الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

الكتابة كشأن خطير - وضع الكتّاب في إيران

خنق حرية الكلمة في إيران...في الصمت تكمن جرثومة الموت

أصبحت الكتابة في إيران أمرا مستحيلا تقريبا، وبات التاريخ الإيراني حافلا باضطهاد الكُتّاب وتصفيتهم. والمفارقة أن إيران ترغب في أن تكون ضيف الشرف على معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في ألمانيا عام ألفين وثمانية عشر. الروائي الإيراني أمير حسن جهل يُسلَّط الضوء من وجهة نظره حول "مِحَن الكُتّاب والمصائب التي حلَّت عليهم" في إيران.
لابدّ من إلقاء نظرة على بعض المحن التي واجهت الكتّاب الإيرانيون في العقود الثلاثة الماضية لتوضيح حجم الاضطهاد الذي يعانون منه. فقد اعتقل أحد الشعراء في ليلة زفافه وسلّم إلى فرقة الإعدام. وعُثر على مترجم مرموق في طرف المدينة وبانت على ساعده آثار حقن. ودبّرت مؤامرة فاشلة لقلب حافلة كانت تقلّ واحدا وعشرين كاتبا كانوا في طريقهم إلى فعّالية ثقافية في بلد مجاور في هوّة سحيقة. واختطف كاتب كان في طريقه إلى السوق ورميت جثته بعد ساعة في إحدى ضواحي المدينة. والقائمة تطول. نعم، فالكتابة أضحت شأنا خطيرا، ويعلم بذلك جميع الذين يعملون في مجال الكتابة ببلدي.
وفي هذا المناخ المخالف للمنطق، فإنّ الكاتب الإيراني يعاقب نفسه بسبب كتابته ويعمل على تدمير ذاته. وأصبح البعض مدمنين على المخدرات وذهب البعض الآخر إلى المنفى، الأمر الذي يساعد بالطبع على التدمير الذاتي. أمّا أولئك الذين يفضلون البقاء فإنّ عليهم الخضوع إلى رقابة صارمة.
وحقيقة الأمر هي كالتالي: هناك وزارة أسست في إيران تقوم مهمتها الرئيسية على مراقبة ما يكتب الكتّاب وما ينتج السينمائيون وما ينجز الرسّامون والفنّانون عموما.
أمير حسن جهل تن
يقول أمير حسن جهل تن: "يعيش الكتّاب الإيرانيون في مطلع القرن الحادي والعشرين حقبة سيُقَّدم فيها جلال الدين الرومي، وهو أكبر شاعر كلاسيكي في إيران، أو ربّما في العالم برمته، سيقدم إلى المحكمة بتهمة الفسق والفجور".
التربية عبر الرقابة
لا يسمح بنشر أي نصّ في إيران إلا بعد موافقة مسبقة من قبل السلطات المعنية. وتسلّط الأنظار على الرواية الفارسية بالأخص دون الأجناس الأدبية الأخرى. وربّت الرقابة مؤلفيّ الروايات الإيرانيين على الكتابة في الأماكن المغلقة داخل البيت فقط. ولا يستطيع أحد الاقتراب من النافذة والنظر إلى الشارع، كما لو أنّه ليس هناك شارع ولا مدينة ولا ضجيج، بل ليس هناك وجود حتّى للجيران. ويقتصر مضمون الرواية على المطبخ وغرفة الجلوس، فكما يقال، ليس هناك حاجة للمرحاض والحمّام وغرفة النوم في بيت الرواية. ولا يحقّ للرواية أن تتحدث عما يحدث في هذه الأجزاء من الدار. وحياة الناس في الرواية الإيرانية عبارة عن أكذوبة كبرى وتشويه للحقيقة.
وفي الواقع كتب معظم الروائيين في القرن الماضي دائما عن الحياة الشخصية وعلاقة الناس بعضهم ببعض بصفتهم أفرادا، لكنّ القضايا البسيطة التي تتعلق بما نتناول من طعام وما نرتدي من ملابس وما نقرأ من كتاب وما نسمع من موسيقى، تخضع كلّها إلى تصريح حكومي موجّه. فكيف يمكن للمرء أن يكتب عن الحياة الخاصة والعلاقات الشخصية دون أن يتحدث عن علاقة الناس بسلطة الدولة؟ بل كيف يمكن أن ينسى ما يعيشه الآخرون أثناء الكتابة، والقصّة كلّها مرتبطة بهذا الأمر؟ فعلى الكاتب أن يتقمّص شخصيات الآخرين دائما أثناء الكتابة ومن البديهي أن يتناول أزمانا وأماكن مختلفة.
وهنا يطرح سؤال حول حدود حريّة كتابة الرواية، وللإجابة عن هذا السؤال يمكن طرح سؤال آخر: إلى أين تتجه حريّة الخيال؟ ولماذا لا يكون الناس أحرارا في تدوين تصوراتهم وعالم مشاعرهم على الورق؟ فتضييق مجال الخيال غير المحدود يؤدي إلى الصمت، وفي الصمت تكمن جرثومة الموت.
لقد سُلِبت الإجراءات الثقافية
السياسية الجمالية الأخلاقية من رواياتنا. وتمّت المساواة بين المعايير الأخلاقية في الرواية والمعايير الأخلاقية للرأي العام في الشارع والمتنزه والحافلة، وذلك عبر مناورة تضليل وتمويه كبرى. وأولئك الذين يفرضون علينا الرقابة لم يقرؤوا الأدب الفارسي الكلاسيكي ولم يطلعوا على روحه قطّ. فهذا الأدب يتحدث في كلّ مكان عن النبيذ والمعشوقين من الرجال. وتقول قصّة النبي يوسف في بعض المصادر الفارسية بأن زليخة زوجة عزيز مصر كانت مستلقية على الأرض عندما نادت على يوسف، فجلس بين ساقيها ومدّ يده على زنّارها، أو عندما جلب إخوة يوسف غير الأشقاء بنيامين إلى يوسف، أمضى يوسف وبنيامين الليل نائمين في فراش واحد وكان يوسف يحضن بنيامين ويتشمم عطره. وإذا ما وصف كاتب إيراني في روايته هذه المشاهد في ظل الوضع الحالي أو وصف مثلا رجلا يلامس امرأة فسترفع عليه دعوى قضائية بتهمة الفجور، ثمّ يحذف المقطع المعني من النصّ. والرقابة في إيران تعني أنّ الأعمال الأدبية المهمة والبالغة الدلالة بالذات تخضع بشدّة لهذه الرقابة كلّما اقتربت من حقيقة الحياة.
كُتُب في شوارع إيران
كتب معظم الروائيين في إيران القرنَ الماضي دائما عن الحياة الشخصية وعلاقة الناس بعضهم ببعض بصفتهم أفرادا، لكنّ القضايا البسيطة التي تتعلق بما نتناول من طعام وما نرتدي من ملابس وما نقرأ من كتاب وما نسمع من موسيقى، تخضع كلّها إلى تصريح حكومي موجّه. فكيف يمكن للمرء أن يكتب عن الحياة الخاصة والعلاقات الشخصية دون أن يتحدث عن علاقة الناس بسلطة الدولة؟
وإلى جانب الأدب الذي خصته الرقابة وحيّدته هناك أدب آخر يشجع بتحمس، وهو الأدب الأيديولوجي الذي يقف في خدمة أهداف الدولة، وهو لا يجد متلقيا في أيّ مكان. وهناك في الواقع أموال طائلة تنفق على إنشاء المؤسسات التي تنتج هذا الأدب، لكنّها لا تجتذب على الأغلب إلا أولئك الناس الخالين من المواهب والذين يشعرون بأنّهم كتّاب معتبرين. وعندما أديت خدمتي العسكرية بين عامي ١٩٨٢ و ١٩٨٤ كانت توزّع على الجنود مجلة دعائية تصدر أسبوعيا وكانت تموّل من رواتبنا بالطبع ولا يقرأها أحد وكنّا نستخدمها مفرشا للطعام.
وقد شلّت الرقابة أدب إيران كما الحادث الشديد السوء وانتزعت منه الخصوبة. ويعيش الكتّاب الإيرانيون في مطلع القرن الحادي والعشرين حقبة سيقدم فيها جلال الدين الرومي، وهو أكبر شاعر كلاسيكي في إيران، أو ربّما في العالم برمته، سيقدم إلى المحكمة بتهمة الفسق والفجور.
النفوذ السياسي يجعل كلّ شيء ممكنا
النفوذ السياسي في إيران هو كالمفتاح الذي يفتح جميع الأبواب، فيمكن استلاف قرض كبير من المصرف دون تسديده، ويمكن أن يتسنّم شخص ما منصبا مهما دون أن يكون مؤهلا أو مستعدا له. ويمكن حتى الحصول على شهادة تخرّج من الجامعة دون زيارة الحلقات الدراسية فيها. وبهذه الخدع، وحسبما يعتقد موظفو السلطات الثقافية، يمكن كتابة روايات جيّدة وخلق روائيين مرموقين وتسويقهم عالميا. وتراهم يتحدثون عن إقامة صلات بالعالم عن طريق الأدب. فأُرسل عام ألفين وأربعة عشر وفد يضم مائتي شخص إلى معرض الكتاب بفرانكفورت، وأعطى رئيس الجناح الإيراني في المعرض مقابلة صحفية بعد عودته إلى إيران بعنوان „حضور واسع في عالم الكتب الدولي“ شرح فيها بسذاجة بأن حضور إيران في معرض الكتاب بفرانكفورت لم يكن على ما يرام، دون أن يذكر بكلمة واحدة الرقابةَ باعتبارها عقبة كأداء أمام انتشار الأدب الإيراني المعاصر. ثمّ ادعى بأنّه اتفق مع مدير معرض الكتاب بفرانكفورت يورغن بوس على أن تحلّ إيران ضيف شرف على المعرض في عام ألفين وثمانية عشر. وذكر أيضا بأنّه تحدث مع المشرفين عن معارض دولية أخرى وقدم طلبات للمشاركة في هذه المعارض.
الناشط الإيراني سهيل عربي Photo: Masihian Zendani
قمع للمدونين وأحكام إعدام في حق النشطاء السياسيين في إيران: حكمت محكمة ثورية في طهران في مستهل أيلول/ سبتمبر 2014 على سهيل عربي بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وذلك بتهمة "الدعاية ضد النظام" و"إهانة الزعيم الديني": "لابدّ من إلقاء نظرة على بعض المحن التي واجهت الكتّاب الإيرانيين في العقود الثلاثة الماضية لتوضيح حجم الاضطهاد الذي يعانون منه. فقد اعتقل أحد الشعراء في ليلة زفافه وسلّم إلى فرقة الإعدام. وعُثر على مترجم مرموق في طرف المدينة وبانت على ساعده آثار حقن. ودبّرت مؤامرة فاشلة لقلب حافلة كانت تقلّ واحدا وعشرين كاتبا كانوا في طريقهم إلى فعّالية ثقافية في بلد مجاور في هوّة سحيقة. واختطف كاتب كان في طريقه إلى السوق ورميت جثته بعد ساعة في إحدى ضواحي المدينة. والقائمة تطول. نعم، فالكتابة أضحت شأنا خطيرا، ويعلم بذلك جميع الذين يعملون في مجال الكتابة ببلدي"، كما يقول الروائي الإيراني أمير حسن جهل تن.
حضور واسع في عالم الكتب العالمي لكنّ بأيّ أدب؟ أبهذا الأدب الأيديولوجي، أم بالأدب الخاضع للرقابة؟ نعم، بهذا الأدب الذي لا يقنع حتّى الجمهور الإيراني، لأنّ هؤلاء القرّاء متأكدون من أنّ هذه الكتب خضعت للرقابة وابتعدت كثيرا عن صياغتها الأصلية. وهذا الوضع أدّى بالتالي إلى أن معدل وقت القراءة لكلّ شخص في بلدنا أصبح لا يتجاوز الدقيقتين في اليوم الواحد.
وإيران لم تطبّق قانون حماية الملكية الشخصية، ولم تنضم إلى معاهدة برن، ومع ذلك فإنها تريد أن تُدعى إلى معرض الكتاب بفرانكفورت باعتبارها ضيف شرف؟ بالتأكيد أنّ من شأن انضمام إيران إلى معاهدة برن وضع حدّ للترجمات الطائشة للروايات الأجنبية. لكن كيف سيكون تأثير ذلك على حرية انتشار الروايات الإيرانية وغيرها من الأعمال الأدبية؟
قبل بضعة شهور دعت السفارة الألمانية في طهران مترجمة رواياتي إلى زيارة إيران، لكي نتحدث أنا وهي عن ترجمة الروايات الفارسية إلى اللغة الألمانية ونتناول المعضلات التي تواجه ذلك عبر نقاش مع الجمهور. لكنّ لم يضع أيّ مركز ثقافي في طهران، والتي تقع كلّها تحت إشراف الدولة، قاعته في خدمتنا بهذه المناسبة. وهل تعلمون أين أقمنا الأمسية؟ أقمناها في منزل الملحق الثقافي الألماني في طهران!
وليس هناك أيّ كتاب لي أو لكتّاب آخرين في المكتبة الوطنية الإيرانية، على الرغم من أنّ المكتبة ملزمة بشراء نسخة من كلّ كتاب يصدر في إيران.
أحقيقة أم دعاية؟
في الواقع سمحت لي السلطات الثقافية بنشر مجموعة قصصية أخيرا، بيد أنّ هذه المجموعة التي تضمّ عشر قصص، نشرت بست قصص فقط. وكنت قد حذفت أربع قصص قبل أن أقدم المجموعة للسلطات المعنية، لأنّني لم أر آنذاك أيّ فرصة للموافقة على نشر النصوص كاملة. وبالمناسبة قام السادة الموظفون باختصار هذه القصص الستّ وتغيير محتواها. فحذفت من هذه القصص عبارات من قبيل «حياة المقاتل في حرب العصابات»، وهذا في قصّة تتناول فترة السبعينيات، أي في هذا العقد الذي بلغت فيه حرب العصابات ذروتها في إيران. فالرقابة تريد أنّ ننسى أين كنّا وماذا فعلنا، وأن نستبدل واقع حياتنا بالدعاية المستمرة لوسائل الإعلام الحكومية.
صورة تعبيرية حول الحياة العامة في إيران
يكتب الروائي الإيراني أمير حسن جهل تن: "من المؤكّد أنّ الرقابة تقوم على فكرة أنّ الكلمات تمتلك القوّة لتغيير الحكومة. بيد أنّ معظم علماء الاجتماع مقتنعون بأنّ حريّة الكلمة تحمي الحكومات من السقوط بفعل الانتفاضات والثورات. وإذا لم تكن الكلمة حرّة، فليس هناك معيار تختبر به الحكومة إنجازاتها، فتتوقف الإصلاحات ثمّ ينغلق المجتمع على نفسه شيئا فشيئا. وبهذا المعنى فإنّ أبسط عاقبة للرقابة وهذه بحدّ ذاتها سيئة على نحو كاف تكمن في إجبار الناس على العيش حياة ازدواجية وتشجّع على النفاق وتصنع للناس وجهين متباينين".
هذه المجموعة القصصية هي أوّل كتاب جديد لي ينشر في إيران منذ ٢٠٠٥، على الرغم من أنّ أربع روايات جديدة لي تُرجمت ونُشرت في اللغة الألمانية والإنجليزية والنرويجية خلال السنوات التسع الماضية، دون أن تنشر أيّ منها في الفارسية، وهي اللغة التي كتبت بها هذه الروايات.  وقد صورت من ناحية ثانية إحدى قصصي أثناء الفترة ذاتها وعرضت في التلفزيون الإيراني الرسمي، دون أن يطلبوا موافقتي أو يدفعوا لي مكافأة مالية أو حتّى إبلاغي بذلك. فالكاتب المستقل في إيران متروك تحت رحمة السلطات بلا سند.
وحقوق الملكية الشخصية في التأليف والنشر لا أهمية لها في إيران. ولا يقتصر ذلك على أعمال كاتب مثلي، ينغّص على السلطات، بل يشمل المؤلفين الأجانب. فهم يفعلون بهذه الأعمال ما يشاؤون، فتمحى جميع الإيحاءات الجنسية، الإيروسية، التي تشكّل جزءا مهما من الرواية الحديثة. ويتعلّق ذلك بطبيعة الاتفاق بين موظفيّ الدولة ومترجم العمل، وبما يسمح لمقصّ الرقيب في التوغل في لحم العمل الأدبي. والمؤلف الأجنبي لا يعلم في جميع الأحوال شيئا مما يحدث هناك.
وبالنظر إلى انعدام وجود الأحزاب الحرّة والمستقلة أو غيرها من التنظيمات السياسية، فإنّ المثقفين والفنّانين يقفون في الصفّ الأوّل من المعارضة مجبرين، أو أنّهم قد ألقي بهم عمليا في هذا الموقع. وفي ظلّ هذه الظروف التي لا يستطيعون فيها نشر أفكارهم للتأثير على مجرى الأحداث نرى الرقابة تقطع عنهم الطريق فجأة وتحول دون نشر آرائهم. وتتعامل الرقابة مع الكتب وكأنّها تضع صحن حساء تحت المجهر بحثا عن الميكروبات.
الغلاف الألملني لإحدى روايات أمير حسن جهل تن وترجمة عنواها الألماتي: طهران.. شارع ثوري
يرى الروائي الإيراني أمير حسن جهل تن أن "النفوذ السياسي في إيران هو كالمفتاح الذي يفتح جميع الأبواب، فيمكن استلاف قرض كبير من المصرف دون تسديده، ويمكن أن يتسنّم شخص ما منصبا مهما دون أن يكون مؤهلا أو مستعدا له. ويمكن حتى الحصول على شهادة تخرّج من الجامعة دون زيارة الحلقات الدراسية فيها. وبهذه الخدع، وحسبما يعتقد موظفو السلطات الثقافية، يمكن كتابة روايات جيّدة وخلق روائيين مرموقين وتسويقهم عالميا. وتراهم يتحدثون عن إقامة صلات بالعالم عن طريق الأدب".
الكثير من الحقوقيين ينظرون إلى قضية فحص الكتب قبل إصدارها باعتبارها منافية للدستور الإيراني. لكنّ الدستور في إيران لا يؤخذ غالبا مأخذ الجدّ إلا لتثبيت مصالح الأقوياء المتنفذين. ومن المؤكّد أنّ الرقابة تقوم على فكرة أنّ الكلمات تمتلك القوّة لتغيير الحكومة. بيد أنّ معظم علماء الاجتماع مقتنعون بأنّ حريّة الكلمة تحمي الحكومات من السقوط بفعل الانتفاضات والثورات. وإذا لم تكن الكلمة حرّة، فليس هناك معيار تختبر به الحكومة إنجازاتها، فتتوقف الإصلاحات ثمّ ينغلق المجتمع على نفسه شيئا فشيئا. وبهذا المعنى فإنّ أبسط عاقبة للرقابة وهذه بحدّ ذاتها سيئة على نحو كاف تكمن في إجبار الناس على العيش حياة ازدواجية وتشجّع على النفاق وتصنع للناس وجهين متباينين.
نُخَب أم ثقافة بوب؟
السياسة الثقافية في إيران نجحت على أيّ حال في إقصاء نخب المجتمع على الدوام. فنرى أنّ حوالي مليون شخص شاركوا في تشييع جنازة نجم بوب كان يحظى بإعجاب الجميع، وتم إبعاد النخب من وسط المجتمع. فنشرت السلطات الثقافية رسالة تعزية في هذه المناسبة، لكن إذا ما توفّي كاتب أو فنّان مستقل فلا يبثّ التلفزيون الرسمي حتى خبرا قصيرا عن الوفاة. وهكذا فسح المجال واسعا أمام المصارعين ومشاهير التلفزيون ونجوم موسيقى البوب بفعل سياسية الإقصاء والرقابة المسلطة على الكتّاب والفنانين.
وحتّى كلمة الرقابة نفسها خضعت بدورها إلى الرقابة، فلم يسمح لأيّ جريدة بأنّ تذكر هذا المصطلح ولوقت قريب. وتستخدم السلطات المختصة عبارة تعني «التفريق بين الخير والشر»، وبمعنى أنّ موظفي الرقابة هم أشخاص يفصلون بين الخير والشرّ. ووجد مصطلح الرقابة طريقة إلى وسائل الإعلام الحكومية بعدما تعهّد الرئيس حسن روحاني في حملته الانتخابية بإلغاء الرقابة، بيد أنّه لم ينفّذ تعهده هذا حتّى الآن. وكذلك لم يتم الاعتراف بجمعية الكتّاب في إيران، ومازال نشاطها محظورا.
وبناء على جوّ الصمت والرقابة فإنّ المرء يتمنى أن يكون تفريق الشرطة لمجموعة الصحفيين الذين اجتمعوا للإعراب عن تضامنهم مع ضحايا الهجمات الإرهابية في باريس وضحايا هذه المأساة ورسامي الكاريكاتير في جريدة «شارلي إبدو»، وفقا للتقارير الصحفية، أن يكون تفريقهم قد حدث بمحض الصدفة.


أمير حسن جهل تن
ترجمة: حسين الموزاني

الاثنين، 21 ديسمبر 2015

The ‘mane’ attraction: Adorable 'liligers', or lion-tiger, cubs cavort at Russian zoo

A ZOO in Russia has recently become home to a very unique, and rather adorable, animal - the liliger.

Zita a liger half lioness half tiger carries her one month old liliger cub at the Russian zooZita, a liger - half-lioness, half-tiger - carries her one month-old liliger cub at the Russian zoo
The unusual species is a big cat breed where the father is a lion and the mother is a lion-tiger hybrid, otherwise known as a liger.

The first liliger was born in the zoo last year and now there's a second litter of three, all of them females.
 The unusual big cat breed is made up of a lion-tiger hybrid
 The adorable month-old liliger cubs play in Novosibirsk Zoo
A zoo in russia has recently become home to a unique animal - the liliger.
They were born in May and now have grown up enough to start exploring their surroundings, showing an endearing clumsy energy.

Their mother, Zita, was born in the zoo in 2004, while their father, Sam, is an African lion.
 Zita, a liger - half-lioness, half-tiger - carries her one month-old liliger cub
  • Don't miss the latest top stories

    image
    Get the latest breaking news from Express.co.uk

القنطار:لبناني درزي قاتل بـ"فلسطين"..والدته بالتبني من "غزة",عقد قرانه من الضفة وأفرج عنه حزب الله الشيعي وقُتل في سوريا

القنطار:لبناني درزي قاتل بـ"فلسطين"..والدته بالتبني من "غزة",عقد قرانه من الضفة وأفرج عنه حزب الله الشيعي وقُتل في سوريا
تاريخ النشر : 2015-12-21
 
رام الله - دنيا الوطن
من عبير مراد

محطات من حياته .

قتل سمير القنطار بعد استهدافه في جرمانة بدمشق عن طريق قصف المبنى الذي يقطن فيه ومنذ اللحظة الاولى لاغتياله سار الحديث الشاغل التعرف على حياة الرجل الاول والمهم في حزب الله لمعرفة السر وراء اغتياله .

ولد القنطار في 20 يوليو/تموز 1962 لعائلة درزية في بلدة عبيه القريبة من العاصمة اللبنانية بيروت.

‏ انتمى لجبهة التحرير الفلسطينية في العام 1976 شبلا في سن الرابعة عشرة من عمره. التحق في معسكرات التدريب في جبهة التحرير الفلسطينية.

قاتل في شمال فلسطين حيث تم  اختياره في البداية بناء على رغبته هو واثنان من رفاقه لتنفيذ عملية عبر الحدود الاردنية في ‏منطقة بيسان داخل فلسطين حيث اثناء توجههم القي القبض عليهم من قبل السلطات الاردنية ‏وسجن لمدة ثمانية اشهر واطلق سراحه.

‏ لكنه عاد الى لبنان وصمم على تنفيذ عملية نهاريا التي وقعت في شمال فلسطين  في 22 نيسان 1979 حيث اشرف على ‏هذه العملية امين عام الجبهة الشهيد القائد ابو العباس وفريق دربه سعيد اليوسف.

اثناء تنفيذ العملية اصيب القنطار وتم اعتقاله في عام 1979 بعد إدانته بالقيام بهجوم واختطاف اسرائيليين وقتلهم وكان يبلغ من العمر انذاك 16 عام .

وقد قضى بالسجون الإسرائيلية أكثر من ثلاثة عقود قبل أن يطلق سراحه ضمن صفقة لتبادل السجناء مع حزب الله اللبناني في عام 2008.

تقارير كثيرة تحدثت عن القنطار الذي عاد مباشرة بعد السجن الى منذ عودة القنطار، لعب أيضا دورا عملياتيا، بمساعدة سوريا وإيران في بناء بنية تحتية لحزب الله في مرتفعات الجولان" وربما هذا ما يفسر وجوده في سوريا حينما تم استهدافه .

أمه الفلسطينية بالتبني .

هي هندومة وشاح (78 عاماً) الملقبة بأم الاسرى العرب الاسير اللبناني المحرر سمير القنطار (46 عاماً) 

أم جبر تبنت سمير القنطار عام 1986 ودأبت على زيارته في سجنه عندما كان ابنها موجوداً في السجن نفسه. 

نجحت في زيارته بشكل متواصل لمدة عشرة سنوات (1989-1999) وكانت الزيارة تتم عن طريق المصافحة في معتقل نفحة الصحراوي جنوب النقب في فلسطين المحتلة من خلال مربعات الحديد.

 ويسمح لزوار السجون الإسرائيلية بالتحدث مع المعتقلين من وراء القضبان حيث يمكن فقط تمرير الأصابع بصعوبة، كما ان هناك بعض السجون التي تعتمد وضع زجاج عازل بدل القضبان وذلك لمنع أي تواصل انساني بين السجين وعائلته.

وبعد اطلاق ابنها جبر وشاح، لم تسمح سلطات الاحتلال لأم جبر بزيارة سمير القنطار إلا مرة واحد فقط بعدما انتزعت قراراً من المحكمة الاسرائيلية العليا يتيح لها ذلك.

وزارت أم جبر وشاح بيروت بعدما خرج القنطار من السجن عام 2008 وعن رحلتها من غزة الى بيروت قالت وشاح آنذاك : منذ حوالي الشهر نجحت في عبور رفح بعد ان امضيت يوم بكامله على الحدود. 

ومن مصر انتظرت ايام عدة للحصول على تأشيرة دخول الى الأردن. وهناك انتظرت عدة ايام للحصول على تأشيرة دخول الى سوريا. وأمنيتي قبل ان اغادر هذه الدنيا ان تفتح الحدود العربية وان يستطيع الانسان العربي ان يغادر ويعود الى بلده عندما يريد".

كفاح كيال التي أثارت الجدل في حياته .

في حياة القنطار، طليقته السابقة الفلسطينية كفاح كيل التي أثارت الكثير من التجاذبات بينه وبينها أثناء مكوثه في السجن حيث انها في العام 1991 زارت كفاح كيال الاسير سمير القنطار وذلك بعدما حضرت الى المحكمة التي كانت تنظر في قضية العزل التي رفعها عدد من الاسرى بوجه ادارة السجون الاسرائيلية، وكانت هذه الزيارات تتكرر برفقة والدة سمير القنطار بالتبني المناضلة الفلسطينية ام جبر وشاح، ولقد نشأت علاقة عاطفية بين القنطار وكيال، توجت بتوقيع عقد زواج دوّن بالوكالة عن طريق ابو جبر وشاح في المحكمة الاردنية الشرعية في القدس. ولقد كان الدافع الاساسي لعقد الزواج، ضمان ان تكمل كيال برنامج الزيارات الذي تقوم به للأسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية مع عدد من العائلات الفلسطينية التي بادرت مشكورة الى تبني الاسرى العرب، الذين تمنع عنهم سلطات الاحتلال ان يتلقوا زيارات من عائلاتهم وفي العام 1996 انفصل  القنطار عن كيال اثر خلافات عديدة

اعتبرت كفاح كيال طليقة القيادي الميداني في ميليشيات حزب الله سمير قنطار، الذي قتل أمس في غارة على مبنى يسكنه في جرمانا بريف دمشق، اعتبرت أن قتال القنطار في سوريا ليس موجهاً ضد إسرائيل بل موجه ضد ثورة شعب.

"زينب برجاوي الحب من أول نظرة ثم الزواج "

بعد زواجه بالإعلامية زينب برجاوي المذيعة في قناة العالم علق القنطار على زواجه قائلا " بعد خروجي من السجن كان من بين الذين ترددوا علي زيارتي وفد من قناة العالم ومعهم المذيعة زينب برجاوي التي لفتت انتباهي من النظرة الأولي لهدوئها وجمالها واحترامها وإيمانها بالمقاومة، وبعد انتهاء اللقاء بدأت أحدثها هاتفيا لمدة 3 شهور وبعدها عرضت الزواج عليها فوافقت ، عندما خرجت من السجن لم أجد مشكلة في التعامل مع حياتي الزوجية الجديدة حيث زينب تتفهم طبيعة المقاومة ودوري كمشارك دائم فيها وتتفهم تغيبي عن البيت لساعات طويلة وتدرك جيداً أنني مشغول بقضية مهمة.

القنطار والدور السوري

وكشفت تطورات الأزمة السورية وانغماس حزب الله في هذه الأزمة، خاصة ما يتعلق بأبعاد انتشاره في الشريط الحدودي على طول المناطق السورية المحتلة في الجولان، أن الهدف منها كان العمل على تأسيس خلايا "مقاومة شعبية" تحت إشرافه من أبناء منطقة الجولان والقنيطرة والسويداء من الدروز وغيرهم، ليكونوا أساس مشروع مكمل لنشاط حزب الله يهدد اتفاقية الهدنة بين سوريا وإسرائيل في هذه المناطق، واستخدامها كورقة ضغط ونافذة لاستمرار قواعد الاشتباك مع الإسرائيليين بعد إدراك صعوبة استمرار ذلك من لبنان عقب القرار الدولي رقم 1701 عام 2006.

الجهود التي بذلها حزب الله لتأسيس خلايا لـ"المقاومة السورية" ضد الإسرائيلي في الجولان، كانت بمواكبة ودعم وإشراف من ضباط الحرس الثوري الإيراني، وأن ما حدث قبل أشهر من استهداف قافلة لحزب الله من قبل الإسرائيليين، وأدت إلى مقتل جهاد مغنية ومحمد عيسى والجنرال الإيراني خدا دادي، كانت تصب في إطار التصدي الإسرائيلي لهذه الجهود، وضربة استباقية كان من المفترض أن يكون من بين المستهدفين فيها سمير القنطار نفسه، الذي أسندت له مهمة الإشراف والمتابعة لهذه التشكيلات والتواصل مع أبناء الطائفة الدرزية، فضلا عن تقديم المساعدة لقوات النظام وضمان عدم دخول الطائفة الدرزية في إطار القوى المعارضة للنظام.

وتشير أوساط متابعة أن نشاط سمير القنطار المكلف من حزب الله وإيران به، كان في كثير من محطاته في خدمة النظام لإيصال رسائل إلى المجتمع الدولي حول مستقبل المناطق الحدودية في حال سقط النظام، إضافة إلى أن النظام مارس قمعا ومنعا ضد منافسي حزب الله والقنطار خاصة، وئاب وهاب، الذي حاول الدخول على خط الاستحواذ على القرار الدرزي في سوريا ليفرض نفسه شريكا لحزب الله مع النظام السوري. وانتهت هذه الجهود التي بذلها وهاب إلى منع دخوله إلى سوريا وإقفال مكاتب حزبه في المناطق السورية، واستمر المنع حتى أعاد وهاب تقديم ضمانات بعدم التدخل في هذا المشروع أو التأثير عليه.

محاولات سابقة لتصفيته

ولم يخف سمير القنطار دوره في العلاقات التي يقوم بها في سوريا بين حزب الله والطائفة الدرزية، فضلا عن بعض "الاستعراض" عن دوره في تأسيس المقاومة في سورية، خاصة تبنيه لعملية إطلاق 7 صواريخ ضد مواقع إسرائيلية داخل الجولان المحتل، واعترفت اسرائيل بسقوط أربعة منها، استهدف واحد منها موقع الرصد في جبل الشيخ.

والوصول إلى القنطار، من المفترض أن يكون صعبا، خاصة أن الإجراءات الأمنية المرافقة لتحركاته هي نفس الإجراءات التي يخضع لها قادة ومسؤولو حزب الله، فضلا عن ضرورة تشديدها بعد اكتشاف أكثر من محاولة إسرائيلية لقتله في الأشهر الأخيرة.


 
 



الأحد، 20 ديسمبر 2015


موت 18 مهاجراً غرقاً في بحر إيجه قبالة سواحل تركيا

في أول حادث مأساوي بعد تشديد الإجراءات التركية ضد عبور المهاجرين، ذكرت وسائل إعلام تركية أن 18 لاجئاً من جنسيات مختلفة لقوا حتفهم في بحر إيجه قبالة السواحل التركية جراء غرق زورقهم أثناء محاولة العبور إلى اليونان.
Türkei Griechenland Flüchtlinge
ذكرت وسائل إعلام تركية أن 18 مهاجراً ماتوا غرقاً ليل الجمعة/ السبت (19 كانون الأول/ ديسمبر 2015) في بحر إيجه قبالة السواحل الغربية لتركيا جراء غرق مركبهم، الذي كان متوجهاً إلى جزيرة كاليمنوس اليونانية. وقالت وكالة الأنباء "دوغان" إن خفر السواحل التركي تمكن من إنقاذ 14 شخصاً آخرين هم سوريون وعراقيون وباكستانيون.
وأضافت المصادر نقلاً عن سلطات صحية أن حالات الناجين، الذين يعانون من انخفاض الحرارة، خطيرة.
وأبحر هؤلاء المهاجرون من مدينة بودروم الساحلية التركية (جنوب غرب) ليلاً على متن زورق قديم انقلب وغرق على بعد ميلين بحريين من السواحل التركية، كما قال عدد من الناجين. يذكر أن تركيا شددت إجراءات المراقبة على سواحلها لمنع تدفق اللاجئين إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، بعد أن الاتفاق الأخير بين بروكسل وأنقرة بهذا الصدد. ويعد هذا الحادث المأساوي الأول بعد تنفيذ الإجراءات التركية.
ح.ع.ح/ ي.أ (أ.ف.ب)

مختارات

الجمعة، 18 ديسمبر 2015

schlafstörungen




فرنجية يتحدث عن علاقته بالأسد والحريري ونصر الله

03

حسم النائب سليمان فرنجية خياراته وأعلن ترشحه رسمياً لمنصب رئيس الجمهورية في لبنان، ووضع الحلفاء قبل المخالفين أمام أمر واقع لم يعد باستطاعة أحد منهم العبور عنه أو عدم التعاطي الجدي مع تداعياته ونتائجه السلبية والإيجابية. وتحدث فرنجية عن مواقفه من النظام السوري وتنسيقه مع سعد الحريري.
وقال فرنجية في لقاء على شاشة إل بي سي في برنامج “كلام الناس” “أنا مرشح لرئاسة الجمهورية أكثر من أي وقت مضى” ورفعها بوجه حليفه المفترض في قوى الثامن من آذار العماد ميشال عون عندما أكد أنه “على تنسيق تام وتفصيلي وخطوة بخطوة مع أمين عام حزب الله حسن نصرالله” ودعاه لأن يجلس مع نفسه “أمام فنجان قهوة وسيجارة ويفكر في السنة ونصف السنة التي مر على تعطيل انتخاب رئيس بسبب إصراره على أن يكون هو في هذا المنصب”.
ولم تقف رسائل الإحراج عند فريق الثامن من آذار، بل نقلها فرنجية إلى داخل فريق الرابع عشر من آذار، وأعاد المساعي التي بذلها الحريري في الأسبوع الأخير لترميم العلاقة مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى المربع الأول أو نقطة الصفر، عندما تحدث عن تفاهم وتنسيق تام وكامل مع الرئيس سعد الحريري زعيم تيار المستقبل حول التسوية، التي لم يكن القطبان الشيعيان (أي نصرالله ورئيس البرلمان نبيه بري) بعيدين عن أجواء هذا التفاهم مع الحريري.
فرنجية وفي موقف يكشف مدى الافتراق والاختلاف مع عون، وجه وابلا من الانتقادات المبطنة تارة والمباشرة تارة أخرى إلى زعيم التيار الوطني الحر واتهمه بشكل غير مباشر بتعطيل وعرقلة الاستحقاق الرئاسي، معتبرا رفضه أو موقفه السلبي من تبني الحريري لترشيحه “غير مبرر” مذكرا بالحوارات والتفاهمات التي أجراها سابقا عون مع الحريري من دون أن يطلع حلفاؤه عليها مسبقا أو على تفاصيلها. واصفا لقاءه مع العماد عون يوم الخميس الفائت بأنه “لقاء بلا جدوى بسبب تمسكه بترشيح نفسه”.
فرنجية لم يتنصل من أي من تحالفاته أو علاقاته، واعتبر أنه “مع المقاومة ومشروعي مع المقاومة”، مؤكدا أن معالجة موضوع سلاح حزب الله في لبنان “بحاجة إلى مقاربة جديدة”، مشددا على أنه “لا هو ولا الحريري يقدران على تغيير المعادلة” في هذه النقطة.
وفي موازاة الهجوم المبطن على العماد عون، وجه فرنجية رسائل طمأنة للقيادات المسيحية، خاصة باتجاه “جعجع” مؤكدا أن يكون “الأقطاب المسيحيون الآخرون شركاء في الحكم وداعمين للشخص الذي يصل إلى منصب رئيس الجمهورية”، مشددا على أنه في حال وصل إلى الرئاسة “لن يكون قادرا على الحكم على قاعدة إقصاء الآخرين”، مضيفا أنه “لن يكون قادرا على الحكم إذا لم يكن كل من سمير جعجع وأمين سامي والجميل والعماد عون وجبران باسيل مشاركين”. مؤكدا “ليس من مصلحتي السياسية أن أعزل أحدا، خاصة جعجع”.
فرنجية والحريري ولقاء باريس
ونفى فرنجية أن يكون قدم أي تعهدات مسبقة في اللقاء الذي جمعه مع الحريري في العاصمة الفرنسية باريس، وأكد أن الحريري يمثل الأكثرية السنية في البلد “ولا يوجد أي اعتراض على الحريري من حلفائي” في إشارة إلى عودته لتولي منصب رئاسة الوزراء. والمعلومات التي تحدثت عن تعهد حول تبني “قانون الستين – الدائرة الفردية” مجرد تكهنات، لكن المطلوب في هذا الإطار هو التوقف عند الهواجس لدى الحريري من محاولات استهدافه من خلال القانون الذي تسعى “الشيعية السياسية” أي حزب الله وحركة أمل إلى تبنيه على قاعدة النسبية، “فالحريري يعتبره استهدافا له إلى جانب بعض القوى الأخرى”، في إشارة إلى القوات اللبنانية والزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
وأكد فرنجية أن “المهم لديه هو أن تجري الانتخابات البرلمانية وأن لا نصل إلى هذا الاستحقاق ونكون أمام خيار التمديد مجددا للبرلمان”، مشيرا إلى أنه في حال وصلت الأمور إلى وقت الاستحقاق ولم تستطع القوى السياسية الاتفاق على قانون جديد للانتخابات، فمن الطبيعي “أن نعود إلى القانون الذي بين يدينا وهو قانون الستين الذي ساهم جدي ( الرئيس الراحل سليمان فرنجية) بوضعه وأيده عام 2009 البطريرك مار نصرالله بطرس صفير”.
وحول علاقته بالحريري قال فرنجية إنه “لا يمكن أن يطعن الحريري في الظهر” في إشارة إلى ما دار من نقاشات ثنائية بينهما حول التركيبة الحكومية المقبلة في حال وصل إلى الرئاسة وتولى الحريري تشكيل الحكومة، وأن البحث تطرق إلى توزيع الحقائب الوزارية بين الفريقين، وأن فريق الثامن من آذار يطالب بالحصول على “الثلث الضامن أو المعطل”.
وأكد فرنجية “أنه يحبذ العمل والتعامل مع الحريري” لافتا إلى أنه “لن يكون هناك أي محاولة للإطاحة بالحريري” لكنه أكد في الوقت نفسه أنه “إذا وصلت الأمور للاختلاف حول المسائل الاستراتيجية عندما لا يمكن الاستمرار في العمل سويا”، في إشارة إلى أن بقاء الحريري في رئاسة الحكومة يصبح صعبا.
موقف فرنجية من السعودية والنظام السوري
فرنجية حدد المسائل الاستراتيجية التي يتمسك بها، في انتمائه إلى فريق المقاومة، وعلاقته الشخصية والاستراتيجية مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وانتمائه للخط العربي والعروبي الذي نشأ عليه بدأ من عهد حافظ الأسد وقبله الرئيس المصري جمال عبدالناصر وصولا إلى العلاقة القوية مع الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز في السعودية. مؤكدا أنه يفتخر بأن “صالة منزله تتصدرها صورتان الأولى تجمع جده مع الملك فيصل والأخرى لجده مع حافظ الأسد ولم يفكر يوما بأن ينزل أي منهما”.
وشدد فرنجية أنه أجرى مع الحريري “مقاربات للمسائل الاستراتيجية من زوايا مختلفة واتفقنا على عدم جر الخلافات الاستراتيجية إلى الداخل، بل مقاربتها بإيجابية”. مؤكدا أن ما طلبه الحريري في اللقاء هو “حكومة وفاق وطني برئاسة شخصية من 14 آذار”.
اتفاق الطائف
فرنجية جدد التزامه باتفاق الطائف وما جاء فيه، وذلك في إطار رده على إمكانية أن تطرح قيادات مسيحية خاصة العماد عون مسألة إعادة النظر في صلاحيات رئيس الجمهورية، وأكد أنه “لا أريد أن أسلب صلاحيات السنة في رئاسة الحكومة التي جاءت في اتفاق الطائف، لكن إذا كانت الأمور مواتية فإن ما أرغب به هو إصلاح صلاحيات رئيس الجمهورية”، مشددا على أن أي تعديل في اتفاق الطائف “يجب أن يتم بالتفاهم بين السنة والمسيحيين”.
وعن علاقته برئيس النظام السوري بشار الأسد، أكد فرنجية أن “بشار صديق، وعلاقتي به لا ألزم أحدا بها ولا أسمح أن يتدخل أحد بها”.
ومن ناحية أخرى، شدد فرنجية على أن “لديه خيارا استراتيجيا، كما لسعد الحريري خياراته الاستراتيجية، لكن لا يستطيع النظام السوري التأثير على الوضع الداخلي اللبناني” مشددا على أنه “في حال طلب الأسد مني أي عمل يتعارض مع مصالح لبنان فلا يمكن أن أوافق عليه”.
فرنجيه ألمح إلى موضوع ما تسرب عن شروط وضعها حزب الله على عودة الحريري إلى الحكومة، من بينها إلغاء المحكمة الدولية الخاصة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فأكد فرنجية “لا أسمح لنفسي بأن أطلب من الحريري إلغاء المحكمة” لكنه دعا في المقابل إلى “المسامحة والتسوية” من أجل إنقاذ البلد.