السبت، 14 سبتمبر 2013

شعرة معاوية وخازوق خروتشوف

شعرة معاوية وخازوق خروتشوف

 ميلاد عمر المزوغي

نعجة حولها الذئاب! بهذه الكلمات نطقت احدى القديسات بأحد اديرة “معلولا” معبرة عما تتعرض له سوريا من قبل مجرمي العرب والغرب والمستعربين,لم تشأ الحديث اكثر لأنها تعلم انها تعيش فعلا بين حيوانات مفترسة وان كانت في صور بشر وبعضها يتكلم العربية بطلاقة يذرفون دموع التماسيح من هول ما يلحق بالبلد من دمار ينسبونه الى بشار وأعوانه, وكأنما الشعب السوري لا يعي حقيقة ما يحيكه هؤلاء, فقد اتفقوا على تدمير المجتمع السوري واختلاق الفتن بين كافة اطيافه ليغرق البلد في بحر من الدماء.
فعلوا كل ما في وسعهم, قدموا الهبات لبعض الدول اشتروا ذمم بلدان, توعّدوا اخرى بسوء المصير إن لم تقف معهم في المحافل الدولية, لم يعد لديهم اي مخزون قد يلجئون اليه وقت الحاجة فخزائنهم على وشك الافلاس كما حال اسيادهم, افرغوا ما في جعبتهم من اكاذيب وعبارات التضليل, زاغت ابصارهم وبلغت القلوب الحناجر, استغاثوا بربهم الأعلى” اوباما” وكل ارباب الارض”كاميرون هولاند وآخرون”, استعانوا بالمنجمين والشياطين علّها تأتيهم بـ”فأل” حسن; ذهاب بشار ودحر الفرس عبدة النار وأعوانهم في لبنان,الرؤى ضبابية ولا تنبئ لهم بخير.
ارادوها أن تكون حربا كونية امدوا المعارضة بكافة انواع الاسلحة ومنها الاسلحة الكيميائية حيث تم العثور على مواد وأدوات تستخدم في تصنيع المواد المتفجرة والسامة التي تبيد اعدادا كبيرة من البشر ولتسقط دمشق اقدم مدن العالم كما دمروا كافة الاثار(الاصنام) التي طالتها ايديهم والتي تدل على حضارة اولئك البشر المتحضرون. راءوا في الكيماوي الفرصة الكبرى لإسقاط النظام حيث مشاهد الاطفال والنساء والرجال العزل تدمي القلوب وتدمع الاعين وتقشعّر لها الابدان, صاروا ينتظرون ردة فعل المجتمع الدولي واقلها توجيه ضربة قاصمة للنظام وأتباعه لا تبقي ولا تذر.
احتشدت الاساطيل قبالة الساحل السوري ,عوت الكلاب والذئاب والثعالب وابن آوى والخنازير في دول الجوار والخليج فجميعها تقتات على الفضلات والجيف وإن وهب الله تلك الدول الثروات الطائلة, فالأموال ليست لهم بل يحتفظون بها لأسيادهم عند الحاجة.
استشعر محور الشر ومن معه خطورة ما يحاك لهم فاستجمعوا قواهم وأعلنوا ان سورية ليست وحدها وحذروا من ان الضربة ان وقعت ستتحول الى حرب اقليمية وكيان العدو لن يكون بمنآى عنها وهنا انبرى قيصر روسيا بأن دمشق بالنسبة لموسكو كـ”تل ابيب” بالنسبة لواشنطن وقدّم مبادرة مراقبة دولية لسلاح سوريا الكيماوي لنزع فتيل الازمة ويذكرنا ذلك بموقف خروتشوف من ازمة كوبا وأن الكبار لهم شأن ولا يمكن تجاهلهم, اما الرئيس الاسد فقد ابدى مرونة في التعامل مع المبادرة الروسية ليعيد الى الاذهان مقولة معاوية ” بيني وبين الناس شعرة لا تنقطع:اذا شدوا ارخيت, وإذا ارخوا شددت”.
وجد اوباما في مبادرة الروس نوعا من حفظ ماء الوجه خاصة بعد ان تيقن ان الضربة ستكون عملا غير محمود العواقب بعد تخلي حليفه الاوحد كاميرون عنه, استشاط حكام الخليج وأتباعهم في لبنان واردوغان غضبا بقبول اوباما للمبادرة وراءوا ان احلامهم بدأت تتهاوى وقد خسروا كل شيء, فهل اجلس بوتين (المعذرة من أعلام اللغة) بعض المتكئين العرب “المطمئنين” الى زوال الاسد, واقعد البعض الآخر الذي ظل واقفا طوال الفترة الماضية يحرض على ضرب سوريا, على ” الخازوق الروسي الصنع” الذي ابتدعه العثمانيون يوم كانوا سادة العالم, ويتذوق اردوغان طعمه بعد طول انتظار.
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية



http://www.mepanorama.com 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق