الأربعاء، 9 أبريل 2014


خالد الجيوسي: نسخة الأردنيين من “الثامنة” والأحمر العريض في “الملف” .. اللّهجة اللّبنانية واغتصاب “أبوالدنيا لأم الدنيا”.. والسّخرية تتجرأ على لغة نصرالله المُقاومة!!

 khalid-aljaousiok


خالد الجيوسي 

أعلم كما يَعلم كثيرون أنّ مُشاهدي التلفزيون الأردني لا يتعدون أصابع الكف الواحدة هذا في حالة المُبالغة طبعاً ، لا أريد أن أتطرق للأسباب فهي كفَتح مَخزن مُغلق منذ عشرات السنين ولكم أن تتخيلوا ماذا يُمكن أن نجد لو قمنا بفتحه.

شاهدت مُصادفة وخلال انتقالي بين القنوات على أزرار “الريموت كنترول” حلقة من برنامج “الملف” والذي يُقدمه الإعلامي محمد الحويان على الشاشة الأردنية وعلمت أنه يُعرض مرّة واحدة أسبوعياً ويُناقش في كل حلقة ملفات محليّة شائكة في عمّان والمحافظات بقالب المُناظرات بين طرفين أحدهما يؤيد والآخر يُعارض على اختلاف مضمون النقاشات.

المُتابع للبرنامج بشكلٍ عام يشعر وكأنه يُتابع أحد البرامج ذات الوزن الثقيل على أحد تلك القنوات الكبيرة فالإعداد المُتقن والتقديم المُتزن يَجعلك تنسى أنك أمام شاشة محلّية خصوصاً أنك أمام حالة إعلامية تحاول أن تنفض الغبار عنها وتفتح أبواب المَخزن المُغلق التي وإن كانت بسيطة بالمقارنة في أماكن أخرى إلا أنها خطوة في طريق رفع سقف الحريات وتقبل الرأي والرأي الآخر .

أتمنى من القائمين على البرنامج أن يعيدوا النظر في يوم الخميس كمَوعد لعرضه الأسبوعي واختيار يوم آخر يتناسب مع تواجد الناس في بيوتها فالخميس في الأردن وغيره من الدول العربية يتبعه يومي إجازة وبالتالي خروج الناس أي المُشاهدين إلى الأسواق يجعل من وجود “الملف” على أجنداتهم ومتابعته أمراً صَعباً فلعلّه يأتي يوم من الأيام يتحدث الجميع عن “الملف” البرنامج الأردني كما يتحدثون عن “الثامنة” السّعودي وأحمر بالخط العريض اللّبناني ..

“أبو الدنيا يَغتصب أم الدنيا” ؟!

تُعيد هذه الأيام قناة الحياة المصرية عرض برنامج “أنا والعسل” من تقديم الإعلامي اللبناني نيشان والذي عُرض في شهر رمضان الفائت ، إعادة الحلقات التي تمتاز بالطابع الحواري جعلتني أتساءل عن هذه الموهبة الكبيرة التي يتمتع فيها نيشان لتجعله كما يُقال من أهم المحاورين العرب على السّاحة الفنية ليتنقل من برنامجٍ إلى آخر ومن قناةٍ إلى أخرى ضارباً عرض الحائط الذائقة الفنية والقامات الإعلامية التي تُرفع لها القُبّعة حيث شكّلت بدورها ظاهرة حضارية مرئية استثنائية .

هذا الابتذال المُصطنع في كلام المُذيع وحركاته وتقديمه وتقطيعه للجُمل المَدخلية في المُقدّمات الاستعراضية خلال استقباله للضّيف يودي بنا إلى حالة من التلوث البصري والسمعي فأنا كمُشاهد اعتيادي عادي لست مُضطراً لسماع “التمتيق” والثقة المُبالغة في شخصية المُقدم بلهجته اللبنانية التي صارت وكأنها قاموس المُفردات الصّحفية ومفتاح الدخول إلى شُهرة الوسط الإعلامي .

يجب ألا يتم الاستخفاف بعقل المُشاهد العربي فبعض القنوات العربية على اختلاف اتباعها للنسق والمدرسة الإعلامية الفنية عليها أن تضع في أولوياتها هذا المُشاهد بعقله البسيط والمُثقف وعلى الإعلام المصري الذي كانت له الريادة في الفن والثقافة والإعلام أن يستعيد المُبادرة ويعود إلى مكانته التي لطالما كانت أنموذجاً تشد إليه الرّحال فباتت اليوم تعتمد اللّهجة اللبنانية كلغة رسمية وكأن “أبو الدنيا” لبنان اغتصب “أم الدنيا” مصر وعلى المشاهد العربي والمصري تحديداً أن يقبل بهذا الطفل الحرام !!

يا سيدتي .. أمِن لُغة المُقاومة تَسخرين ؟

استضاف الممثل السّاخر عادل كرم في برنامجه “هيدا حكي” الإعلامية السياسية ماريا معلوف ولمن لا يعرف معلوف هي مقدمة برامج سياسية كان أبرزها “بلا رقيب” على شاشة الجديد والذي استضاف 1400 شخصية عربية وغربية على مدى أكثر من 150 حلقة فاشتهرت وعُرفت بجرأتها السّياسية منذ ذلك الحين حيث انتخبت الإعلامية الأجرأ لثلاثة أعوام على التوالي .

يبدو أن الأضواء باتب تنحسر عن الإعلامية هذه الأيام وهي تبحث عما يُعيد لها لمعانها فبرنامجها الحالي على قناة المحور المصرية لا يُحقق لها ما تبتغيه وعليها كما غيرها أن تجد مادة دسمة لتفجر جدلية جديدة علّها تعيد الأضواء لنفسها .

الإعلامية المحسوبة على قوى 14 آذار لم تجد إلا أمين عام حزب الله اللبناني السيد نصر الله لما له من هالة إعلامية لتهاجمه خلال الحلقة وتتهمه بالعمالة لإسرائيل وأنه في يوم من الأيام ستنكشف حقيقته كما انكشف غيره ، مضيفة أن شكلها لا يتناسب مع قناة المنار لتقدم برنامجاً فيها فعليها أن تتحجب وتتحدث عن العدو الإسرائيلي والشهداء ولغة المُقاومة .

يا سيدتي .. لغة المُقاومة التي تستخفين فيها وتسخرين منها هي التي تحفظ لكِ اليوم أمان مسير حياتك ، ولولا هذه المقاومة لبقيت إسرائيل تستبيح أرضكم وعرضكم الذي في المناسبة لا يحتاج إلى حجاب ليستره فالعمليات التجميلية التي تنكرين إجرائها قد يسترها ذلك الحجاب وتستطيعين حقاً أن ترتديه باللون الأزرق طوال حياتك .

كاتب وصحافي فِلسطيني

khalidjayyousi@gmail.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق