هناك حروب جيّدة. وطبعًا،  ليس الحديث عن الحروب مع البنادق، المدافع، الدبابات والطائرات كما اعتدنا على مشاهدتها في الشرق الأوسط مع الأسف الشديد. والحديث عن  "حرب الماء" السنوية في تل أبيب، وهي معركة رشّ الماء بين مئات المحتفلين الفرحين والمبتهجين، الذين يستمتعون بطريقة مميّزة للتبريد عن أنفسهم في هذه الحرارة الشديدة في شهر تموز.
في ساعات الظهيرة من يوم الجمعة الأخير، حيث إن الحرارة في الخارج تبلغ أكثر من 33 درجة مئوية، تجمّع في ميدان هبيما في تل أبيب مئات المحتفلين الذين حملوا معهم "الأسلحة" من جميع الأنواع: بنادق المياه، الدلاء، القناني وغيرها من الوسائل. حتى الشرطي الذي جاء للحفاظ على النظام في الحفل وجد نفسه مبلّلا كلّه. ولكنه استمتع أيضًا بالمياه التي برّدته في الطقس الحار.
تم تسجيل خلاف قبل الحفل بين المنظّمين وبين بلدية تل أبيب، التي أفرغت المياه من بركة ساحة رابين، كي لا تعطي للمحتفلين "ذخائر". زعمت البلدية أنّها قامت بذلك لإجراء تجديدات، ولكن المحتفلين حصلوا على وثيقة داخلية من البلدية تُظهر أنّ السبب الحقيقي هو رغبة البلدية بالحدّ من أبعاد حرب المياه.
نشر منظّمو الحدث الذين غضبوا على بلدية تل أبيب، في صفحة فيس بوك الخاصة بالحدث هذه الكلمات: "هذا العام حرب المياه بعلامة مظاهرة! البلدية تطلب بأن تكون حرب المياه حدثًا مرخصًا، والذي يكلّف عشرات الآلاف من الشواقل. ولذلك سنأتي هذا العام لميدان هبيما قبل كلّ شيء من أجل تبليل أصدقائنا، وأيضًا كي نُري البلدية والجميع أنّنا نقف على حقّنا في استخدام الحيّز العام وإقامة مناسبات غير تجارية"!