الجمعة، 3 مايو 2013


المقترحات العربية بشأن تبادل الأراضي تلاقي استحسانا من تل أبيب وانتقادات من الفصائل ومفاوضين فلسطينيين

مصادر فلسطينية تؤكد لـ'القدس العربي' أن واشنطن وعدت وفد الجامعة العربية بطرح خطة سلام جديدة في القريب
غزة ـ ‘القدس العربي’ من أشرف الهور: تفيد مصادر فلسطينية واسعة الإطلاع تحدثت لـ’القدس العربي’ أن الإدارة الأمريكية ستطرح خلال وقت قريب خطة جديدة لإطلاق عملية سلام، تقوم على أساس ما طرحه وفد وزراء الخارجية العرب، الذي زار مؤخرا الولايات المتحدة الأمريكية وقدم رؤية جديدة للتفاوض، وكذلك ستأخذ بعين الاعتبار المداولات التي أجرتها واشنطن في أوقات سابقة مع المسؤولين الإسرائيليين.
وأكد مسؤول فلسطيني فضل عدم ذكر اسمه لـ’القدس العربي’ انه ومنذ تشكيل الإدارة الأمريكية الجديدة، عقب الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها الرئيس باراك أوباما، جرى الاتفاق بين مسؤولين عرب وآخرين من واشنطن على أن يتم بلورة أفكار جديدة من قبل العرب، الممثلين في ‘لجنة المبادرة العربية’، لطرح أفكار تسهل عملية التفاوض في المستقبل، خاصة في ظل رفض إسرائيل لمبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في قمة لبنان في العام 2002.
وذكر المسؤول أن عدة أفكار طرحها وفد وزراء الخارجية العرب برئاسة رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم، على المسؤولين الأمريكيين، أهمها فكرة ‘التبادل المحدود للأراضي’، تشكل في مجملها ما يمكن تسميته ‘مبادرة عربية جديدة’، لكنه قال إن أساسها يقوم على مبادرة السعودية التي أصبحت في العام 2003 مبادرة العرب.
وتشمل الأفكار العربية الجديدة التي قدمت للإدارة الأمريكية تجديد التأكيد على أنه سيكون هناك اعترافا من قبل الدول العربية بإسرائيل كدولة، إذا وافقت على قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود الأراضي التي احتلت في العام 1967، مع إقرارها بقبول حل عادل، لقضية اللاجئين الفلسطينيين. وتشمل كذلك المقترحات العربية تجميد المساعي الفلسطينية للانضمام إلى هيئات الأمم المتحدة المختلفة، وبالأخص محكمة الجنايات الدولية، بهدف محاكمة إسرائيل، كبادرة حسن نية تجاه عملية المفاوضات المتوقعة.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن المسؤولين الأمريكيين أبلغوا الوفد العربي انه في ضوء المقترحات والأفكار الجديدة، ستقوم واشنطن ببلورة فكرة، تبحث مع الأطراف الدولية ذات الشأن (اللجنة الرباعية)، قبل أن تطرح مبادرتها الجديدة لدفع عجلة المفاوضات المتوقفة.
وتشير معلومات الى أن واشنطن بدأت بالفعل في اتصالاتها هذه، وأن من بينها الاتصال بالجانب الإسرائيلي، حيث يتوقع أن تضغط الإدارة الأمريكية على تل أبيب، لحملها على قبول الأفكار العربية الجديدة.
وتشمل مقترحات العرب الجديدة الإبقاء على الكتل الاستيطانية الكبيرة المقامة على أراضي الضفة الغربية، وهي التي قصد بها ‘تبادل محدود للأراضي’.
يذكر أن عملية المفاوضات توقفت مطلع تشرين الاول (أكتوبر) من العام 2010، عقب رفض الجانب الفلسطيني التفاوض مع إسرائيل، واشترط تجميد الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية.
وتقول إسرائيل أن مطالب الفلسطينيين هذه تعد شروطا مسبقة، وأكدت رفضها لها، لكن الجانب الفلسطيني يؤكد أنها التزامات وليست شروطا.
وكان جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الذي التقى الوفد الوزاري العربي الرفيع قال: إن مقترح تبادل الأراضي مع إسرائيل في إطار أي تسوية سلمية بينها وبين الفلسطينيين يعد ‘خطوة كبيرة إلى الأمام’.
وأكد في تصريحات صحافية تصميمه على المضي قدماً، وجعل الأطراف المعنية تجلس إلى طاولة المفاوضات ‘رغم صعوبات الماضي وما ولدته من خيبة الأمل’.
وفي تل أبيب قالت مصادر سياسية ان بلادها ترحب بسعي الوزير كيري لدفع عملية السلام، وأبدت وفق ما نشرته الإذاعة الإسرائيلية استعداد إسرائيل لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في أي مكان وزمان ودون شروط مسبقة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق