الأحد، 27 أبريل 2014


هذه رسالة الى الشعوب العربية




الدكتور داوود الزبيدى
المانيا


اخوتنا وأهلنا
في حياتنا الشخصية يؤدي وقوع الخيانة إلى تدمير الثقة بين الأفراد والعلاقات بينهم ، حتى لو أقتصرت الخيانة على عدم الإيفاء بوعد 
أو عهد ناهيك عن أن تؤدي الخيانة إلى تدمير حياة إنسان أو أهانته وجرح مشاعرههذا فيما يتعلق بنا كأفراد فالخيانة لفظ ذا وقع قوي على النفس قبل الأذن ،
فما بالك بخيانة الوطن فهي أعظم وأكبر مما تحتمله أي نفس ، ويكاد يجمع البشر على مقت الخائن ، فكل فعل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررا لفاعله إلا خيانة الوطن ؛ فإننا لا نستطيع أبدا أن نجد مبرر لها ، أي كان السبب لهذا الفعل المشين فهو أبدا لا يشفع 
ومع إنقضاء ستة أشهر على اندلاع العنف العلني على الجيش و الامن و المواطنين فى سوريا , خرجت علينا الجامعة العربية لتعلن عن إدانتها لإستخدام العنف بحق المسلحين و نسيت المواطنين العزل و الجيش و الامن وهذا غباء ليس كمثله غباء يقولون جامعة الدول العربية ونراها مفرقة وليست جامعة
على الرغم من المجازر والابادة الجماعية التي تنتهكها العصابات الارهابية المتسللة الى سوريا مستخدمة كافة أنواع الأسلحة الثقيلة في الضواحي والمدن السورية ينكشف بذلك القناع عن الوجوه القبيحة للأنظمة الحاكمة ويتجلى بوضوح ما أخفته من نفاق وكذب وخيانة العهود والعقود والمواثيق
ففي الوقت الذي بدأنا سماع كلمات الشجب والاستنكار من دول غربية أجنبية من منظور المجتمع العربي والاسلامي لما يرتكب من انتهاكات بحق البشرية جمعاء في سوريا الجريحة نقف مذهولين أما التخاذل الذي يخّيم على جامعة الدول العربية والدول الاسلامية والتي كان شعارها الرنان دائما وأبدا التضامن والتعاون والدفاع المشترك فقد جاء في بروتوكول الاسكندرية بيان تأسيس هذه الجامعة أواخر عام 1944 - إثباتا للصلات الوثيقة والروابط العديدة التي تربط بين البلاد العربية جمعاء , وحرصا على توطيد هذه الروابط وتدعيمها وتوجيهها الى مافيه خير البلاد العربية قاطبة وصلاح أحوالها وتأمين مستقبلها وتحقيق أمانيها وآمالها , واستجابة للرأي العربي العام في جميع الأقطار العربية قد اجتمعوا بالاسكندرية - وهنا يتبين لنا ولكل مواطن عربي أن الجامعة العربية ليست سوى إطار شكلي يجمع بين الحكام الديكتاتوريين فقط لحفظ مصالحهم الشخصية ومن أجل تضامنهم في استبداد الشعوب وسرقة ثرواتها, فقد تجلى ذلك واضحا من خلال إجتماعاتها في القمم العربية من جهة ومن خلال مساندتها في كبح االسوريين الشرفاء بتقديمها الدعم للقتلة وتجييش علاقاتها لحماية وإعطاء شرعية قانونية لهم
إن الجامعة العروبية والتي تأسست على أساس الدم والعرق واللغة والتي لطالما إرتفعت شعاراتها العروبية الرنانة لتزرع الفتن والتعصب القومي بين جميع مكونات الشعوب داخليا وخارجيا تؤكد على موقفها المتخاذل والمتواطئ للقوى الدولية في سبيل بقاءها على سدة الحكم لتكون وصمة عار في خاصرة الأمة العربية
أمريكا دولة حديثة ولكن أصبح لها كيان ونفوذ امبراطورى في العالم وفرض سياستها في دول العالم النامي على الحكام والشعوب الذين سمحوا لها ببناء قواعد عسكرية لتقوم بضرب العراق بمساعدة الحكام الذين باعوا البلاد والعباد وبعد ذلك تسمع من الشعوب الذين لا يملكون إلا شتم أمريكا وغيرها وإذا كانت أمريكا دولة محتلة لماذا سمح العرب ببناء قواعد عسكرية لها في الدول العربية ؟ هذا قبل ضرب العراق ، الذي يستحق الشتم هم العرب انفسهم ، ومن يلقي اللوم على أمريكا فهو متخلف ولا يفقه أن الذي تآمر على العراق وفلسطين ولبنان هم العرب أنفسهم وهذه خيبة العرب على مدى التاريخ ولا زالوا يلقون اللوم على غيرهم 
وحين دخل صدام الكويت وهذا غير شرعي ذهب الكويت والخليج إلى أمريكا لكي تتدخل في شؤون العرب وكان من الممكن أن تحل كل المشاكل العالقة بين الكويت والعراق دون تدخل أي جهات أجنبية - الذي أتى بأمريكا هم الخليج وهم الذين دفعوا تكاليف الحرب على العراق ، 
أن تصرف المليارات على تدمير دولة عربية بتعاون كل العرب مع امريكا ثم نسمع الجعجعة والشعارات الكذابة عن الشهامة والرجولة أن هذه الجملة يجب حذفها من الوطن العربي وتوضع مكان هذه الجملة (التآمر على بعض والخيانة)، لو كان هناك شهامة أو رجولة ما تآمر العرب على العراق ، وسقوط العراق هو سقوط العرب ، ولكن المسألة مسألة وقت يا عرب
لا بد أن نصبح قطر واحد واقتصاد واحد، وكما تعلمون أن العالم كله يتحالف مع بعضه ونحن ما شاء الله كل دولة في وادي ، وهذا ما يضعفهم ويشتتهم ويمزقهم ، ونصبح فريسة لأي كان فأين أنتم يا عرب يا أهل الشهامة والرجولة ولكن يبدو أنه لا حياة لمن تنادي
وهذه رسالة إلى الشعوب العربية من يرى في نفسه الرجولة فليعترض على السياسة العربية التي أصبح العرب بسببها لا يساوون شيئاً بين الأمم التي تتآمر علينا ، ونحن كالأموات مهما أختلفنا في أفكارنا أو عقائدنا أو مبادئنا ، مهما ظلمنا قومنا وأهل وطننا الواحد فهذا أبدا لا يمكن أن يبرر خيانة الوطن
ثلاثة صفات أحداهن لا يكون إلا بالأخرى الغـدر ، و الخيانة والنفاق .
فالغدر يتطلب الخيانة والخيانة تتطلب النفاق ، وجميع هذه الصفات هي من أقبح وأرذل الصفات التي تجتمع 
حتى أقبح الناس صفات يكره ويمقت الخائن ويزدريه ، لأن خيانة الوطن تعني عدم المروءة بالضرورة ، والإنسان الذي لا يملك المروءة يمكنه أن يبيع عِرضهُ وشرفه كما يمكنه أن يبيع وطنه ، لأن الوطن هو بمنزلة العرض والشرف للإنسان ومن هان عليه وطنه يهون عليه عرضه وشرفه
قد نختلف مع الحاكم وقد ونمقته وحكومته قد يظلمني وطني ، قد أحيا غريبا فيه بسبب ما ألقاه من أبناء قومي وجلدتي ، لكن مامن عرف أو دين أو عقيدة أو فكر يبررخيانة وطني أنه العار نفسه أن تخون وطنك أنه عار لن يكتفي أن تلبسه وحدك بل جميع أهلك وذريتك سوف ينظر لهم شزرا سوف يزدرونهم ، ليس لأن الناس أشرار ، بل لأن الجرم الذي أقترفته عظيم ، وعظيمٌ جدا ، لذا فأنت به تظلم نفسك وأهلك وظلمك لوطنك وأهل وطنك - حتى من تخون وطنك لأجلهم ، ينظرون إليك كشخص حقير ولا يثقون بك ولا يحترمونك وأن أظهروا لك الإحترام ، فأنهم يبطنون المقت والإزدراء ، فهم يعلمون أنه لايمكن لعاقل أن يأمن الخائن ، ومن يبيع وطنه يبيع أوطان غيره بسهولة
وسنكتفي بذكر الأحياء فهاهو ( أنطوان لحد) صاحب جيش لحد ، مليشيا عسكرية قتلت اللبنانيين وروعتْ الأمنين منهم لصالح الكيان الصهيوني ، وحين أنسحب الصهاينة من أرض لبنان تخلوا عن عبدهم الخائن علنا ولم يقبلوا حتى منحه اللجوء إلى كيانهم الغاصب حتى اليهود يمقتون الخائن فمابالك بغيرهم

يذهب كل شيء ويبقى الوطن ما بقيت السماوات والأرض ، ومهما كان ، فلا عذر للخيانة ، والوطن لا ينسى من غدر به وخانه سراً أو علناً فالخيانة تبقى ، وجه قبيح لا يُجمله شيء ، وأن صفحتْ السلطات عن خائن ـ لحاجة في نفسها ـ فالوطن والتاريخ لا يصفح أبدا ، ويظلان يذكران الخائن حتى بعد موته فهما لا يغفران لخائن أبدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق