تعديل جديد في إطار مكافحة التنظيمات الإرهابية الإسلامية يثير ضجة في بلاد النيل. تتداول وسائل الإعلام في مصر وفي العالم العربي عامة، في الأيام الأخيرة، قرارا جدليا تابعا لوزارة التربية والتعليم المصرية يقضي بإزالة القصص الخالدة لأبطال الإسلام: صلاح الدين وعقبة بن نافع، من المنهاج التعليمي في المدارس.
فقد تحدّث رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، أكثر من مرة، مع رجال الدين الكبار في الدولة حول ضرورة المكافحة الأيديولوجية للتطرف الإسلامي الذي يقوده داعش والإخوان المسلمون، وذلك إلى جانب الكفاح العسكري، الأمني، والقضائي. وكما يبدو الآن، فإن الكفاح الأيديولوجي آخذة علاماته بالظهور في جهاز التربية والتعليم في مصر.
تمثال لعقبة بن نافع بالجزائر (Wikipedia)
تمثال لعقبة بن نافع بالجزائر (Wikipedia)
قررت وزارة التربية والتعليم تغيير المنهاج التعليمي في المدارس، وإزالة المواد التي "تدعو وتشجّع على العنف". وفي إطار هذا القرار غير المسبوق، يظهر، ضمن ما يظهر، في قائمة المواضيع التي لن يتم تدريسها في المدارس منذ الآن فصاعدا، سيرة حياة صلاح الدين الأيوبي، "محرر القدس" من أيدي الصليبيين. تمت إزالة سيرة حياته هذه التي يُجمع العالم العربي على كونها أسطورة وسيرة بطولية، من الوحدة التعليمية الأولى للصف الخامس.
كما وتمت إزالة جزئية لبطل آخر من أبطال التاريخ الإسلامي القديم، والمعروف كأحد صحابة النبي محمد، عقبة بن نافع، من المنهاج التعليمي للصف السابع الإعدادي. وكان بن نافع هو الذي قاد الفتوحات الإسلامية في منطقة المغرب وأفريقيا.
انتشر قرار الرقابة غير العادي هذا في مصر، خاصة في أوساط الجهات الإسلامية. وقد سارعت وزارة التربية والتعليم في إعطاء التبريرات لقرارها هذا. "كان هناك سببان وراء تقليص المواد: الأول هو أن بعض المواد التعليمية كانت تحرض على العنف، وتم إدخالها إلى المنهاج التعليمي في عصر الإخوان المسلمين. والثاني هو التخفيف من ثقل المواد التعليمية على الطالب".
أغضب هذا التعديل التربوي أيضا مختصين في مجال التاريخ، وشخصيات سياسية عديدة، حيث ادّعوا أن الحديث يدور حول خطوة لم يتم فحصها بدقّة، وأنّ عملية إزالة هذه المواد من منهاج التعليم هي عملية تشويه للتاريخ.