الاثنين، 2 فبراير 2015

طرزينة الكساسبة 
لازالت الامطار تتساقط , والريح تصفر , اروقة الخيام تتمايل في الريح كاعلام الدول الهزيلة ,طفلةٌ تئن على فرشة مبللة في الماء المتسرب من اطراف الخيمة وترقص بردآ وسعالآ, وام ترفع يديها لتطاول سماء الخيمة , تشكو العرب وتهجوهم.. في اليرموك جلود اللاجئين التصقت بعظامهم جوعآ بظلمآ جائرآ...تصفر الريح في سراويل الايتام على ارصفة المدن الهزيلة وترجف ايديهم على نوافذ السيارات علّهم يُسّوقون بضاعة هزيلة مغنمها رغيف خبز
من هنا يمر السادة والعبيد ايضآ بفارق ان الاول ينتعل سيارة فارهة والاخر ينتعل الثرى والغبار وكامل اركانه يرتجف بردآ ويمتد مع الرصيف بلا نهاية لحكاية بلاد النفط والبترول والدولار بمواطنين يرتجفون بردآ ويموتون بجلد التصق بالعظم جوعآ.. وثمة من يحتفل بعيد جلالته او انطلاقة حركة التحرر ولم يتحرر شبر او رملة واحدة من وطن كل ماتبقى منهُ لاجئون في كل اصقاع الارض حتى المناطق المتجمدة تلك التي تأنفها الذئاب وان كانت قطبية باتت حلم يزحف اليه عرب وافارقة تحت لسعات سوط لايرحم ليل نهار دون كلل او ملل ...عند ادراك الدائرة القطبية يقولون انتهت الرحلة ..عبارة رائعة بامتياز نعم انتهت الرحلة اذا لم يعد في الطريق مسافة اخرى لتقطع
نعم انتهت الرحلة في النهايات النائية للقطب المتجمد ..اهلا وسهلا بكم ضيوف الثلج والزمهرير وبلاد العجائز التي يدركها الموت دون ان يعلم احدآ بها ... تصافح على ارصفة المدن الثلجية عربي مد لك يده وتقول انا فلسطيني لاجيء موطني فلسطين المحتلة وتسأله وانت من احتل بلدك ؟! تصعقك الاجابة المبتورة لافرق بين محتل جاء من خارج الحدود وبين من جاء من داخل الوطن ...وتختزل المسافة بعبارة واحدة فقط لافرق ..عبارة مبتورة مثل الوطن المبتور ...مثل كل اطراف الاطفال التي بترت بقنابل صديقة ومثل كل القنابل التي شردت اسر ...مثل كل الامهات التي تمشي تهذي مالم تأكل نهدها تأكل قذيفة او تطير مع مفخخة ...في الريح ..وعين الله ترعاكِ ومن نجت لاتحتضنها ارصفة المدينة بل خيمة في عراء خلف الحدود
تَنعمي يا اختاه بملابس مستعملة من مخلفات الشعوب وبعض علب السردين ...وانشري غسيل العرب كل العرب على حبل بين خيمتين ووتد... ولاتأكل الحرة نهدها وتأكل الغواط والقذائف وصفير الرياح في سروالها ...تصرخ انا لست عائشة ... الا على الذل والمهان كي يسوق الحمقى ثأر الموتى ..ولا شأن لي بالموتى وان كانت اسماءهم حسن او حسين معاوية او يزيد او حتى ينقص ...انا من انصار الفلاحة والكدح والعرق ...تصفر الريح وتضيع في الريح طفلة وتلد الحامل في غرفة من صفيح على اطراف غزة المحاصرة بالجوع والهوان ... ويتعارك مشردوا حروب العرب مع المسافة والركام واوتاد الخيام ويدنوا الحلم من كرتونة على ظهر شاحنة زرقاء كتب عليها اغاثة الامم المتحدة فاين اغاثات العرب
والفضائيات تتباكى ليل نهار والخطاب لازال هو الخطاب ..تحرير ... الثورة ...الاسلام السياسي ..الاسلام الطائفي ..الارهاب والباذنجان ...والتحالف الجوي من المريخ حتى زحل... ولايجرؤ جندي واحد على المشي بين حلب والموصل حتى لو سار بركب الاساطيل وطائرة الكساسبه طرزينه في هيئة الطائرة الامريكية فانتوم ١٦ صممها الاميركان للعرب خصيصآ واحمق من يظن انها توازي مثيلاتها في اسرائيل الا في المظهر الخارجي فقط وفارق العلمين على مؤخرة كل منها بفارق كبير ان مؤخرة الاسرائيلية محمية ومصانة بتقنية امريكية ختم عليها بعبارة (اسرائيل تحميها امريكا ), اما الاردنية فمؤخرتها مثقوبة سلفآ مفرغة تمامآ من التقنيات التي تحمي مثيلاتها, ولاتنجوا من مقلاع داعش كتب عليها (صنعت خصيصآ للاردن). كل طائرات التحالف اف ١٦ عادت سالمة الا طرزينة الكساسبه ف١٦ نزلت بالمقلاع وضاع الصبي ... وسَجّلْ على قائمة وقود الحرب فتى اردني يافع لن يكون الاخير واطلب قوائم اضافية اخرى لتدون اسماء اخرى ..لاطفال ونساء ويافعين فلازال الحقد والجهل يكبران ويصرخان هل من مزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق