليه وعيا وخبره وخصوصا الى هايل عبد الحميد وهاني الحسن وهو الذي عرفهم بدوره على ابو حهاد فعملوا معا لتوسيع دائرة التنظيم الفتحاوي بين صفوف الطلبة الفلسطينيون المتواجدين على الساحة الالمانية كما توسعت دائرة العمل التنظيمي الفتحاوي لتشمل القطاع العمالي الوافد الى ألمانيا سعيا وارء الرزق.

تجربة النزول الى أرض الوطن

اندلعت حرب النكسة في حزيران 1967 ووقع ما تبقى من أرض فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في براثن الإحتلال مما فرض معطيات جديدة على أرض الواقع وأدت النكسة الى تنشيط العمل الطلابي الفلسطيني في اطار الإتحاد العام لطلبة فلسطين والتنظيم الفتحاوي السري على حد سواء. كما دفع ذلك ببعض الكوادر الطلائعية للتنظيم الحديث الى تبني فكرة النزول الى أرض الوطن المحتل وممارسة المقاومة الشعبية ضد الإحتلال وكان عبد الله من أوائل الكوادر الفتحاويين المقدامين الذي ذهبوا الى الجزائر لتلقي دورة تدريبية مع بعض الرفاق مثل زهير وعدنان وغازي وآخرين. بعد تلقي التدريبات الكافية التي أشرف عليها خليل الوزير شخصيا سافر الشباب الى دمشق ومن ثم الى الأردن للعبور الى الضفة الغربية لواد الأردن. لم يكتب لتلك التجربة النجاح بسبب قلة الخبرة وقلة التدريب وانعدام المعرفة بالتضاريس وغياب الخطة الواضحة. مثل ذهاب افراد المجموعة لزيارة أهاليهم مما أدى الى افتضاح أمرهم وسهولة وقوعهم في ايدي المحتل

لم تطل اقامة المعتقلين الشباب في الأسر الاسرائيلي بإستثناء غازي الذي أنكر شخصيته مصراعلى أنه ينتمي الى عائلة أبو عياش وليس الى عائلة الشهيد البطل عبد القادر الحسيني مما أدى الى اطالة اعتقاله الى خمسة اشهر.

بعد عودة الأسير عبد الله من سجنة تابع نشاطه في اطار الإتحاد العام لطلبة فلسطين حيث انتخب رئيسا لسكرتاريا التنسيق لفروع الإتحاد في المانيا والنمسا متصدرا لمواجهة السفير الإسرائيلي انذاك (اشر بن ناثان) والذي قام بحملة دعائية عبد القاء محاضرات في الجامعات الألمانية دفاعا عن الإحتلال فهب الطلاب وعلى رأسهم عبد الله للدفاع عن وطنهم مما أدى الى صدامات وضرب واشتباكات وقد أصيب عبد الله بضربات حادة على رأسه مما أدى الى نقلة الى المستشفى.

عملية ميونخ 1972

بعد تسلم حركة فتح مقاليد الأمور في منظمة التحرير الفلسطينية بدات مرحلة من الإنفتاح العربي على القضية افلسطينية أدت الى انتداب المناضل الطلابي في نهاية عام 1969 كاول مندوب اعلامي لفلسطين في مكتب الجامعة العربية في مدينة بون. أحدث هذا الإنتداب انقلابا حاسما في حياة عبد الله الشخصية ومساره المهني الذي تحول من دراسة الطب لكي يكرس حياته للعمل الوطني بعد الصارع الدموي في الأردن وما لحق بالحركة الجماهيرية في تلك المرحلة من تراجع، سادت حقبة الإنتقام مما أدى الى تاسيس منظمة ايلول الأسود وهي المنظمة الفدائية التي قامت بتنفيذ عملية ميونخ ضد مقر المنتخب الأولمبي الإسرائيلي.

أثارت هذه العملية غضب الحكومة الألمانية  مما أدى الى طرد مجموعة من الطلبة الفلسطينيين والناشطين من ألمانيا الغربية وكان عبد الله احدهم مما أدى لفقدان الكثير من مقاعدهم الدراسية والكثير من العمال لوظائفهم. فعاد الى دمشق للقاء القايدة السياسية والتي أوفدته ليشغل نائب السفير الفلسطيني في الجزائر احمد وافي وهناك تعرض عبد الله والسفير احمد وافي الى انفجار طرد بريدي ملغوم مرسل من جهات اسرائيلية ادى الى اصابة ابو خليل بجروح بليغة وعبد الله بجروح طفيفه في وجهه ويديه.

لم تتوقف الزوجة الوفية بينيتا عن المطالبة بعودة زوجها المظلوم الى حضن عائلته الدافيء فقد كان لها الدور الأكبر في عودته الى قواعده سالما فهي لم تتوقف عن النمتابعة لدى السلطات الألأمانية برفع الدعوى ضد الإبعاد التعسفي لزوجها الذي لم يكن له ظلع في عملية ميونخ وبعد مد وجزر كسبت بينيتا القضية لدى المحاكم المانية مما كنه من العودة بعد غياب عامين.

شهد نهاية عام 1974 منعطفا تاريخيا في مسار القضية الفلسطينية والتي حملت بين طياتها الحدث الابرز الذي تمثل في خطاب الزعيم ياسر عرفات في الأمم المتحدة حاملالا رسالته النضالية التي رفع فيها شعار البنديقة  وغصن الزيتون مما فتح الباب على مصراعيه أمام انفتاح دولي على القضية الفلسطينية.

الخطاب العربي لا يصلح

من خلال نشاطه المتواصل سياسيا واعلاميا اكتشف عبد الله أن الخطاب العربي والفلسطيني لا يصلح لمخاطبة الرأي العام الأوربي والالماني بشكل خاص فهو خطاب عاطفي لايقوم على العقل والمنطق، ويقول الكاتب أن الشعراء والكتاب والعرب يكتبون بطريقة عاطفية ربما لبعث ألمل  لدى الشعب الفلسطين المنكوب ولكن هذه الطريقة لاتوصل الرسالة الفلسطينية الى الشعب الالماني، ألى أن هذا لاينطبق على الخطباء أمثال ابو اياد وأبو السعيد وكذلك ياسر عرفات، ويقول أن أبو جهاد ربما كان الأكثر اقناعا غير ان استعمال الشعارات الرنانة والكبيرة لا يفي بالغرض المطلوب وهذا ما اضطر عبد الله الى تغيير خطابه السياسي الذي كان يستعمله في المراحل الأولى في فرانكفورت والذي تمييز بالخطاب التصويري وأنه تعلم مع الوقت ان يكبح جماح عواطفه وخطابه الساخن وخصوصا عندما بدا عملية مراقبة دقيقة لخطابه السياسي والإعلامي.ومع الوقت طور خطابه ليقوم على ضبط النفس وعلى مراقبة دقيقة لردود فعل المستمعين ولكن دون تنازل عن جوهر الخطاب.

ويقول عبد الله " الا أن هذا الأسلوب كان قد غاب عن ذهني في خضم الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 عندما بثت الإذاعة الألمانية خبرا يقول أن الفلسطينيين قد استسلموا فنسيت نفسي قلت للمذيعة عندما سألتني عن رد فعلي فقلت اذا كان الإسرائيليون يريدون الحرب فنحن لها وسنخوض هذه الحرب حتى نهاية مريرة وسيرى الإسرائيليون أياما سوداء.

بعد هذه التصريحات النارية بقليل رن جرس الهاتف عندي وكان على الطرف الآخر الوزير هانس يورغن فشنكي المعروف ب " بن فيش" يطلب مني احتساء فنجان قهوة معه فذهبت لمقابلته في وزارة الخارجية حسب الاموعد فخاطبني بشكل مباشر " عبد الله انت اعطيت مقابلة صحفية اليوم وقد سمعتها ..انت تخطيت بذلك كل الحدود.. عليك أن تتمالك نفسك وتتماسك فالالمان لايحبون هذه اللهجة وحتى لو كنتم عسكريا أقوياء كما تقول فلا داعي للصراخ بذلك للملأ ولكنكم لستم كذلك انتم في وضع سيء وبصراخك للحرب فانك تخسر تعاطف مستمعيك الالمان وكذلك سمعت نفس الملاحظات من زوجتي بينيتا وهما بصراحة كانا على حق.

العمل مع الصحافة

يرسم عبد الله خط سيره السياسي بإعتباره نقطة لقاء تربط بين الحضارة الشرقية والغربية وكجسر يربط بين الحضارات التي تلتقي وتتباعد عبر مراحل التاريخ من خلال عمله كسفير لبلده المحتل عمل عبد الله على كسب الراي العام الالماني لصالح قضيته العادلة وقضية شعبه المعذب عبد مشاركته في العديد من اللقاءات الرسمية والشعبية والقاء المحاضرات السياسية لتقريب المجتمع اللماني من القضية الفلسطينية والتي واجهت العديد من المعيقات بسبب ما تعانيه المانيا وشعبها من راسب المحرقة النازية الهلوكوست التي اقترفها النازيون الالمان بحق اليهود ابان الحرب العالمية الثانية وما زالت المانيا تعاني من عقدة الذنب تجاه اسرائيل واليهود حتى يومنا هذا.

ومع ذلك استطاع المبعوث الفلسطيني عبد الله أن يقيم علاقات وطيدة مع القطاع الصحفي الإعلامي الألماني لصالح فلسطين أو لتحييد تعاطفه المطلق مع اسرائيل وعدوانها فأقام علاقات صداقة مع كبار الصحفيين الالمان أمثال غير هارد كونتسلمان وأولريش كيتسله من القناة الأولى ard وكذلك مع اولريش متاتسكي من القناة الثانية zdf ونسج علاقات متينة مع الصحافي الشهير بيتر شول لاتورد الذي كان عاى دراية تامة بالصراع العربي الإسرائيلي وغيرهم الكثير وأثناء اقامته الطويلة في المانيا اقام المئات من المقابلات الصحفية كما شارك في الاف من المناسبات العلنية ذات الطابع الإعلامي للدفاع عن القضية الفلسطينية حيث عرف بفصاحة اللسان ورصانة المنطق كما اصبح له شعبية واسعة بين الشعب الالماني.

تركزت مهمة المبعوث الفلسطينية على دحض الحجج الصهونية اتهمت الفلسطينيين دوما بالإرهاب بهدف تجريدهم من شرعية مقاومتهم ضد الإحتلال الإسرائيلي كما اتهمت الفلسطينيين والعرب بنيتهم " رمي اليهود في البحر" مما يجعل اسرائيل دوما هي الضحية المدافعة عن نفسها أمام قوى الشر المتمثل بالفلسطينيون وهو اسلوب من اساليب الدعاية الصهوينية المتنوعة مثل الإستعطاف ولعب دور الضحية والإبتزاز من خلال الترويج للمحرقة وكانها حدثت بالأمس القريب بهدف التغطية على جرائمها ضد الشعب الفسطيني من اجل تحويل الأنظار عن الإحتلال اسرائيلي الظالم الذي ما زال جاثما على صدور الفلسطينيين منذ عقود.

العلاقات مع الوسط السياسي

خلال عمله الطويل في مجال السياسة في جمهورية ألمانية الإتحادية تابع االسفير عبد الله التطورات السياسية في فلسطين ومرحلة ما بعد بيروت والإنتشار الفلسطيني في الدول العربية وقد تم انتخابه لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح في العام 1989. كما عايش التطورات على الساحة الالمانية وسقوط المنظومة الإشتراكية والإتحاد السوفيتي مما أدى الى سقوط جدار برلين واعادة توحيد المانيا. وهذا ساعده على اختراق الحواجز واقامة علاقات صداقة مع كبار رجال الدولة في ألمانيا من اليمين واليسار أمثال وزير التعاون الدولي السابق هانس يورغن فشنشكي من الحزب الإشتراكي الديمقراطي الذي نسج مع ابو عمار علاقات وطيدة كما ربطته غرقات صداقة مع زعيم حزب الأحرارالسابق يورغ مولمان من حزب الأحرار الوسطي FDP وكذلك مع الزعيم اليميني من الحزب الإشتراكي المسيحي فرانس جوزف شتراوس CSU كما اقام علاقات صداقة مع رؤساء الدولة مثل الرئيس الرئيس يوهانس راو وكذلك وزراء الخارجية امثال زعين حزب الخضر يوشكا فشر ويحمل صورا كثيرة لزيارات الرئيس ابو عمار الى ألمانيا والتي قام بترتيبها له السفير عبد الله والتي تؤكد اللقاءات الناجحة التي قام بها مع زعماء بارزين لايمكن تجاهلهم أمثال المستشار فيلي برانت زعيم الحزب الإشتراكي وهلموت شميت احد ابرز المستشارين لجمهورية ألمانيا اتحادية.

كما يبرز الكتاب صورا للرئيس ابو عمار مع زعيم حزب الأحرار ووزير الداخلية السابق هانس ديتريش غنشر وكذلك لقاء القائد ابو عمار مع الجالية اليهوية في ألمانيا.

الدعم الالماني لفلسطين

منذ اللحظة الأولى سارعت المانيا بمد يد العون الى السلطة الفلسطينية بعد اتفاق اوسلو، ولم يكن السفير عبد الله بعيدا عن ذلك لم تتأخر الوفود الالمانية عن الحجيج الى قطاع غزة لمقابلة زعيم السلام الرئيس عرفات والتباحث معه حول كيفية تقديم الدعم الألماني للسلطة الوليدة ما اسعد ابو عمار واثلج صدره. كما سارعت ألمانيا بفتح مكتب تمثيلي لها في غزة بغية تنسيق الدعم وتوجيهه حسبما تقتضيه الحاجة الفلسطينية فكان الفضل للمانيا في طباعة الدفعة الولى من الجواز الفلسطيني في العام 1996 والمكونة من مليون ونصف المليون نسخة وكان ذلك بالتنسيق مع السفير المفوض عبد الله الفرنجي كما تم طباعة الطوابع البريدية الأولى لفلسطين.

في نفس الفترة تحولت غزة الى ورشة عمل ومشاريع عمرانية مولتها ألمانيا ودول أخرى وكان الرئيس ابو عمار يزور تلك المشاريع معربا عن سعادته بأن عجلة السلام قد تحركت وأن الأمل بالحياة الكريمة قد عاد يدغدغ مشاعرالفلسطينيين، إلا أن ذاك الإندفاع نحو السلام والعمران قد تراجع بإغتيال رئيس الورزاء اسحاق رابين على يد متطرف يهودي وصعود اليمين المتطرف للحكم في اسرائيل بقيادة باراك وشارون ومن ثم نتنياهو وليبرمان.

لم يتوقف الدعم الألماني للسلطة فاصبحت المانيا من أهم الدول المانحة الاتي ساعدت وما تزال في تعزيز البنية التحتية للأراضي الفلسطينية وخصوصا فيمجال المياه والمياه العادمة والصرف الصحي والنفيايت الصلبة، كما قدمت ألمانيا الدعم لبنء مؤسسات السلطة وتدريب كوادرها في مجالات متعددة وما تزال حتى بعد رحيل الزعيم الفلسطيني ابو عمار وصعود الرئيس ابو مازن لسدة الرئاسة في السلطة الوطنية.

جسر التفاهم بين الحضارات

يسلط السفير عبد الله الأفرنجي في كتابه ضوءا على المكانة التي يرى نفسه فيها وخصوصا بين شعبه الفلسطيني المعذب الذي ينتمي اليه قلبا وروحا وبين الشعب الألماني الذي انخرط فيه وترعرع بين ظهرانيه واقتبس عنه العلم واثار اعجابه. فقد تعلم من الشعب الألماني لغة العقل والمنطق متغلبا بذلك على لغة القلب والعاطفة  فاصبحت له نظرة مغايرة أو نقدية للحال العربي والواقع الفلسطيني الأمر الذي اعانه على تعديل نظرته لطريقة الحكم داخل أجهزة  منظمة التحرير ونظامها السياسي والإداري القائم على نظام أبوي يعتمد على مبدأ الولاء الشخصي أو العشائري وليس على مبدأ الكفاءة وحسن الأداء والإخلاص للوطن والقضية، وهكذا أصبح الأفرنجي يميل الى النظام الديمقراطي القائم على انتخابات حرة ونزيه تجري على فترات محددة بهدف تغيير النخب الحاكمة وضخ دماء فتية وعناصر جديدة لإدارة دفة الأمور وتأتي هذه النظرة الثاقبة كما يشير في نهاية كتابه نتيجة الاخفاقات التي لحقت بالقضية الفلسطينية على مر العقود الماضية.

في محاولة جادة يتوجه الكاتب في كتابه الى القارئ الألماني ملتمسا تفهم قضيته العادلة التي كرس حياته من أجلها وعايش مراحلها الألليمة منذ نعومة أضفاره مرورا بمرحلة الشباب وعذاباته وصولاً الى سن الكهولة الذي دخل فيه الآن.

أنه كتاب غني بالمعلومات والأحداث والوقائع التي تروي حكاية شعب ومسيرته الطويلة على درب الجلجلة دون أن يصل الى النهاية السعيدة انه كتاب غني بالتحليلات القيمة المصاغة بحكمة وقدرة على التشويق من شانه اثراء المكتبة الالمانية وخصوصا اذا ما وضع في المكتبات الالمانية في مواجهة الكتب العديدة الصادرة باللغة اللمانية لصالح اسرائيل.










اخبار ذات صلة



اقرأ المحتوى الاصلي على دنيا الوطن http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2013/02/19/363019.html#ixzz2xS9CIS5R

أدب مكيّ في ألمانيا.."رُبَّ جملة واحدة أنشأت أعمق الروابط"

رجاء عالم، المنحدرة من مكة في شبه الجزيرة العربية، صوت بارز على الساحة الأدبية العربية. وتتميز رواياتها بوشائجها العديدة مع الموروثات الشفهية. في حوارها مع روت رايف، تقول رجاء عالم: "أكتب بحرية مثلما أطير في الحلم".
Raja Alem Schriftstellerin Saudi Arabien
أستاذة رجاء عالم، لقد كتبت نحو عشر روايات، إضافة إلى مسرحيات وقصص قصيرة ومقالات. وحصلت أعمالك على جوائز عديدة. لماذا لم يتعرف قراء اللغة الألمانية عليك إلا الآن عبر رواية "طوق الحمام"؟
رجاء عالم:لكل شيء وقت. لا بد أن يكون للناشرين ثقة في الكتب التي يقدمونها لجمهورهم من القراء. هناك أحكام مسبقة وكليشيهات ملتصقة بالأدب العربي. داخل هذه الصورة النمطية يشعر الناشرون بأنهم في أمان. لكنهم يتجنبون الكتب التي تخرج عن هذا الإطار. رواياتي تضرب بجذورها العميقة في مدينة مكة، مسقط رأسي، هذا العالم الذي لم يُستكشف بعد. إنني أنهل من أساطير المدينة ومن تاريخها وفلسفتها، وأفعل ذلك بلغة تفرض على القارئ أن يفك شفرتها وكأنها نصوص صوفية. هذه اللغة تكاد تستحيل ترجمتها. أنا في حاجة، إذن، إلى ناشر يحب المغامرة، ومترجم واسع الإطلاع يستطيع نقل عوالمي وأسلوبي إلى الجمهور الألماني.
مكة هي مدينة الإسلام المقدسة، المدينة التي يجب على كل مسلم أن يزورها مرة في حياته. عندما ينشأ المرء في مدينة كهذه، هل يشعر بهذه الطاقة الروحية؟ وهل تدفعه هذه الطاقة الروحية للكتابة؟
رجاء عالم:في مكة كنت أرى الناس يحجون من مكان مقدس إلى آخر. هذه الطاقة الروحية تطلق العنان لخيالي. إنني أكتب لأستكشفها، وأتعرف على حدودها القصوى، ولكي أسيل معها. رواياتي هي توسيع لذاتي، وعبرها أصل إلى عوالم عتيقة للغاية، ومستقبلية في الوقت نفسه. إنني أشعر ببهجة في التغلب على العوائق واجتياز الحدود بين الماضي والحاضر والمستقبل، بين الممكن والمستحيل، والحياة والموت. مع كل كتاب من كتبي أطوّر نفسي، وأمكّن القارئ أيضاً من أن يطور ذاته، مثلما حدث لي وأنا مراهقة خلال قراءتي لرواية "سيدارتا" لهرمان هيسه. آنذاك تأثرت بالتشابه بين نهره والنهر المذكور في قرآننا.
روايتك تمتد ما بين الحزن على اختفاء المعمار العتيق لمكة وما بين "صور لمكة في المستقبل" بناطحات السحاب الضخمة والكعبة المبنية من الصلب. هل هذا البورتريه لمكة صورة للمجتمع السعودي؟
رجاء عالم:حين بدأت الكتابة في "طوق الحمام" ألقيت نظرة إلى الوراء. وعندما انتهيت من الكتاب وجدت نفسي في طور فكري آخر. ليس السعوديون فحسب هم الذين يتحركون في اتجاه ما يمكن أن نسميه واقعاً افتراضياً، بل الناس في العالم كله. الحقيقة نفسها تفقد تأثيرها السابق، ولا نعود عندئذ مقيدين داخل طرق فكرنا وأنماط حياتنا، بل إننا نتحول إلى كائنات كونية افتراضية، وشيئاً فشيئاً تترسخ أقدامنا في المجال الافتراضي، حيث يُنظر إلى المنشأ والتراث الثقافي باعتبارهما مجالاً فنياً يتقاسمه الكل، ويتزين به الجميع – مثل متحف يستطيع المرء أن يتجول فيه بكل خفة، وليس كخنادق يتقاتل الناس من ورائها.
عندما يدور الحديث في الغرب عن الدول الإسلامية يقفز إلى الصدارة موضوع حقوق المرأة. في روايتك ترسمين شخصيات نسائية واثقات للغاية بأنفسهن وقويات...
رجاء عالم:الحرية لا توهب أبداً، بل على المرء أن يستحقها. كنت دائماً أحمل معي فكرة الكتابة عن جداتي وعماتي وخالاتي. إنهن مثلي الأعلى المعاصر اللائي لعبن دوراً بارزاً في تطور البلاد، نساء لهن مكانة عالية يعشن مع جاراتهن من النساء المقموعات؛ مثلما هو الوضع في كل مكان، حيث ينجح الرجال والنساء في التوصل إلى مساواة، أو حيثما تمنع القوانين المجتمعية ذلك. هذا الصراع هو الحياة. حيثما وجدت باباً مغلقاً فإنني أندفع ببساطة إلى الأمام. ودائماً أمارس ضغطاً.
Straßenszenen in Riad in Saudi Arabien
حضور المرأة السعودية يقوى رغم القيود العديدة
يندرج في هذا الإطار أيضاً موضوع الحجاب. الباحثة في علم الثقافات كريستينه فون براون ترى أن تعرية الجسد الأنثوي الغربي في الفضاء العام ليس له علاقة بالتحرر. هل ننظر إلى صورة النساء في الغرب نظرة مثالية إلى الحد الذي لا يجعلنا نقبل صورة أخرى؟
رجاء عالم:عندما كنت مراهقة وقبل أن أقوم برحلات، كنت أرتدي العباءة في شوارع مكة، وكنت أغطي وجهي بالطرحة الشفافة المصنوعة من الحرير، حسبما تفرض العادات. الفتيات المهذبات لا يظهرن وجههن أبداً، ولا يكتفين بحجاب قد يظهر ملامح الوجه. كنت أرتدي أربعة أحجبة كما هو شائع في طبقة عائلتي الاجتماعية، وكنت فخورة بذلك. تحت هذه الأحجبة كان هناك رأس تصطرع فيه الأفكار الثورية: كانط وهيغل وهايدغر ونيتشه وسبينوزا وسارتر وأينشتاين وأرسطو ودستويفسكي وفيكتور هيغو و د. هـ. لورنس وتولستوي، وياسوناري كواباتا بعوالمه اليابانية. فماذا تعني العباءة في مثل هذا المحيط؟
بعد ذلك بسنوات قليلة لم أعد أغطي وجهي مطلقاً. لست مؤيدة أو معارضة للحجاب. كل ما أفعله هو طرح الأسئلة، وليس عدم الوقوف أمام ظواهر الأشياء، بل النفاذ إلى روح الأحداث وحقائقها، أي إلى الإنجازات الحقيقية لنساء بلادي اللاتي يعملن في مشروعات خيرية أو مؤسسات تعليمية أو يعملن كراعيات ومشجعات للفنون. ما هي الأهمية التي تكتسبها الملابس بالنسبة لسلوكنا وأفعالنا؟
كيف بدا المشهد الأدبي السعودية حين بدأت الكتابة؟ مَن كان قدوتك؟
رجاء عالم:النماذج التي كنت أرنو إليها كانت من الخارطة العالمية الكبيرة، من الفن والأدب. لقد تأثرت للغاية بالكتب العربية، مثلاً أعمال الصوفيين الكبار مثل النفري والرومي وابن عربي والسهراوردي، وكذلك الحلاج الذي أُعدم لتخطيه كافة الحدود. ولقد تشكل أسلوبي، من دون قصد، من خلال كتب مثل "كتاب الحيوان" للجاحظ أو موسوعة "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" لأبي عبد الله بن زكريا القزويني.
كان ذلك خيالا علمياً (ساينس فيكشن) قبل أن يوجد شيء كهذا في الغرب. الكتاب بالنسبة لي كينونة متخيلة يموج كالمحيط، وفيه يمكن أن أتوه وأفقد نفسي. الروايات في السعودية حقل بكر، فالجزيرة العربية كانت أمة من الشعراء. كان الشعر هو سجل تاريخنا. متأخراً جداً نشأ جيل أصبح مهووساً بكتابة الرواية. وهكذا تحول معظم الشعراء إلى روائيين.
إذا غضضنا البصر عن رواية رجاء الصانع "بنات الرياض" فلا نجد في المنطقة الألمانية إلا القليل من الأدب السعودي. في رأيك، أية أهمية تكتسب الأعمال الروائية السعودية المعاصرة في الأدب العربي؟
رجاء عالم:الكتب التي تصدر في دول مثل السعودية ودول الخليج الأخرى أو شمال إفريقيا تعتبر أدباً هامشياً في المنطقة العربية. الأدب المركزي، هكذا يعتقد الناس، يجيء من دول مثل مصر وسوريا والعراق ولبنان. ولكن منذ التسعينيات ظهر كُتاب من الخليج وشمال إفريقيا تركوا بصمات واضحة على الأدب العربي. النقاد في العالم العربي يعتبرون كتاباتي شيئاً متفرداً.
Saudi Arabien Frau auf Motorrad
قيادة السيارات من أهم مطالب المرأة السعودية
هل هناك موضوعات تغلب على الأدب السعودي المعاصر؟
رجاء عالم:تتناول الروايات السعودية عموماً موضوع التعبير عن الفردية. الكتاب يرسمون شخصيات حرة تتحمل طواعية المسؤولية الكاملة عن أفعالها، وهي في تصرفاتها تمثل نفسها لا المجتمع. هذه الشخصيات تجتاز الحدود وتكون مستعدة لأن تدفع ثمن ذلك. في السنوات الأخيرة شهدت الساحة الأدبية بعض الهدوء، وبدأت تتكون ملامحها شيئاً فشيئاً. الأدباء يوقظون روح وطنهم، ويبثون الحياة في سكانه الرائعين.
كيف هو حال الرقابة في السعودية؟ إننا نسمع بين الحين والآخر عن اعتقال كتاب، ومن ناحية أخرى فقد أوضحت في أحد الحوارات أن المجتمع يعترف بك كمثقفة...
رجاء عالم:لم يتم استجوابي أبداً بسبب أعمالي الإبداعية، التي هي حقاً مثيرة للجدل والتي تضع كل شيء موضع تساؤل وتعبر عن مشاعر حسيّة عميقة. ولكن هذا لا يعني أنه ليس هناك رقابة. غير أن الحدود واسعة. بالطبع ليس مسموحاً للكاتب بأن يهين الدين أو قيم الناس. ولكنني لا أولي الرقابة اهتماماً حين أشرع في الكتابة.
لحظة الكتابة لحظة خاصة للغاية، لحظة مقدسة. إنني أكون عندئذ في مكان لا يهمني فيه ما هو مسموح وما هو ممنوع. في تلك اللحظة الإبداعية لا وجود للرقابة بالنسبة لي. إنني أكتب بحرية، مثلما أطير في الحلم.
هل ستترجَم روايات أخرى لك إلى الألمانية؟
رجاء عالم:هذا حلم بلا حدود. بعض أعمالي السابقة تُرجمت إلى لغات أخرى، وغيرتني ككاتبة وإنسانة. والآن سأرى كيف سيكون رد فعل قراء اللغة الألمانية تجاه روايتي، وكيف سيقومون باكتشاف عوالمي. لدي آمال عريضة. ورُبَّ كتاب واحد يكفي، بل جملة واحدة تكفي، لإنشاء أعمق الروابط.
حاورتها: روت رايف
ترجمة: سمير جريس
تحرير: علي المخلافي
حقوق النشر: قنطرة 2014
ولدت رجاء عالم في مكة عام 1956. درست الأدب الأنكليزي في جامعة جدة ثم تلقت تأهيلاً في علم التربية. في عام 1995 نشرت أولى رواياتها بعنوان "طريق الحرير". ومن أعمالها الأخرى، مسرحية "ثقوب في الظهر" (1987) ومسرحية ""البيت الزجاجي" (1988) ومسرحية "360 كوة في وجه امرأة" (1989)، والمجموعة القصصية "نهر الحيوان" (1994)؛ والروايات التالية: "خاتم" (2001) و"موقد الطير" (2002) و"سِتر" (2005)، و"طوق الحمام" التي نُشرت عام 2010 وصدرت بالألمانية من ترجمة هارتموت فيندريش في عام 2013. حصلت رجاء عالم على جوائز عدة عن أعمالها. ونالت في عام 2011 كأول امرأة جائزة البوكر العربية. تعيش رجاء عالم في مكة وباريس.

الجزيرة تصلي الاستخارة.. وقناة فلسطين تهيج مقبرة الفيلة.. إعلاميون لا يدخلون الجنة.. والنقطة تحت أقدام الأمهات!


12:01 م (قبل ساعة واحدة)
MAR 21, 2014

لينا أبو بكر: 

lina-abu-baker-new-new

لينا أبو بكر

لو خيروك أيها القارئ بين كرامتك وعقلك من تختار؟

فكر قليلا ريثما نمر بالجزيرة مباشر مصر عشية تكريم نادي الطيران المصري لإحدى الراقصات المصريات على اعتبارها الأم المثالية،  وبهذا تكون النقطة تحت أقدام الأمهات، أما الجنة فلم يعد لها لزوم، وسلام مربع لأهرامات مصر التي أصابها الرعاش في مدرسة الهشك بشك، التي إذا أعددتها أعددت شعبا مترعرش الأوساط!

(اللي بتلبس الحجاب على رأسها إرهابية والتي ترتدي الحجاب على وسطها مثالية )، هذه عبارة لأحد مشاهدي الجزيرة مباشر مصر، في حلقة خاصة عن النساء بعد الانقلاب، تناول فيها البرنامج ردود فعل الناس على مواقع التواصل الاجتماعي بعد  صدورهذا  القرار البلطجي، الذي تداولت بعض المواقع خبرا يفيد بتبرؤ رئيس النادي منه، وتوعده بمحاسبة أحد موظفي العلاقات العامة في النادي … فيا عيني على صحوة الضمير!

حسنا إذن، دعونا نفترض أن الأمر كله نكتة بمرسوم جمهوري؟

ولا “أقلك ” إنه محاولة لتشويه صورة مصر في الخارج؟

وما أدراك، فإن كنت سيسيا ربما تفترض أنه  طعم إخواني للإيقاع بأجهزة الدولة في فخاخ القرارات الاستفزازية التي تثيرها ثقافة المجاملات الفنية الرخيصة  ودواعي رد الجميل لفريق شلة الأنس التي تترأسها غادة عبد الرازق،  وتحتل فيها منصبا عسكريا رفيعا في نقابة الفنانين للحرس الجمهوري النسائي – على طريقة القذافي؟

 أم أنها رشوة لا أخلاقية تنحدر بذائقة الشعب ومستوى وعيه، أو افرض مثلا مثلا يعني أنها لعبة كراسي تُدخِل الأم تريزا إلى حقل ملغوم بأمهات يحملن خصورهن أمانة في عنق الثورات التي تتمايل على وقع الصاجات العسكري!

ما الهدف  من هذا الاستفزاز الرخيص للقيم الاجتماعية ولصورة الأم المثالية في ذاكرة الأجيال وذهنية الشعوب؟

هل هو تشويه متعمد يطال ليس فقط قيمنا ووعينا ومنطومتنا الأخلاقية بل كرامتنا وكبرياءنا، لأن في مثل هذه الاستفزازات ما يهين المجتمع وتضحياته ومثله السامية عن سابق إصرار وتعمد!

إنه إذلال وتحقير لكرامات الشعوب، وإفساد لأخلاقها، خاصة و أنت ترى رئيس جامعة القاهرة يدين طالبة جامعية بأنها السبب وراء تحرش عدد من الطلبة بها، بينما تصبح الأم في عرف دولة المارشالات العسكرية مدرسة تخرج أجيالا من أبناء الكاباريهات والوحدة ونص!

لم يعد مهما أن نتشفى بمن أحس بالخزي من القرار بعد ما واجهه من دوي مدو، إنما المهم أن نرى كيف تستهين أجهزة الدولة بشعوبها، وكيف تستخف بعقولهم، وبعدها نرفع سلام مربع لل ..با .. تا .. تي.. با..  تا..  تو!

وإن كنت لم تزل تفكر بالخيار بين العقل والكرامة، أرح بالك واختر منطقة وسطى بين الجنة والنار هي الخاصرة، العضو الحركي الأكثر فعالية في الهيكل العظمي للوطن ………وهزلت!

حرب الفرقع لوز وكل من فيلو إلو!

 

خرج الشعب الفلسطيني ( فارعا دارعا) لنصرة رئيسه الذي انتهت صلاحيته من سنين خلت، بعد حرب التراشق الإعلامي بينه وبين غريمه وشريكه السابق ” دحلان” ..

زمان، كانت تخرج الضفة لتزلزل العالم، وتقيم الدنيا وتقعدها،بانتفاضة الحجارة وأعراس الشهداء وأعياد الحرية، واليوم تغير حال هذه الضفة التي لم نعد نشعر بوجودها سوى عند كل مطب سياسي تتعرقل فيه عربة عباس المحملة بالفيلة الهندية، والتي قام تلفزيون فلسطين بتهييجها على الهواء مباشرة يوم الإثنين، بعد لقاء العاشرة مساء مع دحلان الذي لعب فيه على وتر الإعلام المصري في حربه ضد عباس، متهما إياه بالمرسوية ..فيا للبلاهة!

اللافت في الأمر أن تلفزيون فلسطين استضاف شخصيات مخضرمة من فتح، بعضها كنا نظنه انقرض، ولكن الجميع خرج من جحور المتاحف الفتحاوية  ليشارك في زفة عباس على طريقة التلفزيون الفلسطيني، الذي لم نره مستبسلا بالدفاع عنه حين تعرض لهجوم الإعلام الاسرائيلي ونتنياهو بعد تعثر المفاوضات، ولم نره يهيج الفيلة ولا حتى الأذناب في ذروة الأحداث الفلسطينية الجسيمة منذ اغتيال ياسر عرفات وحتى هذه اللحظة!

لن أسأل لماذا صمت عباس عن جريمة دحلان إن كان يعلم أنه دس السم لعرفات، في حين كانت الجماهير تطالب فتح بالتحقيق بالأمر ومحاسبة المتواطئين، ولكنني سألوم الشعب الفلسطيني الذي تحول إلى قبائل متشرذمة لا توحدها إلا عبادة الفيلة على اعتبارها آلهة مقدسة يحرم قتلها، تماما كما يحدث في الهند التي تتعرض لهجوم كاسح من جماعات الفيلة التي تبيد وتقتل المئات بل الألوف، ولا يستطيع الهنود قتلها لأنها كوائن مقدسة يحرم التعرض إليها، علما بأنها صنفت الأشد فتكا بين المخلوقات واحتلت المنصب الأول في قائمة الحيوانات الأكثر خطرا على البشرية كونها تحصد العدد الأكبر من الضحايا في كل عام …

التلفزيون الفلسطيني جاء بالفيلة جميعها لتخوض معركة نطح ، وتبقي على الفيل الأكبر محصنا من الجريمة، وتكتفي بحروب الفرقع لوز بين غرماء الدم الواحد، في ذات الوقت الذي تحول فيه الضفة من عاصمة لجبل النار والفدائية وفيالق الأحرار في السجون إلى هزيزة أذناب في بلاط الفيل وعشيرته المتضخمة…

اسرائيل الآن تأخذ إجازة طويلة الأمد في منتجع المسجد الأقصى، وحماس تركن على جنب، وخسارتك يا فلسطين، يا ليتك بقيت وليمة على مائدة الوحوش حتى، أفضل من أن تتحولي إلى وجبة سريعة في صحن طيار، أو إلى حارة فصائل فيلوية، وكل من فيلو إلو!

الجزيرة تصلي الاستخارة

 

يقطع أوصال القلب ذلك الطفل المصري الذي يظهر على الجزيرة مباشر مصر وهو يطلب من أمه الميتة أن تصحو من موتها، و يبكي أمام جثتها بمرارة وحرقة  .. في حلقة خاصة عن أمهات شهداء الحرية ليلة الجمعة ..وويلي على أحزان مصر!

بصراحة بعد متابعتي لبرنامج إبداع الاحتجاج الذي تبثه القناة ويقدمه أيمن عزام وبعد متابعتي لهذه الحقلة الخاصة مع أمهات مصريات استشهد أبناءهن وبناتهن على يد العسكر، كدت أعلن إخوانيتي، و أنضم إلى قافلة شهداء الجزيرة، ولكنني آثرت أن أتريث قليلا حتى أنهي هذه المقالة!

أشهد أن لا قناة إعلامية تبرع بدغدغة عواطف المشاهد بدقة وحنكة كما تفعل الجزيرة،فهي تعمل على كل الجبهات، منذ وصلات الردح في المشهد المصري، إلى الحوارات النقدية والتحليلية، على مدار الانقلاب، إلى البث المباشر من ساحات الغضب، إلى أكثر البرامج إثارة : إبداع الاحتجاج، حيث تبث الجزيرة من اليوتيوب، كل ما أفررته ثورة يونيو من غضب نجح أصحابه ببلورته إلى أعمال إبداعية على قدر كبير من التأثير بالمشاهد، حيث ركزوا على مشاهد حقيقية مستلهمة من أرض المعارك بين الإخوانيين والعسكر، وهو ما يضفي شحنة عاطفية مضاعفة على العمل الفني خاصة الغنائي، ويجعلك تنحاز إلى ألم رابعة، ولو عاطفيا، ولكنك حين تصحو من جلسات التنويم المغناطيسي التي تمارسها الجزيرة مباشر مصر، تدرك أنك لا تتحيز إلى الجماعة، بقدر ما تتحيز للألم الإنساني الذي لا يجب حصره في إطار ضيق من الولاءات الحزبية،بحيث يذيب الإنسانية والوطن في محلول السم الطوائفي .

أكبر  دليل هو ما حاولته الجزيرة من التنصل من الفرقعة التي سبقت مواجهة طلاب الجامعات من الإخوان مع العسكر يوم الأربعاء، حيث استضافت مباشر مصر عددا من الشخصيات الإخوانية التي توعدت بزلزلة الزلازل، ليظهر في اليوم التالي أنها لم تكن سوى كارثة، وهو ما حاول زين العابدين توفيق إحالته لأحد الضيوف، قائلا له : أنت صاحب عبارة ” زلزلة ” !!! لتخرج الجزيرة بقفازات نظيفة وبصمات لم يمسسها إنس ولا جان  …

ربما كان على الجزيرة أن تصلي الاستخارة قبل أن تأخذ بمقاييس السيسموغراف الإخواني لرصد الموجات الزلزالية التي تضمحل إلى مجرد قوقعات ميكروفونية لا أكثر…

 بالنهاية لن تثق بأي إعلامي بعد الآن، لأن القصد من كل زلزلة هو التشويش على الزلزال أصلا، علما بأن هنالك زلازل صامته يتم الكشف عنها عبر مقالات مختطفة من مخادع التويتر ومواقع التواصل، وكلهم في المحصلة  إعلاميون لا يدخلون الجنة، سواء حين يفتعلون زلزالا أو يختطفونه أو يستوردونه، أو يتنصلون منه ….لأن الكذب ليس مكياجا ولا قناعا بل عنقا حان قطافه!

الأرمن طلعوا “اسلام”


طوني حداد

الأرمن طلعوا اسلام
 جارنا المعلم “هوسيب” الأرمني اللبناني السوري ابن الثمانين عاماً من يوم وعيت على الدني كان يقول:

اذا العصملّي “العثماني” حبق كبّو ولاتشمّو..
ماكنت فهمان شو قصدو للمعلم هوسيب وقتا..
اليوم بعد التهجير الثالث للأرمن من “كسب” السورية وعلى يد آل عثمان نفسهم فهمت القصة..
في ارمينيا أقدم كنيسة في التاريخ..!
الأرمن صدّروا الحضارة لقارات الله الخمس..
الأرمن عندهم عيد الماء”فاردفار”..
شعبٌ يقدّس الماء ..
“وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون” ..صدق الله العظيم.
الأرمن طلعوا “اسلام” في شقيه المسيحي والمحمّدي..
ماأجمله.. من شعب..