الجمعة، 9 أغسطس 2013

مصابون سوريون يتلقون العلاج في اسرائيل ويعودون الى بلادهم


مصابون سوريون يتلقون العلاج في اسرائيل ويعودون الى بلادهم

يتوجّه العشرات من المصابين السوريين سرًا عبر الحدود المعادية للحصول على علاج من الإسرائيليين للمحافظة على حياتهم، وتتم اعادتهم، بعد تعافيهم، الى بلادهم خفية حفاظا على حياتهم كما قالت مصادر اسرائيلية، ويأتي هذا في ظل القتال المستعر بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة المسلحة في الأشهر الأخيرة في مناطق قريبة من مرتفعات الجولان السورية، واغلب السوريين، الذين يتلقون العلاج في مستشفيات إسرائيلية، هم رجال في العقد الثالث والرابع من العمر، والعديد منهم مصاب بأعيرة نارية، ممن يفترض أنهم شاركوا في القتال. لكن في الأسابيع الأخيرة، كان هناك المزيد من المدنيين، الذين أصيبوا بسبب التفجيرات، بينهم نساء وأطفال، وصلوا وحدهم، وفي حال من الهلع والصدمة.
هوية المرضى تبقى سرية
 وتحت حراسة مشددة
وكانت اسرائيل أعلنت مرارًا عن سياستها بعدم التدخل فى الحرب الأهلية السورية، بغضّ النظر عن استعداداها لضرب مخازن الأسلحة التى تعتبرها تهديدًا لأمنها. وبيّن مسؤولون في تل أبيب أن إسرائيل لن تفتح حدودها المحصّنة أمام تدفق اللاجئين، مثلما فعلت تركيا والأردن، نظرًا إلى أن إسرائيل وسوريا ما تزالان في حالة حرب.
ويظهر أن أطباء إسرائيل وافقوا على استجابة إنسانية بسيطة للمأساة، التي تحدث في الدولة المجاورة، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، التي نقلت عن مسعد برهوم، المدير العام لمستشفى الجليل الغربي في نهاريا، التي تبعد نحو ستة أميال عن الحدود اللبنانية، قوله إن اغلب الجرحى "يعانون إصابات في الرأس، ويفقدون الوعي".
وتابع أن المصابين يستيقظون بعد بضعة أيام، وهم لا يعرفون أنهم في إسرائيل، إذ يسمعون لغة غريبة، ويرون أشخاصًا غرباء، وفي حال قدرتهم على الكلام، فإن أول سؤال يطرحونه هو: أين نحن؟". والمح إلى أن الجرحى ما أن يدركوا أنهم في إسرائيل حتى يشعروا بالصدمة ، مشيرًا إلى أن هوية المرضى تبقى سرية، وتحت حراسة مشددة، لضمان ألا يكونوا في خطر لدى عودتهم إلى سوريا.
ويتخذ الجنود الاسرائيليون اماكنهم قرب أبواب غرف المستشفى لحماية البالغين من التهديدات المحتملة والصحافيين المتطفلين، لكن الأطباء سمحوا بدخول الأطفال إلى العناية المركزة، شرط ألا تنشر تفاصيل يمكن أن تضرّ بسلامتهم. ومثل العديد من المستشفيات الإسرائيلية، فإن هذا المستشفى يضم خليطا من العرب واليهود، وبعض الموظفين والأطباء وممرضات وفريق عمل يتحدثون اللغة العربية، مما يتيح لهم التواصل مع الجرحى.
الجرحى يصلون إلى المستشفى
بواسطة سيارة اسعاف عسكرية
ويتلقى العلاج في مستشفى الجليل الغربي العديد من الأطفال من بينهم فتاة صغيرة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وتعاني إصابات نتيجة انفجار استهدف بلدتها، وأخرى عمرها 13 عامًا تتعافى منذ أكثر من شهر من إصابات، تطلبت جراحة معقدة لوجهها وذراعها وساقها. وكان شقيقها قد ذهب إلى أحد المتاجر القريبة في قريتهم، عندما سقطت قذيفة، أدت إلى مقتله على الفور. وقد وصل، منذ أواخر آذار/ مارس الماضي، ما يقارب 100 سوري إلى مستشفيين في الجليل. و تمت معالجة واحد وأربعين منهم عانوا إصابات بالغة في مستشفى الجليل الغربي الذي يتباهى بأفضل وحدة جراحة للأعصاب، فضلًا عن مرافق الرعاية المركزة للأطفال.
وقال الطبيب برهون إنه يشعر بالفخر لمستوى العلاج، الذي يعمل فريقه على توفيره، منوها إلى أن تكلفة العلاج بلغت حتى الآن مئات الآلاف من الدولارات، وسوف تتكفل بها الحكومة الإسرائيلية. وذكر برهوم أن اثنين من الجرحى توفيا في حين تعافى 28 منهم، ونقلوا إلى سوريا، وتبقى 11 جريحًا في المستشفى. وانتقل 52 سوريًا إلى مستشفى ريبيكا زيف في بلدة صفد الجليل، من بينهم شاب، 21 عامًا، أصيب بالرصاص وجروح جراء الشظايا، إضافة إلى امرأة خمسينية وصلت يوم الجمعة الماضي، بعد ان أصيبت بشظية في قلبها، وتم إرسالها إلى مستشفى رمبام في مدينة حيفا الشمالية لإجراء عملية جراحية.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل على الجانب التقني من العملية، فيقول الأطباء إن الجرحى السوريين يصلون إلى المستشفى بواسطة سيارة اسعاف عسكرية، ثم تعود لتقلهم بعد تعافيهم كي يعودوا إلى سوريا.
وكان الجيش الإسرائيلي، الذي يعمل أيضًا على تشغيل مستشفى ميداني وفرق طبية متنقلة على طول الحدود السورية، يرفض الإعلان عن أسماء ومواقع هذه المرافق الطبية، وذلك جزئيًا تحسبا لتدفق المئات من الجرحى السوريين. وقال الكولونيل بيتر ليرنر، المتحدث باسم الجيش، إن عددًا من السوريين وصلوا إلى السياج على طول الحدود في هضبة الجولان، ويعانون إصابات مختلفة، وان الجيش قدم اهم المساعدة الطبية على الأرض، من منطلق إنساني، ونقل بعض الحالات الصعبة للمستشفيات داخل إسرائيل. 
imagebank – AFP

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق