الأربعاء، 10 يوليو 2013


انفجار سيارة في الضاحية يؤدي الى دمار مبان وسيارات و54 جريحاً
أصابع الاتهام تتجه نحو الجيش السوري الحر والموساد وفريق أصولي تكفيري
مفرقعات وإطلاق رصاص في طرابلس والشمال ابتهاجا بانفجار الضاحية
لا حكومة في الأفق وتيار المستقبل يركز على فشل حزب الله مع السنّة 

09/07/2013  |  (0)

هل هي رد على عملية القصير قام بها الجيش السوري الحر ام هي في اطار الحرب على اسقاط النظام في سوريا؟ فاستهدفوا مركز تجمع قيادة حزب الله الشرعي والشعبي والقيادي؟ هل هي رد ديني لأن الشيعة هذه المرة اعلنوا عيد رمضان قبل يوم من عيد السنة وجرى تفجير السيارة في اول ايام رمضان لدى الشيعة كردّ على اعتبار السنة اصحاب المبادرة في صيام رمضان.
في كل الاحوال ان السيارة التي انفجرت، يقول خبراء، تحمل 35 كيلوغراما من مادة الـ تي ان تي المتفجرة وحفرت في الارض مترا وربعا وبقطر ثلاثة امتار. ولو كانت متوقفة امام مبنى لدمرته كلياً، لكن العصف الذي حصل في ساحة كبيرة لمرآب السيارات ادى الى تخفيف الاضرار المادية وغيرها ولكن ربما من وضع السيارة كان يستهدف من المدنيين اكثر مما يستهدف مبنى لذلك اوقفها امام مرآب للسيارات يتواجد فيه احيانا عشرات الاشخاص.

ما هو الوضع الميداني

بالنسبة لحزب الله تلقى ضربة في قلب منطقته بتفجير هذه السيارة، لكن نسبة للضاحية الجنوبية وقوة حزب الله وانتشاره واللجان الامنية التي يملكها اضافة الى امكانية استيعاب الجرحى والقتلى واعادة الاعمار بسرعة فإن هذه القنبلة لا توازي 10% من قنبلة واحدة ضربت بها اسرائيل الضاحية بالآلاف.
واذا كان الهدف ضرب الاستقرار في الضاحية وغيرها فإن الضاحية تعرضت لـ53 الف قنبلة اسرائيلية من وزن 500 كلغ ولم تؤثر عليها حتى ان محلاً واحدا من كل المحلات والمصارف وغيرها لم يختف رغم 33 يوما من الحرب مع العدو الاسرائيلي.
بالنسبة لاعداء النظام السوري واعداء حزب الله المتحالفين معهم اذا كانوا اعتبروا انهم خرقوا امن حزب الله في الضاحية فإنهم غائبون عن الوعي لأن معنويات اهل الضاحية عالية جدا ولا تتأثر بهكذا قنبلة بل تعتبرها امرا يمكن ان يحصل ومعالجته خلال ساعة او اثنتين تنتهي، وحزب الله قادر على رد الضربات في كل الامكنة اذا شعر ان فئة تريد استهدافه.
في هذا الوقت ظهر امر معيب جدا، و«عيب يا مسلحي وأصوليي طرابلس ان تطلقوا النار والمفرقعات ابتهاجا لجرح الضاحية الذي لم يؤثر عليها».

ماذا حصل مع الوزير شربل؟

اثر تفقد الوزير مروان شربل برفقة المدير العام لقوى الامن الداخلي العميد بصبوص اعترضته جموع غاضبة بدأت تضرب على سيارته وتهتف لنصر الله وتقول للوزير مروان شربل انك كنت دائماً عند الاسير الى ان تم سحب الوزير مروان شربل من السيارة وإدخاله الى شقة في الضاحية بحماية امن حزب الله والامن الداخلي والجيش لمدة اربعين دقيقة ثم خرج الوزير مروان شربل الى مكتبه.
وقع الحادث الميداني، لا شك انه يزيد من التوتر السني - الشيعي في لبنان، ولو قدّرنا ان القنبلة التي انفجرت لا تساوي 10% من القنابل الاسرائيلية، لكن لبنان عاش امس تحت توجيه ضربة من جهة مجهولة ولكن محصورة بثلاث جهات حتما هي: جهة الجيش السوري الحر، الموساد الاسرائيلي، وجبهة النصرة التي بايعت القاعدة ونفذا سوية العملية.
وحزب الله قادر على ملاحقة مصدر السيارة ومن اين جاءت بأمنه الفعال والسيارة التي انفجرت هي من نوع نيسان رباعية الدفع غير مسروقة وطالب السيد حسن نصر الله بتحقيق جدي بالتعاون مع اجهزة الدولة للوصول الى النتيجة بسرعة.
ومن الطبيعي انه من الآن وصاعدا سيصبح امن الضاحية مكثفا جدا والداخل والخارج اليها تحت المراقبة كلياً. وستعيش الضاحية من الآن وصاعدا تحت مراقبة امنية كثيفة من حزب الله اضافة الى مواقع اخرى منها حارة صيدا ومناطق اخرى في لبنان، لكن الغلبة ستكون لأمن حزب الله المنظم والذي استفزته هذه المتفجرة وسيبدأ بالعمل الامني الشديد بالتعاون مع اجهزة امن الدولة للمحافظة على وجوده وعلى مناطق سكانه وجمهوره وللمحافظة على هيبة وقوة وعزة حزب الله.
في ظل حرب تمتد من حلب الى البقاع الغربي وتمر بالقصير وبمجدل عنجر وبر الياس نزولا الى صيدا وحارة صيدا وعبرا وصولا الى مناطق اخرى لا يمكن اعتبار ان الحادث ضرب الاستقرار في لبنان، مع العلم ان جهات ذكرت ان السيارة التي انفجرت في المرآب هي انتقام لاستشهاد اللواء وسام الحسن ونفذتها مجموعة من طرابلس بالتنسيق مع عناصر من القاعدة موجودين في مخيم صبرا وشاتيلا. ويركز التحقيق حاليا على منطقة صبرا وشاتيلا والمجموعة التي تكون قد انطلقت من هناك بسيارتين، سيارة تم الدخول بها الى المرآب وسيارة نقلت شخصين كانا في السيارة الملغومة، ويميل التحقيق في اكثر الاحتمالات الى ان مجموعة من القاعدة في طرابلس مع مجموعة من القاعدة في صبرا وشاتيلا راقبت منذ حوالى شهر مناطق ضعف يمكن ركن سيارة فيها، فرأت ان المرآب هو المكان الوحيد لأنه في الشوارع وامام المباني توجد عناصر امنية لحزب الله تراقب كل شيء ولا تسمح بسيارة بالركن في مكان ما دون سؤال صاحب السيارة، اما داخل المرآب فإن اصحاب الابنية واصحاب المساكن في المنطقة يقفون بسياراتهم وبذلك فالمرآب مفتوح وتدخله السيارات على اساس ان اي انفجار في المرآب مبدئيا لا يحدث الضرر الكبير فوق العادة.

انعكاس الحادث على الوضع الحكومي

في ظل هذه المتفجرة زاد التوتر في البلاد سياسيا وتعقدت ازمة الرئيس المكلف تمام سلام في تشكيل الحكومة، ذلك انه في ظل حوادث من هذا النوع وزيادة التوتر بين السنة والشيعة نتيجة الانفجار وما حصل في الشمال من ابتهاج للحادث فيما كان اهالي الضاحية يضمدون جراحهم، كل ذلك خلق جوا لم يعد يسمح بحكومة اعتدال بل، اما حكومة وحدة وطنية او حكومة قوية من اقطاب قادرة على اتخاذ قرارات.
وفي هذا المجال علمت «الديار» ان اجتماع الرئيس المكلف تمام سلام مع الوزير جبران باسيل كان فاشلا ولم يتوصل الى نتيجة، فالرئيس تمام سلام مصمم على حكومة اعتدال ليس فيها وجوه صدامية او استفزازية كما كانت الحكومة السابقة فيما رفض الوزير جبران باسيل مبدأ قيام حكومة حيادية واعتبرها حكومة ميتة لا تنتج شيئا. وبحثا موضوع 14 آذار وتبين ان 14 آذار لا تريد دخول الحكومة وتريد ترك الرئيس تمام سلام يعالج مع حزب الله و8 آذار تشكيل الحكومة فالرئيس سعد الحريري بعد اجتماعه مع فريقه الاخير في الرياض اعطى امرا بعدم الاشتراك في الحكومة، معتبرا ان الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي خاناه وألفا الحكومة مع حزب الله ثم استقالا اثر فشلهما، والآن اختارا قطبا سنيا هو الرئيس تمام سلام وأيده تيار المستقبل لكن تيار المستقبل وضع الالغام في مسيرة تمام سلام، وسيوصل تيار المستقبل والخط السني في لبنان تمام سلام الى الفشل، وعندها سيظهر ان حزب الله ليس عنده اي شخصية سنية يستطيع ان يتعامل معها لتشكيل الحكومة. وهذا هو هدف تيار المستقبل، القول اما الرئيس سعد الحريري رئيس للحكومة او لا رئيس للحكومة، او اي رئيس سني يأتي الى رئاسة الحكومة سيكون تحت ضغط الشارع السني وفي صدام دائم مع مطالب حزب الله داخل الحكومة وخصوصا مع وزراء العماد عون. لذلك يعمل تيار المستقبل على استراتيجية مع الاصولية الاسلامية والفريق السني على جعل التعامل مع الرئيس ميشال عون غير ممكن وانه دائماً يضع العراقيل وان الوزير جبران باسيل هو المنظم في التيار الوطني الحر للعراقيل والمشاكل. ثانيا ان حزب الله و8 آذار وصلا الى مكان لم يعد يستطيع فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اجراء استشارات وايجاد شخصية سنية تؤلف الحكومة، لأن تمام سلام هو من اكثر الاشخاص اعتدالا وليس عنده اي مشكلة مع حزب الله ولا مع 14 آذار، واذا اعتذر الرئيس تمام سلام عن تأليف الحكومة سيكون على رئيس الجمهورية التفكير جديا في مخرج كبير للموضوع.

تعيين قائد للجيش

وعلى صعيد تعيين قائد للجيش بقي للعماد قهوجي شهران، واذا لم يجتمع مجلس الوزراء والنواب لتعيين قائد للجيش فإن العماد قهوجي تنتهي مدته في اوائل ايلول، والعماد عون صالح رئيس الجمهورية على اساس تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش وكان جواب رئيس الجمهورية انه لا يمكن عقد جلسة للحكومة في هذا الموضوع فرد الرئيس ميشال عون ان الحكومة اجتمعت وانشأت اللجان للاشراف على الانتخابات وهي حكومة تصريف اعمال، فترك الرئيس ميشال سليمان الامر للجنرال ميشال عون للتشاور مع الكتل ويبدو ان الوزير وليد جنبلاط وتيار المستقبل ومسيحيو 14 آذار يرفضون كليا تعيين روكز.
فيما العماد جان قهوجي هو من افضل قادة الجيوش لكن كلمة حق تقال للتاريخ ان العميد شامل روكز اذا كان ذنبه انه صهر العماد ميشال عون فإنه طوال حياته العسكرية كان غير مرتبط بالتيار الوطني الحر ولا بأي حزب وكان عسكريا وانضباطيا، ومن حظ لبنان ان يأتي شامل روكز قائدا للجيش بغض النظر عن الخلاف مع العماد ميشال عون لأنه طاقة عسكرية هامة وقادر على ضبط الجيش وادارة العمليات العسكرية وجعل الجيش اللبناني مثالا كما فعل في فوج المغاوير في رومية حيث جعله مثالا للانضباط والقوة العسكرية وبعيدا عن السياسة وهو لا يقوم بزيارات سياسية ولا يتدخل مع السياسيين باستثناء ان ذنبه الوحيد انه صهر العماد ميشال عون، وهذا الامر فيه ظلم كبير للعميد شامل روكز.

لقاء المطران مظلوم ـ ابو زينب

على صعيد آخر التقت لجنة التواصل بين بكركي وحزب الله برئاسة المطران مظلوم عن بكركي وغالب ابو زينب عن حزب الله وبحثوا كل الامور واوضح المطران مظلوم انه عندما تتحدث بكركي عن السلاح فهي لا تقصد سلاح المقاومة ضد اسرائيل بل فلتان السلاح في المدن والقرى في لبنان لانه اصبح مصدرا لضرب وتعطيل الحياة والاستقرار في كل الامكنة وان بكركي تحترم نضال حزب الله التاريخي الذي حرر الجنوب ووقف في وجه العدو الاسرائيلي وردعه وشكر له السيد ابو زينب موقفه وشرح مواقف حزب الله من نواح عديدة، وبالنتيجة تم التصريح بأن هنالك توافقا بين الطرفين على امور عديدة وان هنالك تمايزا في الرأي ببعض الامور التي لا بد من استكمال البحث فيها لكن جو الاجتماع كان ايجابيا بشكل عام ولو لم يهدف الى ايجابية لما انعقد وبقيت لجنة التواصل بين بكركي وحزب الله مجمدة.
وبالنسبة للدكتور سمير جعجع، فهو يأخذ على البطريرك الراعي اقامة لجنة تواصل بين بكركي وحزب الله ويرفض هذا المبدأ ويريد ان تكون بكركي على علاقة مع كل الاحزاب وليس لها لجنة تواصل خاصة مع حزب الله. وهو ضد البطريرك الراعي وبدأ الدكتور جعجع ينتقد البطريرك الراعي علنا وامام زواره.
والمعروف عن المطران مظلوم انه اكثر المطارنة انفتاحا وتفهما ومعرفة بالعدو الاسرائيلي نتيجة تجاربه في الجليل وتجاربه في التعاطي في الفاتيكان وعدة دول بالنسبة لطغيان اسرائيل على لبنان ولذلك فإنه شخصية صالحة لمحاورة حزب الله، والبطريرك الراعي اختاره خصيصا لذلك.
وبالعودة الى قيادة الجيش، فإن الوزير باسيل قال: نحن اكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب ويحق لنا تحديد خياراتنا. وهنا يقصد تعيين شامل روكز قائدا للجيش الا ان محادثات باسيل مع كل القادة لم تنجح فهي لم تنجح لا مع فرنجية ولا مع جنبلاط ولا مع الرئيس بري ولا نعرف الوضع مع حزب الله ولا مع المستقبل ولا مع سائر القيادات وسبب ضررا للتيار الوطني الحر في طريقة طرحه للامور حتى انه اصطدم مع الرئيس ميقاتي المعتدل داخل الحكومة به عدة مرات وعرقل امورا كثيرة ويبدو ان عون يثق ثقة مطلقة بصهره باسيل وبافكاره السياسية التي ليست ناضجة بل هي قائمة على التصادم وليس على الانفتاح والمصالحة. ومن اصل كل نواب ووزراء التيار الوطني الحر يبدو بعض ان النواب يدلون بتصاريح عادية، اما الاجتماعات والقرارات والمهمات فهي محصورة بباسيل وقد تكون احد اسباب فشل تعاون التيار الوطني الحر مع الاطراف. هنا لا بد من ان نشير الى ان الرئيس سليمان عنده حساسية خاصة على الوزير باسيل الذي يتصرف دائما ضد رئيس الجمهورية سواء في منطقة البترون وجبيل او كسروان من خلال الكهرباء وتلزيماتها وابعاد كل جماعة من مؤيدي الرئيس سليمان من جمهور نواب سقطوا في الانتخابات ويحاربهم الوزير جبران باسيل. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق