صحيح أنّ العنصرية ضدّ اليهود كانت في لُبّ الأيديولوجية النازية، لكنّ اليهود لم يكونوا الأقلية الوحيدة التي عانت من التمييز المنهجيّ، المضايقات، وحتّى القتل. فقد قاوم النازيون كلّ مجموعة شكّلت بنظرهم تهديدًا لنظريتهم حول المجتمع السليم و"نقاوة العِرق". إليكم المجموعات الرئيسية التي واجهت الاضطهاد والقتل:
نظر النازيون إلى الغجَر كمشكلة اجتماعية - عِرقية يجب اقتلاعها من جسَد الأمّة الألمانية. اضطُهد الذين يعيشون حياة الترحال بشكل خصوصيّ، ولاقَوا مصير اليهود عينَه. فمن بين 44 ألف غجريّ عاشوا في ألمانيا، أُرسِل الآلاف إلى معسكرات الاعتقال بعد اندلاع الحرب. كما جُمع قسمٌ آخَر في معسكرات انتقالية، أُرسِلوا منها خلال الحرب إلى غيتوات ومعسكرات إبادة. بالإجمال، قتل النازيون ما مجموعه 90 ألفًا - 150 ألفًا من الغجر في أرجاء أوروبا.الغجر
مثليّو الجنس
حُظرت مضاجعة النظير لأنّ النازيين رأوا فيها ضررًا يلحق بطموح الأمة في التكاثر الطبيعي والحياة العائلية السليمة. ويُقدَّر أنّ نحو 15 ألفًا من المثليين جنسيًّا وُضعوا في معسكرات الاعتقال، بينهم آلاف قُتلوا.
المعاقون
خُصي بالإكراه بين 200 ألف و350 ألفًا من المُعاقين، المرضى، الضعفاء، المتوحّدين، المرضى النفسيين، وحتى الأولاد المعتبَرين "أغبياء"، حتى العام 1939. وبدءًا من عام 1939، وبشكل غير رسميّ حتى انتهاء الحرب، قُتل نحو 200 ألف إنسان، ضمن حملة "القتل الرحيم" عبر الغاز، الحُقَن السامّة، أو التجويع. كان الهدف زيادة نسبة مَن يُعتبَرون مُعافين وسامين من الناحية العرقية في "الأمة" (volksgemeinschaft)، وذلك عبر إبادة جميع المرضى والضعفاء دون أدنى شعور بالرحمة.
ألوان الإشارات التي لبسها السجناء في معسكرات الاعتقال لدى النازيين (ويكيبيديا)
ألوان الإشارات التي لبسها السجناء في معسكرات الاعتقال لدى النازيين (ويكيبيديا)
الكنيسة الكاثوليكية
بدءًا من عام 1933، أوقفت الحكومة النازية آلاف الأعضاء في حزب الوسط الكاثوليكي، بينهم كهَنة كاثوليك، وأقفلت مدارس ومؤسسات كاثوليكية، تطبيقًا لسياسة الحزب النازي الشمولية ورغبته في إلغاء أية سلطة أخرى. ورغم الاتفاقية التي أبرمتها ألمانيا مع الفاتيكان عام 1933، اضطُهدت خلال الحرب عدّة مؤسَّسات كاثوليكية، وسيق آلاف الكهنة الكاثوليك إلى السجن والموت في كلّ مناطق نفوذ الاحتلال النازي.
شُهود يهوَه
المجموعة الدينية المسيحية "شُهود يهوَه" هي أقلية أخرى عانت من الاضطهاد الوحشيّ، وذلك بسبب معتقدهم الديني بأنّ مَن لا يعتنق دينهم سيدينه الله في النهاية. رفض شهود يهوه الخدمة العسكرية، واتخذوا موقفًا شُجاعًا في مواجهة النظام. اعتُقل الكثيرون منهم، وُضع بعضهم في معسكرات اعتقال.