الاثنين، 27 أكتوبر 2014

زياد من صيدا لغزة : ولادن ماتوا حتى يبقى عنا ولاد


unnamed (1)

نجوى ضاهر

قال يوما الشاعر : غادرت وطنا لأكسب قبرا في المنفى ، ألف سلامة على قلبك وعقلك الزينة رغم كل الأقاويل والتأويلات وإتهامات الفرز التافهة يا زيادنا ، نعم في روح كل مواطن زياد رفضنا أم وافقنا لا يهم فزياد سموه ما شئتم هو من ينحت يوميا بأسلوبه المتفرد من قهره اليومي ودموعه المختبئة في المحاجر لحنا عبقريا يقول جهرا سرا لا يهم ، نعم أنا لم أهاجر حتى لو قررت السفر ..
زياد الرحباني إسم مشاكس ربما، فنان لا يهدأ ربما ، لا يخاف في الحق لومة لئيم ربما ، لا يفكر قبل أن يقول ربما ، لكنه أبدا لن يكون يوما نكتة ساخرة ولن يحمل صفة المهضوم فقط لأنو العيشة بدها هيك ، زياد أمس واليوم وغدا هو هو لم يغير جلده بل إختار دربه الحقيقي ، حيث عبقريته الأولى في كلماته وموسيقاه .. وقبل كل ذلك إنسانيته ، سأل البعض أمس شو با زياد ليش هيك لابس ليه مبهدل حالو وين طلتو ، وين بدلتو الرسمية ، وين البرستيج ؟
يا عمي فهموا زياد قرفان عم يتوجع باليوم مليون مرة بس مهارتو أنو عم يطوي وجعو ، إقتربنا منه نحن الفلسطينيات وكلنا لهفة لا ننافق فيها لنحظى بصورة (أوف مع زياد والله منا قليلة ، ذكرى وذاكرة ووينتا وهو مسافر آخر الشهر يعني هادا معقول آخر ملتقى لنا معه نحن الممنوعون من السفر حتى لو تركنا المكان ، إيه زياد بنحكيها باللبناني بالفلسطيني لا يهم ، أمامك أنت الفلسطيني الذي لا تراقب لهجتنا ولا تحجر عليها ، إحنا يا زياد اللي كرهنا التصوير طول عمرنا من كتر ما العالم تسلى بصورنا ، وخلاها معرض لسائح يعشق جمع الصور يا درويش شو كنت عميق بكلمتك وصادق ..يمكن هون بتتلاقى مع درويش ، بس زياد خط ثاني ، مبارح كتب زياد وأبدع في لحن أغنية اللقاء لغزة لا الوداع التي غنتها منال سرحان فتاة حمص الأبية في مفاجاة لا تتكرر هي كل الموقف من قرار الهج على روسيا ، زياد فكر كتير بتفاصيل إختيار المكان للوداع المؤقت متل ما قال لما سألتو وين رايح ولمين تاركينا مش قلت إيه في أمل .. متل ما قال قبلك درويش لنربي الأمل فشو كان جواب زياد .. لا أنا راجع ما تقلقوا وضحك على أنحس بإذن الله ورجع عدلها وقال راجع بلا ولا شي .
كيف يا زياد بلا ولا شي شو عن كل هالناس اللي بيحبوك وإجوا من بيروت والشمال والجبل والجنوب وإقليم الخروب والعرقوب، على صيدا اللي قلت عنها مبارح صيدا المدينة اللي رايح التاريخ يذكرا بعد ما ينضف بدو كام سنة وبينضف المي بتنضف حالا .. زياد ما راح نألهك أنت مش خرج هالقصة ولا تركيبتك هيك . بس كلمة حق بدنا نقولا كفلسطينية قبل كل شي ، أنك بأغنيتك لغزة اللي بكت كل العيون بكلماتها الجرح تجار المال هربوا ، وحرس السلطان إنسحبوا وتعبوا جماعة بسطا وطيبين على نياتهم صمدوا وغلبوا ، أصلا ما عاد في شي يخسروه ، جنى عمرهم كل طيارتهم دمروه ، لو ما هالناس ما كان في وطن ولا بلاد، ولادن ماتو حتى يبقى عنا ولاد…». ويا ريت يا زياد وقفت عند هالغنية قبل ما تودعنا أصريت على نشيد يا شعبي نبشتو من الذاكرة بعد 36 سنة كلها وجع, حروب , إنتصارات, إنكسارات ومطالب ضرورية ملحة «شو بعدك ناطر يا شعبي تتوحد شعبك، شو ناطر تتسمع تترجع تاريخك، تاريخك ما بيرجع…
كلنا كنا مع كل كلمة على السمع والحلم وإجت كلمة الزميل إبراهيم الأمين في إفتتاح اللقاء لتقول الكتير وتحط الإيد على الوجع ، عن صيدا وعن غزة وعنك يا زياد ، عن صيدا قال الأمين الحر .. مرات كتيرة بيلتقو صبايا مع بعضن ، أو شباب مع بعضن ، بيصيروا يتخيلوا الشب أو الصبية المثالية ، الشباب بيفكو بشي 50 صبية من العالم وبيجمعوا منن مرا وحدة ، والصبايا نفس الشي ، بس يمكن يفكو شي 300 زلمة حتى يطلع اللي عبالن ، بس بكل الحالات ، لا الشباب ولا الصبايا بيقدروا ينفخوا روح حقيقية بالشخص اللي ركبوه .. ويمكن لهيك ، كل شي ، حجر أو بشر ، إذا ما كانت روحه الحقيقية بقلبو ما ممكن يكون الو معنى ، إجو كتار على صيدا ، من أهلها ، ومن جيرانها ، ومن زوارها ، ومن أمكنة بعيدة كمان ، جربوا يلعبوا فيها ، يفكو ويركبو ويقلبوها طالع نازل ، صاروا يوسعو شارع ، ويعمروا بنايات ، ويرفعوا يافطات وأعلام ، بس بقي كلو بلا معنى .
صيدا معناها بروحها الحقيقية اللي فيها ، هي روح حملها معروف بقلبو وحماها مصطفى بدمو وإن شاء الله بتبقى مع أسامة والشباب ، أما عن غزة فلم يفترق جوهر الحكي عند الأمين ، بعدو البحر هوي الشي الوحيد المشترك الطبيعي بين أهل الأرض ، البحر أكبر من الهوا قريب من الناس ، البحر هوي اللي بيحكي كل اللغات وبيسمع لكل الناس وما بيرد حدا زعلان ، والبحر هو الشي الوحيد اللي ما بيقدر حدا يصادروا ، أو يسرقوا ، يمكن في حدا بيقدر يمنع بعض الناس من أنو يوصلوا على البحر ، بس العمر بيقول ، إنو ما حدا قدر يمنع حدا ، من إنو يوصل على البحر وقت اللي بدو ، وكل الحيطان العالية وكل العواصف ، وكل البشر الواقفين على الحدود ومسكرين الطرقات ، ما رح يقدروا ولو للحظة ، يمنعوا بحر صيدا يكزدر ، وقت اللي بدو ، يروح يطل على غزة ويرجع حامل سلاماتها ، ولما بيصرخ بحر غزة ، من الوجع أو من الفرح ، يمكن هون ، أكتر من أي مطرح تاني بنشوف موج البحر عم يكبر ويصرخ ، ونحنا واجبنا ، لما نسمع صوت غزة العالي أنو على القليلة نرد التحية . وزياد رد التحية .. مش عن واجب عن إيمان بالفكر والمقاومة والقضية .. زياد اللي ختم الأمين وقال عنو ، زياد ما إلو رب أو يمكن هوي اللي الرب متابعو لحالو ، عندو برنامج خاص إلو .
إسمعوني وصدقوني ، إنو زياد رح يضلو هيك . ما في حدا على وج الأرض بيقدر يكمشوا ، أو يحصروا ، أو يحاصروا ، ومسكين اللي بيعتقد إنو ماسكو لزياد … لا بي ولا أم ، ولا خي ولا أخت ، لا مرا ، ولا رفيقة ، ولا حزب ، ولا مؤسسة ، ولا فرقة ، ولا حدا ، هي بس الموسيقى بتعرف تتعامل معو ، بتعرف تمسكو وتثبتو بالأرض ، لأنه متل حدا عندو أجنحة ، بيضلو طاير ، ما عندو حدود ولا عندو سقف .. زياد لازم يلحق الموسيقى ، ونصيحتي ، إتركوه يفل ، الله معو ، اللي بدو يزعل يزعل ، ويدق راسو بالحيط كمان ، من جهتي ، بتمنى كل الخير لزياد بس عندي تناقض بداخلي ، لأني عن جد ما بتمنى أنو يرتاح برا بس لأنو هاي الطريقة الوحيدة ليرجع عنا …
وهون سكتت كلمة الأمين وبقيت الغصة ورجعنا على الحسرة والحب البلا ولا شي مع منطقة زياد الأجمل ( الموسيقى ) ووعي الحضور وغنى بعد الكلمة المؤثرة ( من شو هالأيام الي وصلنالا إنو غني عم يعطي فقير كأنو المصاري قشطت لحالا … عا هيدا نتفة وهيدا كتير ..إلى أغنيات الخلود مع رفيق الدرب جوزيف صقر وحاجز الدركي التي تفاعل معها الحضور كما أغنيات فيروزتنا التي لا تكبر والتي لا نشيد ولا علم ولا حرية للبنان بدون صوتها اللي جاي من عيون المظلومين ،وإيدين الفقرا ، وشباك الصيادين ، وشهدا الأرض محل ما جاي النصر والحرية ..ومحل ما راح نبقى سوا يا زياد متل ما قال الحاضر جوزيف حرب اللي ما نسيت تهديه “حبيتك تنسيت النوم” تحية إلى ابن المعمرية الجنوبية ووفاء ربما لوصيته خليك بالبيت حماية لك من أنو البكي راح يطلعلك بصقيع روسيا ويوعيك على قرار قلت عنو لما سألناك وين رايح وتاركنا إنك راجع حتى لو على أنحس ويكفينا ثقة أنك لست ممن يذهبون وإن ضبوا الشناتي لأنو كلمات نهاية اللقى مع وفد شباب غزة ومنهم الرفيقان أحمد الطناني ومحمد الغول من غزة اللذين بصرخة هواهما الجنوبي من صيدا إلى غزة أشعلا القاعة تصفيقا وحماسا خاصة بعد تحية زياد إلى البطل الصامد خلف القضبان عمر بأكمله أحمد سعدات الذي قال عنه زياد بوشاحه الجبهاوي الشعبي أنه وحده من يستحق الآن المطالبة بحريته فعلا هامسا في حديث خاص إنو شو يعني معقولة أمين عام ومناضل يضل بالسجن كل هالسنين تحت حكم الظلم وما في حدن يحرروا إلا بالشعارات .. يا ناس سعدات بطل متل ما جورج بطل وكل أسير بطل فهموها بقى .. وهيدول الأولى القضية مش حماس ولا فتح ولا زيارات وفود القضية هيدول اللي عم يتعذبوا المقهورين وما حدن حاسس لا بالمخيمات ولا بالسجون .. أف هلقد المشكلة عويصة ما عم نفهما ؟ فكان الرد من أبطال غزة بأجمل التحيات ومن ينسى مساء الخير للبنان مساء الخير لبيروت ، مساء الخير لزياد ، مساء الخير لصيدا ، مساء الخير للعيون التي لا تخون ، مساء الخير للمقاومة مساء الخير لغزة مساء الخير للقدس ، جينا من غزة لصيدا المقاومة ، الإنتصار ، الحب ، شايفين النصر بعيونكم ، شايفينو بالفن الملتزم ، شايفينو بالمقاومة اللبنانية والفلسطينية فالنصر آت هذه هي المعادلة وغزة رغم كل ما يحدث لن تنكسر ما دام فيها أحرارا يدافعون عنها بالدم وحبر الكلمة جئنا لنقول لا تنكسروا يوما ، فكل أم في فلسطين تعلمنا والعالم كله المتخاذل معنى أن تحيا كإنسان لا أن تعيش ذليلا فنحن كما بيروت وصيدا وغزة وكل المدن العصية سنبقى معا وجه البحار القديم المعتق الذي ولد من رحم ثورة الشعب عرقه خبز وياسمين ولن يصير يوما طعم البلاد من نار ودخان.
unnamed (5)
unnamed (7)
unnamed (6)
unnamed (2)
unnamed (4)
unnamed (3)
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية



المزيد .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق