الأحد، 30 مارس 2014


دنيا الوطن تنشر أهم ما تناوله الكتاب..

عبد الله الافرنجي يروي تجربته النضالية 

كتاب"حياتي من أجل فلسطين":منعطفات تاريخية..وتفاصيل عملية ميونيخ

دنيا الوطن تنشر أهم ما تناوله الكتاب..عبد الله الافرنجي يروي تجربته النضالية في كتاب"حياتي من أجل فلسطين":منعطفات تاريخية..وتفاصيل عملية ميونيخ
تاريخ النشر : 2013-02-19
 
رام الله - خاص دنيا الوطن
أصدر عبد الله الافرنجي , مستشار الرئيس محمود عباس كتاباً أطلق عليه اسم "حياتي من أجل فلسطين" , يحوي الكتاب تجربته التاريخية وذاكرته السياسية على مدار أربع عقود عمل فيها خارج الوطن وداخله .

الافرنجي , والذي انضم لحركة فتح  في ألمانيا وتدرج إلى أن أصبح المسؤول الأول هناك , وعُيّن سفيراً لمنظمة التحرير بعد المرحوم "هاني الحسن" يروي تفاصيل نشأته في الداخل وهجرته ونضاله في ألمانيا ومواقف مفصلية في حياة الشعب الفلسطيني كان شاهداً عليها .

الافرنجي والذي تم تكليفه من ياسر عرفات بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر الخامس للحركة , يستذكر تفاصيل لقاءه الأول مع  الشهيد ياسر عرفات والشهيد خليل الوزير , وكيف تدرّج ليكون على رأس الهرم فيما بعد .

"أبو بشار" والذي وافت نجله "بشار" المنية منذ عامين تقريباً في حادث سير أليم في ألمانيا يكشف في كتابه الصادر باللغة الألمانية عن تفاصيل جديدة لعملية ميونيخ التي كان حاضراً فيها كمسؤول في فتح .

عبد الله الافرنجي يؤكد لدنيا الوطن أن كتاب "حياتي من أجل فلسطين" سيتم ترجمته للغة العربية قريبا .

الكتائب نُشر باللغة الألمانية , وسيترجم للعربية قريباً بحسب ما أفاد به مستشار الرئيس ابو مازن "د.عبد الله الافرنجي" لدنيا الوطن .

دنيا الوطن تنشر أهم ما تناوله كتائب الافرنجي "حياتي من أجل فلسطين" 

في سرد شيق يوثق الكاتب عبد الله الأفرنجي على مدى 432 صفحة تشكل قوام كتابه ( حياتي من أجل فلسطين ) الصادر في نهاية عام 2011 عن دار النشر الالمانية ( هاينة) سيرته الذاتية بدءاً من مرحلة الطفولة، مرورا بمرحلة الشباب وصولا الى مرحلة الكهولة والنضوج.

يرصد الكاتب المحطات والمنعطفات التاريخية الحاسمة في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال سرد وقائع الأوديسة الفلسطينية منذ اللجوء في عام النكبة وما سبقه بقليل، حيث كانت تعيش عائلة الكاتب عبد الله الأفرنجي في بئر السبع، ثم لجأت الى غزة ولم يكن الطفل عبد الله قد تخطى الخامسة من العمر.

تنتمي عائلة الأفرنجي التي تحمل أسما غريبا نوعا ما بالنسبة لعائلة بدوية تنتمي الى فخذ ( الحكوك) من عشيرة ( التياها) التي ضربت جذورها ومضاربها في منطقة الصحراء الجنوبية من فلسطين منذ زمن بعيد، أما والده الشيخ حسن فكان شيخ عشيرته وقائدها وأحد قادة عشيرة التياها الكبرى.

يتحدث السفير عبد الله في كتابه عن فترة طفولته القصيرة في بئر السبع وعن مشاركة والده وأعمامه في الكفاح المسلح ضد العصابات الصهيونية حيث استشهد عمه في احدى الصدامات المسلحة مع فرق الإرهاب الصهيوني التي نشطت في تلك المنطقة الصحراوية، وبعد اعلان الدولة الصهوينية على أرض فلسطين هاجرت عائلته الى غزة حيث عانت العائلة من عذابات اللجوء والهجرة، أما الشيخ حسن المعيل الوحيد لعائلته فقد خسر قاعدته المادية والعشائرية مما اضطره للعمل كمقاول في مجال البناء للتغلب على معاناة الهجرة واللجوء..

يروي السفير عبد الله ذكرياته ابان الحرب على غزة وابان حرب السويس والهجوم الصهويني على القطاع منتصف الخمسينات، والتي تركت أثرا عميقا على نفسيته كفتى لما شاهده من جثث محترقة لجنود فلسطينيون وقعت شاحنتهم العسكرية في كمين اسرائيلي. كما يروي مقتطفات من بداية الإتصال الذي تم بين ابو جهاد ( خليل الوزير )وأخيه الأكبر محمد في منتصف الخمسينات وكيف لعب الفتى عبد الله في سن مبكرة كمراسل بين نواة التتنظيم الأولى التي تبلورت مع الوقت لتصبح الخلية الأولى لحركة فتح وعن كيفية تطورها بعد ذهاب خليل الوزير في العام 1954 الى القاهرة للتعرف على ياسر عرفات.

ثم يروي واقعة سفر ابو جهاد وأخيه الأكبر محمد الى السعودية للعمل كمدرسين، وسفرهما الى الكويت في النصف الثاني من الخمسينات لمقابلة ياسر عرفات بهدف بلورة المزيد من الأفكار الثورية لتنظيم وتطوير اساليب العمل الكفاحي وتأسيس الخلية الأولى لحركة فتح والتي اصبحت تعرف فيما بعد باللجنة المركزية للحركة.

بعد انهاء المرحلة الثانوية من دراسته في غزة سافر عبد الله في العام 163 الى المانيا لمتابعة تحصيله العلمي حيث وقع اختياره على دراسة الطب. ولتجاوز العقبة اللغوية كان على عبد الله أن يتعلم الالمانية في معهد غوتة ومن ثم الإنتفال للدراسة في جامعة فرانكفورت، في بلدة قريبة من مدينة فرانكفورت تدعى لانغن حيث تعرف على الصبية اليانعة "بينيتا" التي كانت ما تزال في المرحلة الإعدادية من دراستها والتي اصبحت فيما بعد رفيقة عمره وأم بشار ومنى.

بداية التحرك السياسي

شهدت أواسط الستينات بدايات التحرك الوطني الفلسطيني العلني حيث قام المناضل الجليل احمد الشقيري بإيعاز من الرئيس جمال عبد الناصر بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1964، ما فتح المجال لتحركات سياسية فلسطينية واسعة النطاق، وقد عكس ذلك نفسه على القطاع الشبابي والطلابي وخصوصا على صعيد الإتحاد العام لطلبة فلسطين الذي اتخذ القاهرة مقرا له وكانت رياح الثورة الفلسطينية قد وصلت الى ألمانيا الغربية لتنتشر بين الطلبة الدارسين هناك.

وفي تلك المرحلة مارس الطلبة الفلسطينيون نشاطهم السياسي عبر فروع الإتحاد العام المنتشرة في الجامعات الألمانية المتنوعة، فكان من الطبيعي أن ينخرط الطالب عبد الله في صفوف الإتحاد العام لطلبة فلسطين في المانيا وان يصبح من قيادات الإتحاد وكوادره الأساسية، خصوصاً وانه يحمل بين جوانحه معاناة الهجرة وذكريات حرب السويس واجتياح قطاع غزة.

قبل اعلان تأسيس حركة فتح في مطلع 1965 كان عبد الله قد عايش بدايات حركة فتح ونشأتها منذ عام 1960، حيث اصبح عبد الله من أوائل المنخرطين في صفوفها، و كان ينقل رسالة فتح الى الرفاق الأكبر سنا من اللذي تقدموا عليه وعيا وخبره وخصوصا الى هايل عبد الحميد وهاني الحسن وهو الذي عرفهم بدوره على ابو حهاد فعملوا معا لتوسيع دائرة التنظيم الفتحاوي بين صفوف الطلبة الفلسطينيون المتواجدين على الساحة الالمانية كما توسعت دائرة العمل التنظيمي الفتحاوي لتشمل القطاع العمالي الوافد الى ألمانيا سعيا وارء الرزق.

تجربة النزول الى أرض الوطن

اندلعت حرب النكسة في حزيران 1967 ووقع ما تبقى من أرض فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في براثن الإحتلال مما فرض معطيات جديدة على أرض الواقع وأدت النكسة الى تنشيط العمل الطلابي الفلسطيني في اطار الإتحاد العام لطلبة فلسطين والتنظيم الفتحاوي السري على حد سواء. كما دفع ذلك ببعض الكوادر الطلائعية للتنظيم الحديث الى تبني فكرة النزول الى أرض الوطن المحتل وممارسة المقاومة الشعبية ضد الإحتلال وكان عبد الله من أوائل الكوادر الفتحاويين المقدامين الذي ذهبوا الى الجزائر لتلقي دورة تدريبية مع بعض الرفاق مثل زهير وعدنان وغازي وآخرين. بعد تلقي التدريبات الكافية التي أشرف عليها خليل الوزير شخصيا سافر الشباب الى دمشق ومن ثم الى الأردن للعبور الى الضفة الغربية لواد الأردن. لم يكتب لتلك التجربة النجاح بسبب قلة الخبرة وقلة التدريب وانعدام المعرفة بالتضاريس وغياب الخطة الواضحة. مثل ذهاب افراد المجموعة لزيارة أهاليهم مما أدى الى افتضاح أمرهم وسهولة وقوعهم في ايدي المحتل

لم تطل اقامة المعتقلين الشباب في الأسر الاسرائيلي بإستثناء غازي الذي أنكر شخصيته مصراعلى أنه ينتمي الى عائلة أبو عياش وليس الى عائلة الشهيد البطل عبد القادر الحسيني مما أدى الى اطالة اعتقاله الى خمسة اشهر.

بعد عودة الأسير عبد الله من سجنة تابع نشاطه في اطار الإتحاد العام لطلبة فلسطين حيث انتخب رئيسا لسكرتاريا التنسيق لفروع الإتحاد في المانيا والنمسا متصدرا لمواجهة السفير الإسرائيلي انذاك (اشر بن ناثان) والذي قام بحملة دعائية عبد القاء محاضرات في الجامعات الألمانية دفاعا عن الإحتلال فهب الطلاب وعلى رأسهم عبد الله للدفاع عن وطنهم مما أدى الى صدامات وضرب واشتباكات وقد أصيب عبد الله بضربات حادة على رأسه مما أدى الى نقلة الى المستشفى.

عملية ميونخ 1972

بعد تسلم حركة فتح مقاليد الأمور في منظمة التحرير الفلسطينية بدات مرحلة من الإنفتاح العربي على القضية افلسطينية أدت الى انتداب المناضل الطلابي في نهاية عام 1969 كاول مندوب اعلامي لفلسطين في مكتب الجامعة العربية في مدينة بون. أحدث هذا الإنتداب انقلابا حاسما في حياة عبد الله الشخصية ومساره المهني الذي تحول من دراسة الطب لكي يكرس حياته للعمل الوطني بعد الصارع الدموي في الأردن وما لحق بالحركة الجماهيرية في تلك المرحلة من تراجع، سادت حقبة الإنتقام مما أدى الى تاسيس منظمة ايلول الأسود وهي المنظمة الفدائية التي قامت بتنفيذ عملية ميونخ ضد مقر المنتخب الأولمبي الإسرائيلي.

أثارت هذه العملية غضب الحكومة الألمانية  مما أدى الى طرد مجموعة من الطلبة الفلسطينيين والناشطين من ألمانيا الغربية وكان عبد الله احدهم مما أدى لفقدان الكثير من مقاعدهم الدراسية والكثير من العمال لوظائفهم. فعاد الى دمشق للقاء القايدة السياسية والتي أوفدته ليشغل نائب السفير الفلسطيني في الجزائر احمد وافي وهناك تعرض عبد الله والسفير احمد وافي الى انفجار طرد بريدي ملغوم مرسل من جهات اسرائيلية ادى الى اصابة ابو خليل بجروح بليغة وعبد الله بجروح طفيفه في وجهه ويديه.

لم تتوقف الزوجة الوفية بينيتا عن المطالبة بعودة زوجها المظلوم الى حضن عائلته الدافيء فقد كان لها الدور الأكبر في عودته الى قواعده سالما فهي لم تتوقف عن النمتابعة لدى السلطات الألأمانية برفع الدعوى ضد الإبعاد التعسفي لزوجها الذي لم يكن له ظلع في عملية ميونخ وبعد مد وجزر كسبت بينيتا القضية لدى المحاكم المانية مما كنه من العودة بعد غياب عامين.

شهد نهاية عام 1974 منعطفا تاريخيا في مسار القضية الفلسطينية والتي حملت بين طياتها الحدث الابرز الذي تمثل في خطاب الزعيم ياسر عرفات في الأمم المتحدة حاملالا رسالته النضالية التي رفع فيها شعار البنديقة  وغصن الزيتون مما فتح الباب على مصراعيه أمام انفتاح دولي على القضية الفلسطينية.

الخطاب العربي لا يصلح

من خلال نشاطه المتواصل سياسيا واعلاميا اكتشف عبد الله أن الخطاب العربي والفلسطيني لا يصلح لمخاطبة الرأي العام الأوربي والالماني بشكل خاص فهو خطاب عاطفي لايقوم على العقل والمنطق، ويقول الكاتب أن الشعراء والكتاب والعرب يكتبون بطريقة عاطفية ربما لبعث ألمل  لدى الشعب الفلسطين المنكوب ولكن هذه الطريقة لاتوصل الرسالة الفلسطينية الى الشعب الالماني، ألى أن هذا لاينطبق على الخطباء أمثال ابو اياد وأبو السعيد وكذلك ياسر عرفات، ويقول أن أبو جهاد ربما كان الأكثر اقناعا غير ان استعمال الشعارات الرنانة والكبيرة لا يفي بالغرض المطلوب وهذا ما اضطر عبد الله الى تغيير خطابه السياسي الذي كان يستعمله في المراحل الأولى في فرانكفورت والذي تمييز بالخطاب التصويري وأنه تعلم مع الوقت ان يكبح جماح عواطفه وخطابه الساخن وخصوصا عندما بدا عملية مراقبة دقيقة لخطابه السياسي والإعلامي.ومع الوقت طور خطابه ليقوم على ضبط النفس وعلى مراقبة دقيقة لردود فعل المستمعين ولكن دون تنازل عن جوهر الخطاب.

ويقول عبد الله " الا أن هذا الأسلوب كان قد غاب عن ذهني في خضم الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 عندما بثت الإذاعة الألمانية خبرا يقول أن الفلسطينيين قد استسلموا فنسيت نفسي قلت للمذيعة عندما سألتني عن رد فعلي فقلت اذا كان الإسرائيليون يريدون الحرب فنحن لها وسنخوض هذه الحرب حتى نهاية مريرة وسيرى الإسرائيليون أياما سوداء.

بعد هذه التصريحات النارية بقليل رن جرس الهاتف عندي وكان على الطرف الآخر الوزير هانس يورغن فشنكي المعروف ب " بن فيش" يطلب مني احتساء فنجان قهوة معه فذهبت لمقابلته في وزارة الخارجية حسب الاموعد فخاطبني بشكل مباشر " عبد الله انت اعطيت مقابلة صحفية اليوم وقد سمعتها ..انت تخطيت بذلك كل الحدود.. عليك أن تتمالك نفسك وتتماسك فالالمان لايحبون هذه اللهجة وحتى لو كنتم عسكريا أقوياء كما تقول فلا داعي للصراخ بذلك للملأ ولكنكم لستم كذلك انتم في وضع سيء وبصراخك للحرب فانك تخسر تعاطف مستمعيك الالمان وكذلك سمعت نفس الملاحظات من زوجتي بينيتا وهما بصراحة كانا على حق.

العمل مع الصحافة

يرسم عبد الله خط سيره السياسي بإعتباره نقطة لقاء تربط بين الحضارة الشرقية والغربية وكجسر يربط بين الحضارات التي تلتقي وتتباعد عبر مراحل التاريخ من خلال عمله كسفير لبلده المحتل عمل عبد الله على كسب الراي العام الالماني لصالح قضيته العادلة وقضية شعبه المعذب عبد مشاركته في العديد من اللقاءات الرسمية والشعبية والقاء المحاضرات السياسية لتقريب المجتمع اللماني من القضية الفلسطينية والتي واجهت العديد من المعيقات بسبب ما تعانيه المانيا وشعبها من راسب المحرقة النازية الهلوكوست التي اقترفها النازيون الالمان بحق اليهود ابان الحرب العالمية الثانية وما زالت المانيا تعاني من عقدة الذنب تجاه اسرائيل واليهود حتى يومنا هذا.

ومع ذلك استطاع المبعوث الفلسطيني عبد الله أن يقيم علاقات وطيدة مع القطاع الصحفي الإعلامي الألماني لصالح فلسطين أو لتحييد تعاطفه المطلق مع اسرائيل وعدوانها فأقام علاقات صداقة مع كبار الصحفيين الالمان أمثال غير هارد كونتسلمان وأولريش كيتسله من القناة الأولى ard وكذلك مع اولريش متاتسكي من القناة الثانية zdf ونسج علاقات متينة مع الصحافي الشهير بيتر شول لاتورد الذي كان عاى دراية تامة بالصراع العربي الإسرائيلي وغيرهم الكثير وأثناء اقامته الطويلة في المانيا اقام المئات من المقابلات الصحفية كما شارك في الاف من المناسبات العلنية ذات الطابع الإعلامي للدفاع عن القضية الفلسطينية حيث عرف بفصاحة اللسان ورصانة المنطق كما اصبح له شعبية واسعة بين الشعب الالماني.

تركزت مهمة المبعوث الفلسطينية على دحض الحجج الصهونية اتهمت الفلسطينيين دوما بالإرهاب بهدف تجريدهم من شرعية مقاومتهم ضد الإحتلال الإسرائيلي كما اتهمت الفلسطينيين والعرب بنيتهم " رمي اليهود في البحر" مما يجعل اسرائيل دوما هي الضحية المدافعة عن نفسها أمام قوى الشر المتمثل بالفلسطينيون وهو اسلوب من اساليب الدعاية الصهوينية المتنوعة مثل الإستعطاف ولعب دور الضحية والإبتزاز من خلال الترويج للمحرقة وكانها حدثت بالأمس القريب بهدف التغطية على جرائمها ضد الشعب الفسطيني من اجل تحويل الأنظار عن الإحتلال اسرائيلي الظالم الذي ما زال جاثما على صدور الفلسطينيين منذ عقود.

العلاقات مع الوسط السياسي

خلال عمله الطويل في مجال السياسة في جمهورية ألمانية الإتحادية تابع االسفير عبد الله التطورات السياسية في فلسطين ومرحلة ما بعد بيروت والإنتشار الفلسطيني في الدول العربية وقد تم انتخابه لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح في العام 1989. كما عايش التطورات على الساحة الالمانية وسقوط المنظومة الإشتراكية والإتحاد السوفيتي مما أدى الى سقوط جدار برلين واعادة توحيد المانيا. وهذا ساعده على اختراق الحواجز واقامة علاقات صداقة مع كبار رجال الدولة في ألمانيا من اليمين واليسار أمثال وزير التعاون الدولي السابق هانس يورغن فشنشكي من الحزب الإشتراكي الديمقراطي الذي نسج مع ابو عمار علاقات وطيدة كما ربطته غرقات صداقة مع زعيم حزب الأحرارالسابق يورغ مولمان من حزب الأحرار الوسطي FDP وكذلك مع الزعيم اليميني من الحزب الإشتراكي المسيحي فرانس جوزف شتراوس CSU كما اقام علاقات صداقة مع رؤساء الدولة مثل الرئيس الرئيس يوهانس راو وكذلك وزراء الخارجية امثال زعين حزب الخضر يوشكا فشر ويحمل صورا كثيرة لزيارات الرئيس ابو عمار الى ألمانيا والتي قام بترتيبها له السفير عبد الله والتي تؤكد اللقاءات الناجحة التي قام بها مع زعماء بارزين لايمكن تجاهلهم أمثال المستشار فيلي برانت زعيم الحزب الإشتراكي وهلموت شميت احد ابرز المستشارين لجمهورية ألمانيا اتحادية.

كما يبرز الكتاب صورا للرئيس ابو عمار مع زعيم حزب الأحرار ووزير الداخلية السابق هانس ديتريش غنشر وكذلك لقاء القائد ابو عمار مع الجالية اليهوية في ألمانيا.

الدعم الالماني لفلسطين

منذ اللحظة الأولى سارعت المانيا بمد يد العون الى السلطة الفلسطينية بعد اتفاق اوسلو، ولم يكن السفير عبد الله بعيدا عن ذلك لم تتأخر الوفود الالمانية عن الحجيج الى قطاع غزة لمقابلة زعيم السلام الرئيس عرفات والتباحث معه حول كيفية تقديم الدعم الألماني للسلطة الوليدة ما اسعد ابو عمار واثلج صدره. كما سارعت ألمانيا بفتح مكتب تمثيلي لها في غزة بغية تنسيق الدعم وتوجيهه حسبما تقتضيه الحاجة الفلسطينية فكان الفضل للمانيا في طباعة الدفعة الولى من الجواز الفلسطيني في العام 1996 والمكونة من مليون ونصف المليون نسخة وكان ذلك بالتنسيق مع السفير المفوض عبد الله الفرنجي كما تم طباعة الطوابع البريدية الأولى لفلسطين.

في نفس الفترة تحولت غزة الى ورشة عمل ومشاريع عمرانية مولتها ألمانيا ودول أخرى وكان الرئيس ابو عمار يزور تلك المشاريع معربا عن سعادته بأن عجلة السلام قد تحركت وأن الأمل بالحياة الكريمة قد عاد يدغدغ مشاعرالفلسطينيين، إلا أن ذاك الإندفاع نحو السلام والعمران قد تراجع بإغتيال رئيس الورزاء اسحاق رابين على يد متطرف يهودي وصعود اليمين المتطرف للحكم في اسرائيل بقيادة باراك وشارون ومن ثم نتنياهو وليبرمان.

لم يتوقف الدعم الألماني للسلطة فاصبحت المانيا من أهم الدول المانحة الاتي ساعدت وما تزال في تعزيز البنية التحتية للأراضي الفلسطينية وخصوصا فيمجال المياه والمياه العادمة والصرف الصحي والنفيايت الصلبة، كما قدمت ألمانيا الدعم لبنء مؤسسات السلطة وتدريب كوادرها في مجالات متعددة وما تزال حتى بعد رحيل الزعيم الفلسطيني ابو عمار وصعود الرئيس ابو مازن لسدة الرئاسة في السلطة الوطنية.

جسر التفاهم بين الحضارات

يسلط السفير عبد الله الأفرنجي في كتابه ضوءا على المكانة التي يرى نفسه فيها وخصوصا بين شعبه الفلسطيني المعذب الذي ينتمي اليه قلبا وروحا وبين الشعب الألماني الذي انخرط فيه وترعرع بين ظهرانيه واقتبس عنه العلم واثار اعجابه. فقد تعلم من الشعب الألماني لغة العقل والمنطق متغلبا بذلك على لغة القلب والعاطفة  فاصبحت له نظرة مغايرة أو نقدية للحال العربي والواقع الفلسطيني الأمر الذي اعانه على تعديل نظرته لطريقة الحكم داخل أجهزة  منظمة التحرير ونظامها السياسي والإداري القائم على نظام أبوي يعتمد على مبدأ الولاء الشخصي أو العشائري وليس على مبدأ الكفاءة وحسن الأداء والإخلاص للوطن والقضية، وهكذا أصبح الأفرنجي يميل الى النظام الديمقراطي القائم على انتخابات حرة ونزيه تجري على فترات محددة بهدف تغيير النخب الحاكمة وضخ دماء فتية وعناصر جديدة لإدارة دفة الأمور وتأتي هذه النظرة الثاقبة كما يشير في نهاية كتابه نتيجة الاخفاقات التي لحقت بالقضية الفلسطينية على مر العقود الماضية.

في محاولة جادة يتوجه الكاتب في كتابه الى القارئ الألماني ملتمسا تفهم قضيته العادلة التي كرس حياته من أجلها وعايش مراحلها الألليمة منذ نعومة أضفاره مرورا بمرحلة الشباب وعذاباته وصولاً الى سن الكهولة الذي دخل فيه الآن.

أنه كتاب غني بالمعلومات والأحداث والوقائع التي تروي حكاية شعب ومسيرته الطويلة على درب الجلجلة دون أن يصل الى النهاية السعيدة انه كتاب غني بالتحليلات القيمة المصاغة بحكمة وقدرة على التشويق من شانه اثراء المكتبة الالمانية وخصوصا اذا ما وضع في المكتبات الالمانية في مواجهة الكتب العديدة الصادرة باللغة اللمانية لصالح اسرائيل.










اخبار ذات صلة



اقرأ المحتوى الاصلي على دنيا الوطن http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2013/02/19/363019.html#ixzz2xS9CIS5R

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق