السبت، 29 يونيو 2013

اسرار، نتائج الثورات العربية

اسرار، نتائج الثورات العربية

التدخلات الخارجية ، حزب الله والحريري، والمستفيد هو…؟

الاسباب الحقيقية والنفسيّة التي دفعت وراء اندلاع الثورات في العالم العربي الذي تحوّل من ربيعٍ عربي إلى دماءٍ تسفك وتهدر باسم التطرفات المذهبيّة والدينيّة.
مقبرةٌ عربيةٌ يترأسها الإرهابيين المختبئين بحججٍ دينيّة لا تمت للأديان والإنسانية والمبادئ الأخلاقيّة بصلة.
الحكومات العربية التي حكمت منذ 1960 و1970 حتى اليوم سبب كل هذه الحروب اليوم. فجيلنا يدفع ثمن ظلم ديكتاتوريّة الحكماء الذين فرضوا قوانينهم بقمع حقوق وحريّات شعوبهم، ودهسوا بحذائهم الذهبي على كرامات المواطنين فأذلّوهم. وتفشّى الظلم والجوع والجهل والأميّة والعوز.
تمّ إلغاء الطبقة الوسطى لينقسم الناس بين فئة حاكمةٍ في غاية النفوذ والثراء، وأغلبيّة مقموعة مكبوتة محرومة من كل حقوقها الإنسانيّة.
وبعد حادثة يوم الثلاثاء الموافق 11سبتمبر 2001  تمّ تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها. الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأميركية البنتانجون، وسقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية 24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.
وقد أحدثت هذه العملية الإرهابيّة تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية، والتي بدأت مع إعلانها الحرب على الإرهاب، وأدت هذه التغييرات لحرب على أفغانستان وسقوط نظام حكم طالبان، والحرب على العراق، وإسقاط نظام صدام حسين هناك أيضا.
الثورات العربية تمثّلت بحركة احتجاجية سلمية ضخمة انطلقت في بعض البلدان العربية خلال أواخر عام 2010 ومطلع 2011، متأثرة بالثورة التونسية التي اندلعت جراء إحراق محمد البوعزيزي نفسه ونجحت في الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، وكان من أسبابها الأساسية انتشار الفساد والركود الاقتصاديّ ، إضافة إلى التضييق السياسيّ والأمني وعدم نزاهة الانتخابات في معظم البلاد العربي.
نجحت الثورات بالإطاحة بأربعة أنظمة حتى الآن، فبعدَ الثورة التونسية نجحت ثورة 25 يناير المصرية بإسقاط الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ثم ثورة 17 فبراير الليبية بقتل معمر القذافي وإسقاط نظامه، فالثورة اليمنية التي أجبرت علي عبد الله صالح على التنحي.
وقد بلغت جميع أنحاء الوطن العربي، وكانت أكبرها هي حركة الاحتجاجات في سوريا. تميزت هذه الثورات بظهور هتاف عربيّ أصبح شهيرًا في كل الدول العربية وهو: ” الشعب يريد إسقاط النظام.
ولكن هل الديمقراطيّة التي يطالب بها الشعب العربي يصلح تنفيذها وعيشها بمفهومها الحقيقي؟ هل يعي اللشعب كيفية تطبيقها بعد الظلم الذي عشعش في رؤوسهم طوال سنوات؟ أيمكن الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطيّة بمجرّد قتل رئيس أو إزاحته عن العرش؟
إن العامل الاقتصادي بما يعنيه من ضعف الاقتصادات في دول الربيع العربي بالإضافة الى الفقر والبطالة والتهميش كان له الدور الأكبر في تحريك أحداث الربيع العربي ، ومن الطبيعي أن يكون لهذه الأحداث،  وهذا التحول التاريخي أصداؤه وتداعياته العالمية والإقليمية في منطقة لها كل هذه الأهمية والحيوية، فالولايات المتحدة تتابع كل ما يجري، وتعمل في الخفاء والعلن لحماية مصالحها. والأمر ذاته ينطبق على دول الاتحاد الأوروبي، وعلى الصعيد الإقليمي  فإن إسرائيل تبدي أكثر من موقف، لكنها في الوقت ذاته متوجسة مما يجري ، ومن احتمالات وتداعيات قد لا تكون في الحسبان. والأمر ذاته ينطبق على إيران القلقة على نفوذها في المنطقة وتمددها، أما تركيا فنراها تنشط لتزيد رقعة نفوذها في المنطقة العربية وشعبيتها، مستغلة تأييدها لأحداث الربيع العربي.
نذكّر بأنّ الثورة فعل جماهيري شامل يظهر عندما تتأزم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتصبح أحوال الناس لا تطاق، وعندما تتباعد الافكار ما بين الحكام والجماهير وتغيب وسائل التعبير السلمي عن المطالب لا تجد الجماهير أمامها إلا التحرك لتغيير الأوضاع تغييراً جذرياً. فبعض الثورات تكون سلمية ولا يراق بها الدم، فتنعت بأسماء دالة على ذلك كالقول بالثورة البرتقالية، وثورات أخرى ارتسمت بالدموية كالثورة الفرنسية والمشاهد العربيّة.
ولكن هل يصلح مصطلح الربيع العربي الذي أطلقه الغرب على هذه الأحداث؟
يا عرب، لا تغرقوا في التطرفات والدماء ولا تقتلوا بعضكم باسم الدين! هل هكذا تسعون إلى تحقيق ضمان الحرّيات العامّة وحقوق الإنسان، وضمان حريات التعبير والتجمّع والتنظيم، وإرساء قواعد الديمقراطية والتنمية الاقتصادية، ومحاربة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعيّة.
إليكم بعض من الأحداث التي نتجت عن هذه الثورات باختصارٍ شديد:
-       وصول الاخوان للحكم في مصر، والتهجّم على اهل الفنّ، اضطهاد النصارة والشيعة.
-       تفشي الإرهاب في ليبيا واليمن وسوريا ولبنان.
-  إصدار فتاوى النكاح واللّواط في سوريا، وأكل القلوب البشرية الحيّة من قبل الجيش الحرّ.
-  خسائر بشرية كبرى في البلدان العربيّة، وسوء الأوضاع الإقتصاديّة، وخسائر في الملكيّات في كل مكان، وتحويل المطابة بالديمقراطيّة إلى تسوية دماء بين المذاهب والأديان، ومحاولة إلغاء طائفة لمصلحة طائفة أخرى.
-  تحويل مسجد بن بلال ربح إلى قلعة تحتوي على أسلحة وقذائف في صيدا، الإعتداء على الجيش اللبنانيّ، وإصدار فتوى الجهاد ضدّ سياج الوطن في لبنان نتيجة وقوع الفتنة بين أهل السنّة والشيعة.
-  وفي اليمن لم يتجاوز التغيير حتى الآن رأس النظام، حيث 
ما زالت بعض القيادات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في مواقعها. ولا تزال اليمن تعاني من الصراعات الداخلية التي شملت المؤسسة العسكرية أيضاً، بالإضافة الى ما يسمى ” الحراك الجنوبي “، وتحركات تنظيم القاعدة، ونهجها التدميري.
الثورة فعل جماهيري شامل يظهر عندما تتأزم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتصبح أحوال الناس لا تطاق، وعندما تتباعد الافكار ما بين الحكام والجماهير وتغيب وسائل التعبير السلمي عن المطالب لا تجد الجماهير أمامها إلا التحرك لتغيير الأوضاع تغييراً جذرياً. فبعض الثورات تكون سلمية ولا يراق بها الدم، فتنعت بأسماء دالة على ذلك كالقول بالثورة البرتقالية، وثورات أخرى ارتسمت بالدموية كالثورة الفرنسية والمشاهد العربيّة.
ولكن هل يصلح مصطلح الربيع العربي لاذي أطلقه الغرب على هذه الأحداث؟
يا عرب، لا تغرقوا في التطرفات والدماء ولا تقتلوا بعضكم باسم الدين! هل هكذا تسعون إلى تحقيق ضمان الحرّيات العامّة وحقوق الإنسان، وضمان حريات التعبير والتجمّع والتنظيم، وإرساء قواعد الديمقراطية والتنمية الاقتصادية، ومحاربة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعيّة.
يا اهل السنّة إننا جميعنا إخوة، أنسيتم جملة الشهيد جبران تويني: ” مسلمين ومسيحيين إلى أبد الأبدين”؟! ألا تذكرون اننا حملنا جميعنا القرىن والإنجيل والعلم اللبناني وتظاهرنا يوم استشهاد رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري؟ لقد زرفنا جميعنا الدموع على شهدائنا إن كنتم خسرتم الشهيد رفيق الحريري، وباسل فليحان واللواء حسن فالمسيحيين خسروا جبران تويني، والزعين بيار جميّل، الصحافي سمير قصير، جورج حاوي، وليد عبدو، انطوان غانم، والشيعة أمهاتهم زفّوا بدموعهم ابنائهم المقاومين من أجل تحرير الجنوب وحرب تموز. ولا ننسى أنّ حزب الله أعاد إلى اللبنانيين كرامتهم بتحريره من العدوّ الإسرائيلي.
كلنّا خسرنا، في الإعتداءات الأخيرة، سقط شهداء دروز ومسيحيين ومسلمين. ولكن هذه المرّة لماذا استشدهوا؟ لمنع الشيح أحمد الأسير وجماعته من الإرهاب بعد إعتدائه على الجيش اللبناني الشريف المناضل الذي كان يؤمن حمياته.
حزب الله متّهم برفضه تسليم سلاحها للجيش وبالعمل مع نظام بشار وقوات ايران، لنفاجأ بالأسير الذي حاول الظهور للإعلام كمواطن عاديّ سلمي يرفض رفع السلاح وهدفه نزع سلاح حزب الله، يطالب السنّة بالانسحاب من الجيش اللبناني ويعتدي على جيشنا ويحصل على اسلحة وذخائر وقذائف ما يبرهن انّ كلّ كلامه في السابق كان مجرّد نفاق فهو مجرّد إرهابي تحرّكه قياداتٍ كبرى وتسلحه. إنّ الأسير ومقاتليه على مختلف جنسياتهم مجرّد عصابة مدسوسة لشلّ لبنان، والسنّة بريئون منهم.
هل من واجب رجال الدين الدعوى للقتال؟ هل يليق ذلك باتحادهم الروحاني بربّ العالمين؟ هل هذه هي تعاليم الله والقرآن الكريم يا مسلمين؟ هل هذا هو إسلامكم ان تكفروا الشيعة وتنعتوهم بعبادين الأوثان والقبور وتدعوا بقتلهم؟ وإن كان الشيعة بنظر من يشتم ويحكم بذبحهم كافرين فماذا عن الدروز والمسيحيين الذين يؤمنون بأنّ المسيح هو ابن الله؟ هل سينتقلون من هدر دماء الشيعة إلى إلغاء الطوائف الأخرى باسم سنّة محمد؟
لا يا اخوتي، فلا اكراه بالدين وإنّ الله غفورٌ رحيم ولا يدعو إلاّ للمحبّة والعيش بسلام، وهو الوحيد الذي يحقّ له ان يكفّر ابناءه يوم الدينونة ليفرض مشيئته.
نحن ندعو إلى اللاطائفية فليس هناك من طائفة تستطيع ان تلغي طائفة أخرى. هل هذه هي العلمانيّة؟ بدلاً من ان نحبّ بعضنا ونتقبّل بعضنا رغم اختلافاتنا ندعو للجهاد ضدّ بعضنا البعض؟
حربٌ أهليّة باسم اي إله هذا يا اخوتي؟ انّ الله لبريء من كل مسيحي او مسلم  يقتل أخيه بالإنسانيّة باسمه لأن ما يخرج من الأفواه داعياً للدماء لا يخرج إلاّ من افواه الشياطين وليس رجال الدين والعقلاء.
إننا اليوم بحاجةٍ إلى الحكمة والتضامن وإلاّ فكلنا سنسأم من لبنان الذين تتشاجرون عليه وكأنه لا يستطيع ان يسعنا جميعنا. هل تريدون من اولادكم ان يهربوا إلى الغرب لاعنين هذه الأرض الغالية وخائفين من الموت الحتمي؟
كلنا ابناء الله وقلبه يسعنا كلنا فكفاكم جميعكم أيًا تكن طائفتكم تفرضون ارهابكم باسم الإيمان. فالمستفيد الوحيد من شهدائنا هي اسرائيل فلا تكونوا عملاء لها بعمى بصيرتكم ولا تسمحوا لأحدٍ ان يغسل أدمغتكم.
وإني أدعو بيت الحريري وعلى راسهم سعد واحمد الحريري الظهور في الإعلام وإعلان مواقفهم وتوجيهاتهم لكي بهدأ الشارع السنيّ ولا ينجرف ابناء السنّة بهذه الفتنة، وان يمنعوا تدخلّ السعوديّة وقطر أو اي بلد عربيّ في المشاكل الداخلية في لبنان قبل أن نشهد سقوط شهداء وجرحى اكثر، وقبل ان تنتقل هذه الاشتباكات إلى بيروت التي اعادها إلى الحياة الشهيد رفيق الحريري.
إنّ الجيش اللبناني قادرٌ على حماية شعبه وهو لكلّ الطوائف ولا يريد تدخلّ أي بلد عربي بشؤونه الداخليّة.
مسلمون ومسيحييون يداً بيد فلنقضِ على الإرهاب، ولنكن علمانيين بتعاملنا مع بعضنا، مؤمنين بالمحبّة والسلام والعيش الكريم لجميعنا على هذه الأرض. فالأرزة اللبنانيّة لنا كلنا ولا يمكن لتراب لبنان أن تمشي عليه طائفة دون الأخرى. كلنا لدينا مخاوف على طوائفنا، السنّة والمسيحيين والشيعة والدروز ولكن ليست هذه الطريقة الحضارية والربانية التي تصلح لنترجم من خلالها رعبنا، بل هذه طريقة لا يرسمها إلاّ ابليس فارجوكم يا أهلي اتحدوا وقفوا بوجه الفتنة ولنهتف جميعنا: يحيا لبنان وليسقط الإرهاب!
والمستفيد كل طامعٍ بارض لبنان…
- See more at: http://www.taraghazal.com/2013/06/%d8%a7%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%b1%d8%8c-%d9%86%d8%aa%d8%a7%d8%a6%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9%d8%8c-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%af%d8%ae%d9%84/#sthash.2qv5sfuE.dpuf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق