الجمعة، 30 يناير 2015

 هجوم حزب الله ، عندما يثور أسعد بشارة .


taggg

أحمد الحباسى

أسعد بشارة ، عزمي بشارة ، لعله من المرات القليلة التي كره فيها المتابعون العرب لقب بشارة و يأسوا أن تأتى أية بشارة من غربان و نذير شر, بات الجميع يتشاءمون من مجرد سماع أصواتهم في وسائل الإعلام ، ولان الصحفي أسعد بشارة هو جزء من منظومة “إعلامية” عربية همها الوحيد هو البحث عن كل الطرق لتمرير الخطاب الامبريالي داخل العقول العربية الرافضة و خاصة فرض التطبيع مع العدو الصهيوني الذي ينفذ مشروع تفتيت الوطن العربي و تقسيمه إلى دويلات الطوائف فقد صعق الرجل بمجرد سماع الأخبار الأولى التي شاعت منذ ساعات فقط في أغلب القنوات العربية و العالمية حول الهجوم الأخير لحزب الله على القافلة الصهيونية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
معلوم أن محطة ” العربية” السعودية هي محطة ذات ” مذاق ” صهيوني قذر بامتياز ، و معلوم أن المحطة المذكورة هي جزء من منظومة إعلامية صهيونية من بينها على سبيل الذكر لا غير محطة فوكس الأمريكية و محطة فرانس 24 و محطة المستقبل اللبنانية ، والذين يتناوبون بالتحليل و بقراءة الكف السياسي و بحملات التوجيه المعنوية داخل هذه المحطة الهجينة هم خدم و حشم اللوبي الصهيوني الذين ينفذ مشروع الفوضى الخلاقة و مشروع “نشر” الثورات داخل البلدان العربية ، هذا لم يعد سرا و كل ما تبثه المحطة الصهيونية السعودية هو مجمل الخط التحريري الذي تخطه المخابرات الصهيونية التي يخدمها الأمير بندر بن سلطان رئيس ما يسمى سابقا بالمخابرات السعودية ، فلا عجب إذن أن يشعر المتابعون “بنكهة” صهيونية في خطاب المحطة و أن يتذوقون في بعض الأحيان أكلات صهيونية دون انتباه .
قلنا في البداية ، لقد صعق الرجل و ظهرت على ملامحه الصهيونية علامات الإرباك الغير مسبوق و الغير منتظر ، و لعل حالته تشبه في كثير من التفاصيل شعور و ملامح الجنود الصهاينة الذين تم استهدافهم بصاروخ حزب الله لحظات قبل رحيلهم إلى عالم الشياطين ، و رغم أن المذيعة قد حاولت تصحيح بعض تصريحات السيد ” بشارة” الخارجة عن سياقها و المتكونة من معلومات مغلوطة فقد أصر الرجل على تحميل حزب الله مسؤولية ” العدوان” أو ما سماه برد الفعل الصادر عن حزب يعتبر نفسه أكبر من الدولة متبنيا و معيدا نفس الاسطوانة المشروخة التي ينتجها تيار 14 آذار منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري من انه على الحزب أن لا يتحرك إلا في إطار الدولة اللبنانية و لما لا نزع سلاحه و ترك مهمة تحرير الأرض اللبنانية و مواجهة إسرائيل لأهل الدبلوماسية و لهوى القرارات الدولية ذات الصلة .
هذا التحليل العبيط على رأى الإخوة في مصر لا يقيم للغطرسة الصهيونية وزنا بل أنه مجرد تحليل لا علاقة له بواقع المواجهة و متطلباتها ، و لا علاقة له بطبيعة العدو الذي لا يقيم وزنا للقرارات الدولية و لا للمجتمع الدولي و لا للدول التي لا تملك قوة مواجهة غطرسته ، لكن الخواجة بشارة الذي يصنف حزب الله بداعش و جبهة النصرة مع أن تيار المستقبل الذي يستضيف مثل هذه الأفكار الفاسدة التي ينطقها هذا “البشارة” هو الحليف المعلن لهذه القوات الإرهابية السعودية و التي لا علاقة لها بتحرير الأرض العربية و لا بمواجهة الصهيونية و الامبريالية العالمية لا يجد بطبيعة الحال حرجا في إسقاط كل هواجسه الرخيصة على سواعد المقاومة و انجازاتها التاريخية التي أصبح العدو يقرأ لها ألف حساب بدليل أن الرد الصاعق قد أتى هذه المرة بعد أيام قليلة على عملية الاستهداف الصهيونية الغادرة في مدينة القنيطرة لكوادر الحزب التي كانت تؤسس لفتح جبهة الجولان بعد أن أسقطت الضربات الصهيونية داخل سوريا كل الخطوط الحمراء .

السلاح الذي يحمى لبنان في نطاق الثلاثية المعروفة الجيش و الشعب و المقاومة هو من دمر الغطرسة الصهيونية منذ سنة 2000 إلى الآن ، و هو من يحمى لبنان فعلا من كل الهواجس العدوانية الغربية المختلفة و هو من نفذ الرد الصاعق ضد القوات النازية الصهيونية منذ ساعات ، لكن الصديق بشارة لا يعتبر هذا السلاح إلا أداة في يد إيران ، كأن إيران دولة كسيحة عاجزة و ليست قوة إقليمية تقيم لها الدول الغربية دون استثناء اعتبارا ووزنا ، و هو لا يرى لبنان إلا مجرد حسناء جميلة بلا غطاء تتناولها أعين الخبثاء الصهاينة ” بالغزو ” و النهش ، هذا هو لسان أسعد بشارة ، و هذه هي الهرطقة البشارية في محطة العربية وقناة الجزيرة ، و لو لم تكن في لبنان المناضلة بشرى الخليل ، المدافعة الشرسة عن الشعب السوري و عن مقاومته الحرة لطلقت لقب بشارة و البشرى إلى الأبد ، و لو لم يكن هناك أمل قائم في بشائر الوعد الصادق لطلقنا العروبة بالثلاثة .
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية



المزيد .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق