الخميس، 3 أبريل 2014

أوباما بين حانه و بين مانه
03/04/2014 [ 07:33 ]
الإضافة بتاريخ:
نزار جاف

لم تکن أمريکا في عهد جورج بوش الاب و الابن نمرا من ورق کما قال الزعيم الصيني عن أمريکا ذات يوم، لکن أمريکا في عهد باراك اوباما نمر من ضباب!   ماجرى في القرم و الذي کان بحق عرضا تراجيکوميديا استثنائيا نجح رجل الامن الشيوعي السابق بوتين في حشر اوباما المتردد و الخائف من ظله في زاوية ضيقة جدا و تحقيق إنتصار کبير عليه شبيه بذلك الانتصار الذي حققه النظام الايراني عندما سحب القوات الامريکية من العراق في عام 2011، وأهدر دمائا أمريکية أريقت في العراق لصالح جعل العراق ولاية ثالثة تابعة لطهران بعد لبنان و سوريا وهاهو قاسم سليماني يذهب بکل خيلاء الى بغداد لتنظيم و ترتيب الانتخابات کما تشاء طهران و اوباما مثل "عباس" الشاعر أحمد مطر، "يجلس خلف المتراس يقظ نبه حساس يضرب أخماسا بأسداس"!   ذلك الخطاب الناري الذي ألقاه بوتين في الکرملين و الذي إستغرق 47 دقيقة کان أفضل من اداء اوباما لکل سنواته العجاف التي أمضاها في حکم أمريکا و التي سحبت بساطا فريدا من نوعه من تحت أقدام أمريکا بذلت عقودا من أجل بسطه لکن اوباما و بفترة قياسية هيأ کل الاسباب و العوامل و الظروف التي ساهمت بتعملق بوتين و سخريته من أمريکا و الغرب کله، وهو أراد أن يمسك العصا من المنتصف فأمسك به بوتين من خناقه و جعله ينحشر في داخل البيت البيضاوي و يشغل نفسه بأي شئ ينسيه رکلة القرم التي تلقاها عن طيب خاطر في مؤخرته.   بوش الابن، بکل طيشه و حماقاته و ماجناه على امريکا والعراق بشکل خاص، لکنه کان مهاب الجانب و کلمته"واحدة"، وجعل من أمريکا ظلا للرعب مسلطا على العالم کله، لکن اوباما، صار وکما يقال بالعراقية الدارجة "حائط نصيص" أي حائط منخفض، ولذا فإنه ليس من حق بوتين وانما أيضا من حق ملالي إيران و الدواعش و غيرهم أن يتسلقونه، وبعد أن کان العالم کله يتنصت للقرار الذي يصدر من البيت الابيض، صار يتندر و يسخر من هذا البيت الذي أشبه مايکون بالزوج المخدوع أي آخر من يعلم مايجري حوله!   بين حانه و مانه ضاعت لحانا، ومن يريد بإمکانه أن يعرف قصة هذا المثل العراقي من الشبکة العنکبوتية، حيث أن اوباما بين سعيه لإرضاء الشعب الامريکي و محاولته لإنتهاج سياسة تحفظ قوة و مکانة أمريکا، صار أشبه بذلك الکهل الذي تتلاعب بلحيته زوجته الصبية و الاخرى العجوز! - 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق