الثلاثاء، 3 فبراير 2015

معهد الموسيقى في غزة يتألق في برنامج المواهب العربية

غزة – من نضال المغربي: في برنامج «أرابز غوت تالنت» ذي الشعبية الواسعة للمواهب العربية في بيروت أبكى خمسة أطفال فلسطينيين يضعون حول أعناقهم غطاء الرأس الأبيض والأسود لجنة التحكيم الشهر الماضي وهم يؤدون أغنية تراثية وحصلوا فورا على تذكرة المرور إلى النهائيات.
وفي قطاع غزة كان هناك كثير من البكاء واحتفال خاص في معهد إدوارد سعيد للموسيقى الذي تدربت فيه الفرقة المكونة من أربعة غلمان وبنت أعمارهم بين 12 و16 عاما.
في السنوات الثلاث الماضية تفرغ أنس النجار المدرس بالمعهد لهذه الفرقة وراح يصقل مهارات العزف لدى أربعة من أفرادها على القانون والعود والطبلة والفلوت بينما درب العضو الخامس على الغناء الصادح المجلجل.
سيظهر الخمسة في بث حي في النهائيات يوم 28 فبراير/ شباط لذلك طلبت منهم قناة «إم.بي.سي» الامتناع عن التحدث مع وسائل الإعلام. لكن نجاحهم – الذي عبرت عنه مشاهدة لأدائهم أمام اللجنة في فيديو على «يوتيوب» بلغ عدد مراتها 8.7 مليون مرة- سلط الضوء على المعهد الذي تلقوا تدريبهم فيه.
يشغل المعهد طابقا في مبنى بسيط تملكه جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في تل الهوا وهو حي للطبقة الوسطى في مدينة غزة.
لا يلفت المبنى الانتباه من الخارج.
في الداخل صفت صور الموسيقيين العرب والأجانب على الجدران – المؤلف الموسيقي الروسي الشهير بيتر تشايكوفسكي بجانب كمال الطويل المؤلف الموسيقي المصري الشهير- والفصول خلايا نحل حيث اختبارات القدرات لعشرات الطلاب.
عندما بدأ المعهد عام 2008 كان مشروعا لمؤسسة عبد المحسن القطان التي تدير برامج ثقافية في العالم العربي ثم استحوذ عليه معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في 2012 وأصبح فرعه الخامس في الأراضي الفلسطينية.
كل عام يتقدم أكثر من 250 طالبا للالتحاق بالمعهد الذي يقبل منهم ما بين 30 و40 طالبا. ويلقي أعضاء هيئة التدريس وعددهم 13 محاضرات نظرية ويعطون دروسا فردية ويوجهون فرقا صغيرة لتكوين فرق أوركسترا كبيرة.
قال خميس أبو شعبان وهو مساعد إداري بالمعهد «الموسيقى هي الكفيلة بأن تنقله (الطالب) من هذا العالم المضغوط جدا الذي يعيش فيه إلى عالم آخر أكثر راحة.»
في غرفة للتدريب على الأداء تعمل الأوركسترا بتركيز شديد ويطلب قائد الاوركسترا (المايسترو) من العازفين الاعادة لضبط النغمات. ويعير المعهد للطلاب الآلات الموسيقية التي اشتراها من مصر أو سوريا أو حصل عليها كهبات من صندوق بلجيكا للموسيقى.
قال فراس الشرافي (11 عاما) الذي يتدرب على آلة القانون منذ كان في الرابعة «الموسيقى هي لغة السلام والمحبة. الموسيقى هي غذاء الروح. والموسيقى هي التي تدخل علينا الفرح وقت الحزن.»
تكتسب الموسيقى شعبية بين الشبان في غزة لكنها لا تزال من المجالات التي تجذب عددا قليلا. فبينما كان طلاب المعهد يتلقون تدريبهم الأسبوع الماضي تخرج نحو 17 ألف شاب في مخيم تدريب عسكري استمر أسبوعا أدارته حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تدير القطاع منذ 2007.
بالنسبة لمن جذبتهم الموسيقى في غزة هناك اهتمام يسبق غيره: تحسين الأداء وتشجيع فرقة الخمسة على أمل أن يكونوا أول فلسطينيين يحصلون على جائزة «أرابز غوت تالنت».
قال أبو شعبان «الكثير من العمل قد تم بذله مع هذه المجموعة من الأطفال.» واستطرد «نحن نتمنى لهم الفوز».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق