الأحد، 30 مارس 2014

الجزيرة تصلي الاستخارة.. وقناة فلسطين تهيج مقبرة الفيلة.. إعلاميون لا يدخلون الجنة.. والنقطة تحت أقدام الأمهات!


12:01 م (قبل ساعة واحدة)
MAR 21, 2014

لينا أبو بكر: 

lina-abu-baker-new-new

لينا أبو بكر

لو خيروك أيها القارئ بين كرامتك وعقلك من تختار؟

فكر قليلا ريثما نمر بالجزيرة مباشر مصر عشية تكريم نادي الطيران المصري لإحدى الراقصات المصريات على اعتبارها الأم المثالية،  وبهذا تكون النقطة تحت أقدام الأمهات، أما الجنة فلم يعد لها لزوم، وسلام مربع لأهرامات مصر التي أصابها الرعاش في مدرسة الهشك بشك، التي إذا أعددتها أعددت شعبا مترعرش الأوساط!

(اللي بتلبس الحجاب على رأسها إرهابية والتي ترتدي الحجاب على وسطها مثالية )، هذه عبارة لأحد مشاهدي الجزيرة مباشر مصر، في حلقة خاصة عن النساء بعد الانقلاب، تناول فيها البرنامج ردود فعل الناس على مواقع التواصل الاجتماعي بعد  صدورهذا  القرار البلطجي، الذي تداولت بعض المواقع خبرا يفيد بتبرؤ رئيس النادي منه، وتوعده بمحاسبة أحد موظفي العلاقات العامة في النادي … فيا عيني على صحوة الضمير!

حسنا إذن، دعونا نفترض أن الأمر كله نكتة بمرسوم جمهوري؟

ولا “أقلك ” إنه محاولة لتشويه صورة مصر في الخارج؟

وما أدراك، فإن كنت سيسيا ربما تفترض أنه  طعم إخواني للإيقاع بأجهزة الدولة في فخاخ القرارات الاستفزازية التي تثيرها ثقافة المجاملات الفنية الرخيصة  ودواعي رد الجميل لفريق شلة الأنس التي تترأسها غادة عبد الرازق،  وتحتل فيها منصبا عسكريا رفيعا في نقابة الفنانين للحرس الجمهوري النسائي – على طريقة القذافي؟

 أم أنها رشوة لا أخلاقية تنحدر بذائقة الشعب ومستوى وعيه، أو افرض مثلا مثلا يعني أنها لعبة كراسي تُدخِل الأم تريزا إلى حقل ملغوم بأمهات يحملن خصورهن أمانة في عنق الثورات التي تتمايل على وقع الصاجات العسكري!

ما الهدف  من هذا الاستفزاز الرخيص للقيم الاجتماعية ولصورة الأم المثالية في ذاكرة الأجيال وذهنية الشعوب؟

هل هو تشويه متعمد يطال ليس فقط قيمنا ووعينا ومنطومتنا الأخلاقية بل كرامتنا وكبرياءنا، لأن في مثل هذه الاستفزازات ما يهين المجتمع وتضحياته ومثله السامية عن سابق إصرار وتعمد!

إنه إذلال وتحقير لكرامات الشعوب، وإفساد لأخلاقها، خاصة و أنت ترى رئيس جامعة القاهرة يدين طالبة جامعية بأنها السبب وراء تحرش عدد من الطلبة بها، بينما تصبح الأم في عرف دولة المارشالات العسكرية مدرسة تخرج أجيالا من أبناء الكاباريهات والوحدة ونص!

لم يعد مهما أن نتشفى بمن أحس بالخزي من القرار بعد ما واجهه من دوي مدو، إنما المهم أن نرى كيف تستهين أجهزة الدولة بشعوبها، وكيف تستخف بعقولهم، وبعدها نرفع سلام مربع لل ..با .. تا .. تي.. با..  تا..  تو!

وإن كنت لم تزل تفكر بالخيار بين العقل والكرامة، أرح بالك واختر منطقة وسطى بين الجنة والنار هي الخاصرة، العضو الحركي الأكثر فعالية في الهيكل العظمي للوطن ………وهزلت!

حرب الفرقع لوز وكل من فيلو إلو!

 

خرج الشعب الفلسطيني ( فارعا دارعا) لنصرة رئيسه الذي انتهت صلاحيته من سنين خلت، بعد حرب التراشق الإعلامي بينه وبين غريمه وشريكه السابق ” دحلان” ..

زمان، كانت تخرج الضفة لتزلزل العالم، وتقيم الدنيا وتقعدها،بانتفاضة الحجارة وأعراس الشهداء وأعياد الحرية، واليوم تغير حال هذه الضفة التي لم نعد نشعر بوجودها سوى عند كل مطب سياسي تتعرقل فيه عربة عباس المحملة بالفيلة الهندية، والتي قام تلفزيون فلسطين بتهييجها على الهواء مباشرة يوم الإثنين، بعد لقاء العاشرة مساء مع دحلان الذي لعب فيه على وتر الإعلام المصري في حربه ضد عباس، متهما إياه بالمرسوية ..فيا للبلاهة!

اللافت في الأمر أن تلفزيون فلسطين استضاف شخصيات مخضرمة من فتح، بعضها كنا نظنه انقرض، ولكن الجميع خرج من جحور المتاحف الفتحاوية  ليشارك في زفة عباس على طريقة التلفزيون الفلسطيني، الذي لم نره مستبسلا بالدفاع عنه حين تعرض لهجوم الإعلام الاسرائيلي ونتنياهو بعد تعثر المفاوضات، ولم نره يهيج الفيلة ولا حتى الأذناب في ذروة الأحداث الفلسطينية الجسيمة منذ اغتيال ياسر عرفات وحتى هذه اللحظة!

لن أسأل لماذا صمت عباس عن جريمة دحلان إن كان يعلم أنه دس السم لعرفات، في حين كانت الجماهير تطالب فتح بالتحقيق بالأمر ومحاسبة المتواطئين، ولكنني سألوم الشعب الفلسطيني الذي تحول إلى قبائل متشرذمة لا توحدها إلا عبادة الفيلة على اعتبارها آلهة مقدسة يحرم قتلها، تماما كما يحدث في الهند التي تتعرض لهجوم كاسح من جماعات الفيلة التي تبيد وتقتل المئات بل الألوف، ولا يستطيع الهنود قتلها لأنها كوائن مقدسة يحرم التعرض إليها، علما بأنها صنفت الأشد فتكا بين المخلوقات واحتلت المنصب الأول في قائمة الحيوانات الأكثر خطرا على البشرية كونها تحصد العدد الأكبر من الضحايا في كل عام …

التلفزيون الفلسطيني جاء بالفيلة جميعها لتخوض معركة نطح ، وتبقي على الفيل الأكبر محصنا من الجريمة، وتكتفي بحروب الفرقع لوز بين غرماء الدم الواحد، في ذات الوقت الذي تحول فيه الضفة من عاصمة لجبل النار والفدائية وفيالق الأحرار في السجون إلى هزيزة أذناب في بلاط الفيل وعشيرته المتضخمة…

اسرائيل الآن تأخذ إجازة طويلة الأمد في منتجع المسجد الأقصى، وحماس تركن على جنب، وخسارتك يا فلسطين، يا ليتك بقيت وليمة على مائدة الوحوش حتى، أفضل من أن تتحولي إلى وجبة سريعة في صحن طيار، أو إلى حارة فصائل فيلوية، وكل من فيلو إلو!

الجزيرة تصلي الاستخارة

 

يقطع أوصال القلب ذلك الطفل المصري الذي يظهر على الجزيرة مباشر مصر وهو يطلب من أمه الميتة أن تصحو من موتها، و يبكي أمام جثتها بمرارة وحرقة  .. في حلقة خاصة عن أمهات شهداء الحرية ليلة الجمعة ..وويلي على أحزان مصر!

بصراحة بعد متابعتي لبرنامج إبداع الاحتجاج الذي تبثه القناة ويقدمه أيمن عزام وبعد متابعتي لهذه الحقلة الخاصة مع أمهات مصريات استشهد أبناءهن وبناتهن على يد العسكر، كدت أعلن إخوانيتي، و أنضم إلى قافلة شهداء الجزيرة، ولكنني آثرت أن أتريث قليلا حتى أنهي هذه المقالة!

أشهد أن لا قناة إعلامية تبرع بدغدغة عواطف المشاهد بدقة وحنكة كما تفعل الجزيرة،فهي تعمل على كل الجبهات، منذ وصلات الردح في المشهد المصري، إلى الحوارات النقدية والتحليلية، على مدار الانقلاب، إلى البث المباشر من ساحات الغضب، إلى أكثر البرامج إثارة : إبداع الاحتجاج، حيث تبث الجزيرة من اليوتيوب، كل ما أفررته ثورة يونيو من غضب نجح أصحابه ببلورته إلى أعمال إبداعية على قدر كبير من التأثير بالمشاهد، حيث ركزوا على مشاهد حقيقية مستلهمة من أرض المعارك بين الإخوانيين والعسكر، وهو ما يضفي شحنة عاطفية مضاعفة على العمل الفني خاصة الغنائي، ويجعلك تنحاز إلى ألم رابعة، ولو عاطفيا، ولكنك حين تصحو من جلسات التنويم المغناطيسي التي تمارسها الجزيرة مباشر مصر، تدرك أنك لا تتحيز إلى الجماعة، بقدر ما تتحيز للألم الإنساني الذي لا يجب حصره في إطار ضيق من الولاءات الحزبية،بحيث يذيب الإنسانية والوطن في محلول السم الطوائفي .

أكبر  دليل هو ما حاولته الجزيرة من التنصل من الفرقعة التي سبقت مواجهة طلاب الجامعات من الإخوان مع العسكر يوم الأربعاء، حيث استضافت مباشر مصر عددا من الشخصيات الإخوانية التي توعدت بزلزلة الزلازل، ليظهر في اليوم التالي أنها لم تكن سوى كارثة، وهو ما حاول زين العابدين توفيق إحالته لأحد الضيوف، قائلا له : أنت صاحب عبارة ” زلزلة ” !!! لتخرج الجزيرة بقفازات نظيفة وبصمات لم يمسسها إنس ولا جان  …

ربما كان على الجزيرة أن تصلي الاستخارة قبل أن تأخذ بمقاييس السيسموغراف الإخواني لرصد الموجات الزلزالية التي تضمحل إلى مجرد قوقعات ميكروفونية لا أكثر…

 بالنهاية لن تثق بأي إعلامي بعد الآن، لأن القصد من كل زلزلة هو التشويش على الزلزال أصلا، علما بأن هنالك زلازل صامته يتم الكشف عنها عبر مقالات مختطفة من مخادع التويتر ومواقع التواصل، وكلهم في المحصلة  إعلاميون لا يدخلون الجنة، سواء حين يفتعلون زلزالا أو يختطفونه أو يستوردونه، أو يتنصلون منه ….لأن الكذب ليس مكياجا ولا قناعا بل عنقا حان قطافه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق