الكومبس - صحافة سويدية: كشف التلفزيون السُويدي أمس الأربعاء، عن قيام شركة يديرها رجل أعمال مصري يدعى قدري النجار، بإغراء مصريين في الحصول على إقامة دائمة في السويد، مقابل شراء منازل إتضح أنها آيلة للسقوط أو متهدمة وتقع في مناطق نائية وبعيدة في الريف السويدي.
جاء ذلك في البرنامج الشهير Uppdrag granskning الذي يتابعه الملايين من السويديين كل يوم أربعاء.
معروف أن القوانين السويدية تسمح بحصول الشخص المقيم خارج السويد الحصول على إقامة مؤقتة في السويد، على أساس العمل، سواء كموظف أو مالك شركة أو حتى كمالك حصة في إحداها، وأن هذه الاقامة تصبح دائمة بعد مرور وقت من الزمن، وفق شروط عديدة منها إستمرار العمل ونجاحه وقدرة الشخص على إعاله نفسه وعائلته.
لكن وبحسب البرنامج، فإن المعلومات التي تعطيها شركة Swedish Connections لزبائنها مضللة بحيث أنها لا تشرح وتوضح بشكل كافي شروط الاقامة، وانما تقتصر فقط على توضيح كيفية شراء عقار أو تأسيس شركة في السويد وتفعيلها.
وقال البرنامج إن شركة Swedish Connections عرضت المساعدة على زبائنها من أجل إنشاء شركة أو شراء عقار في السويد، مقابل إغرائهم بأنها تؤدي إلى تسريع منحهم الإقامة الدائمة في السويد، كما تقدّم الشركة غالباً منازلاً متهاوية وقديمة في مناطق صغيرة، وتبيعها بمئات آلاف الكرونات في مصر، لكن يصرّح عنها بمبالغ قليلة جداً، وبالتالي إنشاء عقدين مختلفين، لتجنب دفع ضريبة على الأرباح.
إلا أن الشركة نفت الأمر، رغم كشفها عبر تسجيل مخفي، لمقابلة أجراها مراسل البرنامج على أنه زبون في القاهرة. وقال أحد موظفي الشركة لمراسل البرنامج في التسجيل إنه: "يوجد أربع خطوات للحصول على الإقامة، أولاً تأسيس شركة في السويد وتفعيلها والقيام بدراسة حول فوائد المشروع وتقديم كشف حساب مصرفي".
من جهتها قالت مصلحة الهجرة إن المعلومات التي تعطيها الشركة لزبائنها ليست صحيحة، وإن الناس ليسوا بحاجة لشراء عقارات وإنشاء شركات قبل الحصول على إقامة، وبحسب هيكلية عمل مصلحة الهجرة وقانون الأجانب فإنه لا يوجد أهمية على الإطلاق لامتلاك عقارات، مشيرة إلى أن مالك الشركة قدري النجار، معروف جداً لدى المصلحة.
وقالت المسؤولة في المصلحة ماريا فرايد: "أرى أن هذا يحصل بشكل دائم ومنتظم، وإن خطط الأعمال التي تعرضها الشركة كانت عامّة جداً وتفتقد للمعلومات المحددة، حيث تقتصر عادة على منزل أو عقار وربما عمل تجاري صغير آخر، لا يمكن بناء ميزانية عليه، ولذلك نحن نرفض هذه الطلبات".
100 طلب للحصول على إقامة
وتلقت مصلحة الهجرة ما يقارب 100 طلب منذ العام 2009، ترتبط بشركة Swedish Connections، التي تقول على موقعها الإلكتروني إنها باعت أكثر من مئة عقار في السويد، كما عثر البرنامج على ما يقارب 90 منزلاً وقطعة أرض في السويد ترتبط بالشركة.
وقالت ماريا فرايد إن ما يحصل مأساة، الناس تتعرض للخداع بأموالها، ونحن نعمل ما بوسعنا من أجل إخبار الآخرين بكيفية تقديم طلب الإقامة كصاحب مشروع أو شركة، لكن لا يمكننا مساعدة جميع من يتعرض لهكذا أمور.
وفي المقابل قال مالك الشركة قدري النجار إن الشركة في البداية كانت غير واضحة في التواصل لكنها أصلحت الأمر الآن، مشيراً إلى أنهم لم يعدوا أحداً نهائياً بالحصول على إقامة، وأن الأمر بيد مصلحة الهجرة، رافضاً التعليق على التسجيل الخفي في القاهرة وانتقادات مصلحة الهجرة وآراء الزبائن الذين شعروا بالخداع.