الجمعة، 3 مايو 2013


تسخين متسارع لجبهة الخليج العربي

رأي القدس

تشارك أربعون دولة، من بينها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، في مناورات بحرية ابتداء من الاسبوع المقبل، ولمدة ثلاثة اسابيع تهدف الى مكافحة الالغام البحرية، والحيلولة دون اغلاق مضيق هرمز، حيث يمر اكثر من 18 مليون برميل نفط يوميا.
الاعلان عن هذه المناورات يأتي قبل بضعة اسابيع من الموعد المحدد لاشعال فتيل حرب في المنطقة في شهر حزيران (يونيو) المقبل، مثلما تردد بعض الاوساط العربية والغربية لتدمير المنشآت النووية الايرانية.
صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية وصفت هذه المناورات نقلا عن مصادر عسكرية، بانها ستكون الاكبر في المنطقة، وان الحكومة البريطانية سترسل 19 طائرة من دون طيار تحت الماء للمشاركة فيها.
اللواء جون ميلر قائد الاسطول الخامس الامريكي المتمركز في البحرينسيتولى مسؤولية الاشراف على هذه المناورات التي ستتم بالذخيرة الحية، وتحاكي عملية التصدي لهجوم ايراني يرمي الى اغلاق مضيق هرمز، او زرع الغام لعرقلة الملاحة البحرية في الخليج العربي.
عودة الحديث عن منع اغلاق مضيق هرمز مجددا توحي بان الدول الغربية تتوقع حربا وشيكة، ولهذا بدأت الاستعداد لها بشكل مكثف، خاصة ان بعض اعضاء الوفد الاردني، الذين رافقوا الملك عبدالله الثاني اثناء زيارته الى واشنطن، ولقائه بالرئيس اوباما سربوا انباء تفيد بان الحرب المقبلة ستستهدفايران وليس سورية، باعتبارها الخطر الاكبر بالنسبة الى الامريكيين والاسرائيليين.
وهناك نظرية يتم تداولها حاليا في بعض الاوساط الشرق اوسطية الحليفة لامريكا تقول ان اسباب التلكؤ الامريكي في التدخل عسكريا في سورية، او دعم المعارضة السورية باسلحة حديثة ومتطورة راجع الى اعطاء الاولوية للتركيز على ايران ومنشآتها النووية.
في المقابل تؤكد نسبة كبيرة من المحللين السياسيين على ان ادارة الرئيس اوباما لا تريد التورط في حرب جديدة في الشرق الاوسط بعد الخسائر المادية والبشرية الضخمة التي تكبدتها الولايات المتحدة بسبب حروب الرئيس جورج بوش الابن في كل من العراق وافغانستان.
الاوضاع الاقتصادية المتدهورة في الولايات المتحدة تضيف مصداقية الى آراء هؤلاء المحللين، مضافا الى ذلك ما قاله الرئيس اوباما في اجتماعه الذي استمر خمس ساعات مع بنيامين نتنياهو، اثناء زيارة الاول لتل ابيب قبل شهر، من انه، اي اوباما، لم يعد انتخابه من الشعب الامريكي لخوض حرب جديدة في الشرق الاوسط، وانما لانقاذ الاقتصاد الامريكي من ازماته المتفاقمة.
وربما يجادل البعض الآخر في المقابل، بان الرئيس الامريكي تعهد للاسرائيليين بانه لن يسمح لايران بامتلاك اسلحة نووية، الامر الذي يدفعه للتحرك للايفاء بتعهداته هذه، خاصة ان التقارير الاسرائيلية الاستراتيجية تقول بان ايران ستمتلك القدرة على انتاج هذه الاسلحة قبل نهاية العام الحالي.
صفقات الاسلحة الامريكية المتطورة التي بيعت الى كل من اسرائيل ودول عربية خليجية تقدر قيمتها بحوالى 120 مليار دولار، تشمل طائرات حديثة وصواريخ متطورة، وطائرات تزويد الوقود في الجو (في حالة اسرائيل) مضافا الى ذلك جولة تشاك هيغل في عواصم خليجية علاوة على تل ابيب قبل اسبوعين، وحجيج زعماء ومسؤولين خليجيين وعرب الاعتدال الى واشنطن طوال الاسابيع الثلاثة الماضية، كلها توحي بان شيئا ما يجري اعداده في واشنطن ويمكن ان نرى ترجمته ربما على شكل حرب في الاسابيع او الاشهر المقبلة.
انها حرب ستكون مدمرة في حال اشتعال فتيلها، سواء قبل الانتخابات الرئاسية الايرانية (في حزيران/يونيو) او بعدها. لان ايران ليست العراق ولا افغانستانمثلما يؤكد المسؤولون فيها في كل المناسبات، وما علينا الا الانتظار ولكن بقلق شديد مع الدعاء بأن يأتي الصيف المقبل باردا وليس ملتهبا! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق