الجمعة، 23 أغسطس 2013


الجماعة تنفذ مخطط «حرق مصر».. وتضع الشعب أمام خيارين: «نحن أو الموت»

سكرتير محافظة الجيزة الناجى من «الحرق حياً»: أكثر من 1000 إخوانى أشعلوا النيران فى مكاتبنا ونحن بداخلها
كتب : محمد الأبنودى ومصطفى عريشة وماهر هنداوى وأحمد مصطفى وعبدالعزيز المصرىالجمعة 23-08-2013 09:28
حريق هندسة القاهرة
 حريق هندسة القاهرة
خسائر فادحة تكبدتها الدولة بعد فض اعتصامى «رابعة العدوية والنهضة»، فمن إحراق الإخوان لديوان عام محافظة الجيزة، وحتى تفجير الطابق الأخير لمبنى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وما تلاه من أحداث الجمعة الماضى، من إحراق مبانٍ حكومية وخاصة، جاء على رأسها مبنى «المقاولون العرب»، ثبت أن الإخوان ينفذون مخطط الأرض المحروقة، رافعين شعار رئيسهم المعزول: «أنا أو الفوضى».
«عبدالرحمن»: المحافظة ستتحمل تكاليف الترميم والإصلاح.. و«الحريرى»: يستهدفون إفشال الاقتصاد المصرى
وأحرق الإخوان، الخميس الماضى، 4 مبانٍ تابعة لمحافظة الجيزة، وأتلفوا الأوراق وجميع الأجهزة الكهربائية، وسُرق بعضها، كما أحرقت 13 سيارة.
«الوطن» التقت اللواء أحمد هانى، سكرتير مساعد محافظ الجيزة المشرف على الهيئة العامة لنظافة الجيزة، وهو شاهد على اقتحام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى لديوان المحافظة وأحد الذين رأوا الموت بأعينهم أثناء تأدية عمله؛ حيث قال لـ«الوطن» إنه كان موجوداً داخل مكتبه فى الساعة الواحدة ظهراً يوم الخميس الماضى بالمحافظة، ففوجئ بأكثر من 1000 شخص يقتحمون المحافظة وفى أيدى بعضهم زجاجات المولوتوف، وحاولوا إغلاق الباب عليه من الخارج، وأحرقوا مكتبه وهو بداخله، حتى خرج بأعجوبة وكان معه موظفات من الديوان، تركن المكتب لاشتعال النيران به واعتلين الطابق الثانى وقفزن إلى المبنى الإدارى من الناحية الأخرى حتى لا يحترقن ويختنقن من الدخان.
على عبد الرحمن
ووصف «هانى» من فعل ذلك بأنه «ما عندهوش قلب». وأضاف أنهم أحرقوا سيارته بالكامل، كما احترق سلاحه الخاص، وحرر محضراً بذلك، لافتاً إلى أن الموظفين هربوا من المبانى بسبب اشتعال النيران بها، فيما احتجز عدد من الموظفين بالطابق الرابع للمبنى، وأنقذتهم قوات الحماية المدنية بأعجوبة.
ولفت السكرتير المساعد للمحافظة إلى أن الخسائر بالمحافظة تقدر بحوالى 10 ملايين جنيه، مضيفا أن الاجتماعات التنفيذية للمحافظة ستكون فى المنطقة الاستثمارية بأكتوبر فى المقر القديم لمحافظة أكتوبر عندما كانت محافظة حينذاك، حتى الانتهاء من ترميم ديوان الجيزة، مشيراً إلى أن بعض القيادات والموظفين موزعون بصفة مؤقتة على بعض المبانى الخاصة بالمحافظة، حتى ينتهى العمل بالمحافظة ويعودوا مرة أخرى إلى الديوان ليمارسوا أعمالهم.
وأكد «هانى» أن الذين اقتحموا المحافظة وأشعلوا النيران بها أحرقوا 13 سيارة تابعة للمحافظة، فضلا عن أجهزة كهربائية وبعض أجهزة الكمبيوتر والتكييفات، وبالنسبة للأوراق والمستندات الخاصة بالأحياء والمدن توجد نسخ محفوظة فى أماكن أخرى تابعة للمحافظة، ومن النسخ والملفات التى أُتلفت: «ملف المناطق العشوائية» التى تم تطويرها.
أنصار «مرسى» نسفوا الطابق الأخير بـ«هندسة القاهرة» قبل أن يغادروا «النهضة».. وجامعة القاهرة: لم نكن طرفاً فى فض الاعتصام
وقال «هانى»: إن قوات الأمن ألقت القبض على حوالى 20 شخصا متورطين فى حرق مقر ديوان المحافظة؛ حيث تقوم النيابة بالتحقيق معهم لمعرفة الأسباب التى دفعتهم لذلك.
ويقول مصطفى عبدالستار، أحد الأهالى بمحيط المحافظة: إن أكثر من 1300 شخص من تنظيم الإخوان جاءوا بمسيرة من منطقتى الطالبية والعمرانية إلى ديوان محافظة الجيزة واقتحموا الأبواب وفى أيديهم زجاجات المولوتوف، وأشعلوا النيران فى الديوان، ومن كثرة عددهم هربت قوات أمن المحافظة على البوابة من السور الخلفى خوفا على حياتهم من بطش الإخوان.
وأضاف أن الإخوان كسروا الباب الحديدى للمحافظة واقتحموها، وتابع: «لحظات ووجدنا النيران تخرج من المبانى التابعة للمحافظة، وفرّ بعض الموظفين، فيما قامت قوات الحماية المدنية بإنقاذ الباقين بعد ذلك».
فى سياق متصل، قال الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة: إن شركة المقاولون العرب بدأت أعمال إصلاح آثار الحريق الذى شب فى مقر ديوان عام المحافظة الخميس الماضى ورفع المخلفات، وإنه خلال يومين ستعد الشركة تقريرا شاملا عن الأعمال التى ستنفذ، وكذلك إعداد جدول زمنى للانتهاء منها، مشيراً إلى أن الخسائر تقدر بملايين الجنيهات.
أبو العز الحريري
وأضاف أن كلية الهندسة بجامعة القاهرة أكدت أن الهيكل الأساسى للمبانى سليم، ويمكن إعادته إلى ما كان عليه، وحالة المبانى تسمح بالترميم والإصلاح. وجاء ذلك خلال معاينة المحافظ لمبانى المحافظة التى احترقت؛ حيث أكد أن النيابة العامة وإدارة المعمل الجنائى عاينتا المبانى لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وأوضح «عبدالرحمن» أن المحافظة ستتحمل تكاليف إصلاح آثار الحريق، وخلال أسبوع سيتم الانتهاء من إصلاح جزء من المبنى الإدارى، تمهيداً لعودة الموظفين على مراحل؛ حيث تم توزيع الموظفين على مبانٍ أخرى تابعة للمحافظة، لاستمرار تقديم الخدمات لمواطنى الجيزة. وأضاف أنه جرى التنسيق مع مديرية أمن الجيزة لتأمين جميع المبانى التابعة للمحافظة.
وانفجر الطابق الأخير للمبنى الرئيسى لكلية الهندسة بجامعة القاهرة، لتشتعل النيران فى المكان كله، بعد ساعات من فض قوات الأمن اعتصام «نهضة مصر»، وإخراج أنصار الرئيس المعزول من مبنى الكلية، الذين دخلوه ليحتموا به من الأمن، وتحصنوا داخله.
من جانبه، قال العقيد ياسر محمد، مدير أمن جامعة القاهرة، إنهم سمعوا دوى انفجار حوالى الساعة 12 ظهراً، فى اليوم الذى أعقب فض الاعتصام، ثم اشتعلت النيران فى الطابق الأخير للمبنى الرئيسى للكلية.
وأكد «محمد» لـ«الوطن» أن أفراد الأمن المدنى للجامعة كانوا موجودين داخل حرم كلية الهندسة، ولم يصابوا بأى سوء، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من سيارات المطافئ سيطرت على الحريق فور اندلاعه.
من جهة أخرى، شكلت جامعة القاهرة لجنة من المتخصصين لتحديد صلاحية المبنى وحصر التلفيات وتقدير مبالغ الإصلاحات. وأكدت الجامعة أنها لم تكن طرفاً فى فعاليات فض اعتصام «النهضة»، ولم تستخدم مبانيها لذلك فى أى وقت، نظراً لإدراكها أن ذلك مسئولية أجهزة الأمن المعنية، وللتأكيد أن الجامعة ملك لكل المصريين، وأن مبانيها ومعاملها وجميع مقدراتها حق أصيل لهم.
وأوضحت الجامعة، فى بيان لها، أن الحريق دمر جميع محتويات الطابق الأخير، بالإضافة إلى تكسير كل المكاتب والأجهزة والخزائن الحديدية الموجودة بالمبنى.
وقد بدأت جهات التحقيق والنيابة تقصى أسباب حريق مبنى شركة «المقاولون العرب» الذى اندلع مساء الجمعة الماضى، أثناء محاولات «الإخوان» وأنصار «المعزول» اقتحام قسم شرطة الأزبكية، المواجه للمبنى، ويغلب بين العاملين فى الشركة أن الحريق متعمد، مرجحين استهداف مكاتب للجهاز المركزى للمحاسبات فى الدورين السادس والسابع، مخصصة لمراقبة أعمال الشركة التى سيطر الإخوان على إدارتها منذ سبتمبر 2012، عندما عين محمد مرسى أسامة الحسينى، المقرب للجماعة، رئيسا لها، الذى استقال فى اليوم التالى للحريق.
وقال مصدر مسئول فى الشركة: إن مؤيدى «مرسى» منعوا وصول عربتى إطفاء وأحرقوا إحداهما، ما يعزز شبهة تعمد حرق المبنى لتدمير مستندات حول مخالفات ارتُكبت خلال الشهور الماضية، وستتولى لجنة فنية تقدير قيمة الخسائر وتكاليف إصلاح مبنى «المقاولون العرب» فور انتهاء التحقيقات ومعاينات النيابة.
يُذكر أن المبنى استأجرته شركة «المقاولون العرب» من الهلال الأحمر المصرى، وتشغل الشركة ستة أدوار به للإدارة والسجلات المالية والتأمين، إضافة إلى مكاتب تتبع الجهاز المركزى للمحاسبات. وذكر إبراهيم محلب، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن هناك نسخاً إلكترونية محفوظة على الحاسب الآلى من ملفات ومستندات الشركة، مؤكداً أن الوزارة ستقوم بتقديم الدعم اللازم للحيلولة دون تأثر أعمال الشركة.
من جهة أخرى، قال عاطف ملش، رئيس قطاع مكتب وزير المالية: إن استهداف مبنى الوزارة بالحرق يأتى ضمن ما شهدته البلاد من تخريب متعمد للممتلكات العامة والخاصة ومؤسسات الدولة من قِبل أنصار الرئيس المعزول. وأضاف أن الحريق الذى شب فى المبنى الأربعاء الماضى واستمر يومين تسبب فى خسائر فادحة بأبراج المالية بخلاف تدمير أكثر من 80 سيارة وأتوبيسا تابعة للوزارة، ويجرى حاليا حصر شامل لما دمره الحريق.
وقال: إن لجنة فنية من «المقاولون العرب» وهيئة بحوث البناء تشكلت لإجراء معاينة فنية للمبنى للاطمئنان على أساساته، خاصة فى الأدوار التى تعرضت لتدمير كامل، وإعداد خطة بتوقيتات محددة لإعادة مبنى الوزارة لطبيعته، مؤكدا أن جميع وثائق ومستندات الوزارة مؤمنة تماما بأرشيف إلكترونى.
من جانبه، قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق: إن تنظيم الإخوان لجأ للعنف والتخريب المتعمد لمنشآت الدولة والهيئات، بعد أن انكشفت ألاعيبه وحيله التى كان يستخدمها لخداع الشعب والبسطاء من المواطنين.
وأضاف أن آخر أوراق التنظيم فى مصر سقطت بعد أن فشل فى حشد المواطنين وإقناعهم بالتظاهر فى مليونية راهن عليها للعودة إلى ما قبل ثورة 30 يونيو؛ حيث جاءت المليونية ضعيفة وقليلة الحجم، الأمر الذى كشف حجم الإخوان الطبيعى أمام العالم كله.
وأوضح «السعيد» أن التكتيك الذى يتبعه التنظيم حاليا، باستهداف منشآت الدولة، يستخدمه بغباء سياسى وعنف غير مسبوق، عكس ما كانت تفعله القوى الثورية المعارضة أثناء العام الذى تولى فيه التنظيم الإخوانى مقاليد الحكم؛ حيث كانت جبهة الإنقاذ والقوى الثورية تحاصر الهيئات الحكومية وتعتصم بشكل سلمى، مثلما حدث عندما اعترضت القوى على حركة المحافظين قبل رحيل نظام الإخوان بأيام؛ حيث منعت المحافظين من دخول مكاتبهم بشكل سلمى، دون استخدام أى أسلحة أو اللجوء إلى العنف والإرهاب كما يفعل التنظيم الآن من حرق المنشآت وتدميرها وتخريبها، مثلما حدث بحرق محافظة الجيزة ومبنى «المقاولون العرب»، وتفجير خطوط السكك الحديدية فى مطروح.
ولفت «السعيد» إلى أن التنظيم لجأ إلى العنف ومحاولات التخريب، التى استطاع أن ينفذها فى بعض الأحيان؛ لأنه يريد أن يضع المجتمع أمام أحد خيارين: إما الخضوع لحكم المرشد وإكراه المصريين عليه، وإما الدمار والفوضى والتخريب والعمليات الإرهابية.
وأكد أن التنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة بالمحاولات اليائسة التى يقوم بها تحت اسم «الإرهاب الفردى»، بعمليات إرهابية فردية، بحرق منشأة أو قنص شخصية أو ما شابه ذلك، لافتا إلى أن التنظيم الدولى للإخوان سيجرى محاولات، خلال الأيام المقبلة، ستتصدى لها الدولة، التى بدأت تستعيد قوتها وتنهض من غفوتها.
ويتفق مع «السعيد» أبوالعز الحريرى، المرشح الرئاسى السابق، الذى أكد أن استهداف الإخوان لمنشآت الدولة بعمليات تخريبية يرجع إلى سعيهم وعبثهم لإحداث ارتباك وقلق وتعريض الاقتصاد القومى لما يؤثر على مسيرته، لبث القلق فى نفوس المواطنين، وإيهام الرأى العام أن حال البلد لن ينصلح إلا بوجودهم فى الحكم.
وأضاف «الحريرى» أن الحل الحقيقى لمواجهة هجمات الإخوان على المنشآت وكيانات الدولة يتمثل فى تفعيل القانون وردعهم بشىء من العنف من جنس صنيعهم، فضلاً عن تصدى الجماهير والشعب لهذه المحاولات كما حدث أن شاركت الجماهير فى فض اعتصاماتهم غير السلمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق