الاثنين، 2 فبراير 2015

فضائيات الركل بالالسن والارجل 
الاتجاه المعاكس ..الاتجاه المشاكس لا يا دكتور... لا تستوي الشتائم واقدح الالفاظ مع اي ثقافة او فكر... لا تستوي المصارعة مع الفكر ولا يمارسها مفكرون , ليس لها علاقة ايجابية مع اي ارث حضاري بل ويهبط طرفي التصارع فيها الى مستوى بدائي تكن فيه الغلبة للاقوى جسديآ لعبة سمجة ومقززة, مميتةً قيلَ انَ اباطرة الرومان القدماء تسلوا بها فقد كان اطرافها العبيد من الرومان السجناء في ذلك الزمن الرديء وتفضي اللعبة في النهايه الى مقتل احد اطرافها بشكل دموي ومقزز بينما يتم اطلاق المنتصر من السجن ويكسب حريته.
 كيف يمكن تصنيف برنامج الاتجاه المعاكس بغير هذا الاطار اذا كنا نحن العرب لانعيش العصر الروماني البدائي ؟! كيف لنا ان نتقبل ان هؤلاء نُخب مثقفة يفترض انهم من يقودنا الى المستقبل؟! وكيف بهذة العقلية والسلوك البدائي سنقابل وعي وفكر الشعوب الاخرى ؟! ومايثير الغرابة والاستهجان ان المذيع الشهير فيصل القاسم يقدم ضيوفة على اعتبار انهم نُخبةٌ من مثقفين ويعمد الى تعداد مناقبهم وكتبهم واكثرهم يحمل شهادة الكتوراة ولا اعرف اين يحملها ومن اي جامعة حصل عليها!؟ ومن جهابذة كتاب ومفكرين وساسة فما ان يقدم الفيصل الحلقة بطرح تسأولات تعج بلغة الشتائم واشنع الاوصاف تطال طرفي الحوار مثل قائد روماني يفتتح حلبة المصارعة لا يجرؤ اي من الطرفين حتى على ابداء اي نوع من عتب ازاء ما كال لهم من شتائم وكأن لديه امرآ ما , نفحة ما.... يغشاهم بها يستخدمها ان فكر احدهم ان يبدي اي عتب فنجدهم امام استفزازه لهم حملان وديعة .
 ومع اول سؤال يبدأ الدكتور بالردح لنظيره الدكتور الاخر وينقطع الاتصال مع اي نوع من ثقافة اوفكر وتغيب اللغة المهذبة تمامآ وتحل محلها لغة ليس لها علاقة على الاطلاق لا بالحوار ولا وحتى صفوف محو الاميه للكبار وتصبح شهادات الدكاترة اقل بكثير من شهادات محو الامية هذا ان مُحيت فعلآ , فينْطق بالفحولة بدل من السياسة ويُعرض الطرف الاول على الاخر اللواط اثبات لرجولةِ مع ان الرجولة ليس لها علاقة بالفحولة بالمعنى الفكري .
 فكثر من الحمير تتمتع بقدر كبير من الفحولة ولا تتمتع باي قدر من الرجولة. وتستمر لغة الشتم والردح طوال الوقت ويخرج المتنافسين عن ادنى اطار مهذب فتطال الشتائم الذات الالهية والامهات والاخوات. لغة لا يستخدمها ابناء الشوارع والحمقى والسكارى ومتعاطي المخدرات وحبوب الهلوسة , فالمعرف في عالم الثقافة والادب ان النيل من افكار الاخرين لا يعني على الاطلاق النيل من اشخاصهم وان كان اكثرنا علمآ وثقافة معنيآ بتغيير تفكير غير صحيح لشخص او طرف ما فهو معني ايضآ بالثقيف وليس بالبذائة ومعني ايضا بان يكافح وان يدفع رأسه ثمنآ لكي يمنح الاخر فرصةَ كي يقول رأيهُ بشكل حر.
 بَيدَ ان مايجري في برنامج الاتجاه الماكس بعيد ملايين السنين الضوئية عن هذا المنطق . ان نظرات ابني المراهق ابان مشاهدة احدى الحلقات اربكتني وجعلتني اخجل مما يحدث فاغلقت التلفزيون الامر الذي خلق ارتياح في نفوسنا, فقد بات واضح ان الجميع لا يريد لهذا الهراء ان يدخل بيتنا. ان ما يجري في الاتجاه المعاكس يجب اعادة صياغته من جديد وبلغة مختلفة ومثقفين مختلفين وحوار مختلف يُمكّن المواطن االعربي من استعادة ثقتة بشيء اسمه ثقافة وتنوير ومثقفين يتحاورون بأدب واحترام ويحترمون عقول المشاهدين ويبتعدون عن الركل سواء كان بالألسن او الارجل فثمة لغة اخرى في عالم الثقافة والاعلام تنئ بنفسها عن لغة الفحولة وصهيل الذكور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق