الخميس، 14 مايو 2015

الأردن بديلا.. هل تتراجع تركيا بعد غياب مصر؟

نشر بتاريخ: 14/05/2015 ( آخر تحديث: 14/05/2015 الساعة: 11:22 )
140
بيت لحم- خاص معا- تقف الأردن وتركيا على رأس الدول الجاذبة للسياحة الفلسطينية، بعد أن تراجعت مصر بسبب وقف إصدار تأشيرات السفر للفلسطينيين.
ولعبت الأحداث الجارية في الدول العربية دورا محوريا في وجهة السائح الفلسطيني الذي بات يفضل التوجه للأردن نظرا لما يتمتع به من أمن واستقرار، فيما تبقى تركيا عامل جذب هام أيضا نظرا لطبيعتها التي تزاوج بين عادات الشرق والغرب.
عدد من وكلاء السياحة والسفر في الضفة الغربية واراضي 48 أجمعوا على ان تركيا تحتل المكان الاول في وجهة السائح الفلسطيني تليها الأردن ثم ماليزيا وأندونيسيا، ولكنهم توقعوا أن يزداد الاقبال على المواقع السياحية الأردنية نظرا للسهولة في الوصول للأردن.
الحاج كاظم حسونة مدير شركة الكرام للسياحة والسفر في الخليل قال لـ معا إن السائح الفلسطيني يفضل الوصول الى مكان قريب يمضي فيه إجازة نهاية الأسبوع بدلا من أن يضيع وقته في الطيران لدول بعيدة، وباتت العقبة تشكل بديلا هاما لغيرها من الأماكن السياحية في العالم، نظرا لقربها وتشابهها مع فلسطين في العادات والتقاليد والأكل الجيد.
وأضاف أن دولا مثل مصر التي تمنع إصدار تأشيرات الدخول للفلسطينيين منذ حوالي عامين ونصف باتت تخسر غالبية السياح الفلسطينيين، كذلك لبنان لا يوجد اقبال كبير عليها لاسباب امنية وسياسية ومخاوف من سلطات الاحتلال عند العودة كونها تعتبر بلدا معاديا لاسرائيل.
وأكد أن هناك إجراءات أردنية لتشجيع السياحة من فلسطين تنفذها وزارة السياحة الأردنية ومفوضية العقبة التي تدفع 50% من قيمة الإعلانات.
من ناحيته قال فراس النجار مدير شركة فراس تورز للسياحة والسفر بنابلس لـ معا إن السوق الأردني بدأ ينشط منذ 5 سنوات وازداد نشاطه بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد أن بدأ المواطنون بالبحث عن أماكن جديدة للسفر بعد أن استنفدوا الاماكن السياحية في تركيا وشرم الشيخ.
وأرجع أسباب ازدياد اقبال الفلسطينيين على الأماكن السياحية في الأردن الى عامل الوقت ومقدرة الشخص على قضاء إجازة قصيرة نهاية الاسبوع ثم العودة إلى عمله، كذلك اشتمال الفنادق والمنتجعات على مرافق استجمام كاملة تغنيه عن التنقل والبحث عن أماكن للترفيه، كذلك التوفير في المصروف والنفقات.
وبيّن أن شركته بصدد استحداث برنامج شامل من العقبة الى البحر الميت في رحلات جماعية نهاية الاسبوع تحت اسم "من الجسر إلى الجسر" لتوفير الوقت على المستجمين.
وتشتمل الأردن على أماكن جذب سياحي كثيرة من أهمها ما يطلق عليه المثلث الذهبي "البتراء، وادي رم، العقبة"، إضافة إلى البحر الميت وحمامات ماعين وجرش وغيرها من الاماكن السياحية.
فيوليت قمصية مديرة شركة "صن بيرد" للسياحة والسفر في بيت لحم رأت ان السياحة للاردن ستشكل قريبا بديلا للسياحة في مصر وتركيا، لا سيما بعد أن اوقفت مصر إصدار التأشيرات للفلسطينيين، وزادت تركيا من شروط إصدار التأشيرات لتشمل كشف بنكيا وورقة عمل موقعة ومصدقة من جهة رسمية وتأمين سفر، ناهيك عن الوقت الذي يستغرقة إصدرا التأسيرة الذي قد يصل الى أسبوعين مما لا يساعد الازواج الراغبين في قضاء شهر العسل في تركيا لضيق الوقت أمامهم.
نائب المدير العام لفندق موفنبيك العقبة حسام حجازي أوضح أن مدينة العقبة تختلف عن شرم الشيخ بكونها مدينة متكاملة وليست منتجعا سياحيا فقط، كما أن بوسع السائح أن يتجول خلال المثلث الذهبي "البتراء، وادي رم، العقبة" في غضون ساعة ونصف.
وأوضح أن الأردن تستقطب جميع الأسواق السياحية إلا أن بعضها أغلقت بسبب الأوضاع السياسية في سوريا والعراق والسعودية واليمن، كما أن السياحة الاوروبية تراجعت بحوالي 60% خلال السنوات الأربع الماضية بسبب الأحداث، وايضا السوق الروسية تراجعت بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة.
ولتعويض خسارة هذه الأسواق يقول حجازي توجهنا لتشجيع السوق المحلية والسوق الفلسطينية وأراضي 48، مشيرا إلى أن غالبية إشغال الفنادق من الأردنيين يليهم البريطانيون ثم فلسطينيو 48 والامريكان فالسعوديون.
وحول أسباب ارتفاع أجور الفنادق في الأردن مقارنة ببعض المناطق السياحية مثل شرم الشيخ، أوضح حجازي أن الاستثمار والأيدي العاملة والأراضي مكلفة كما أن قيمة الدينار الأردني مرتفعة مقارنة بالعملات الاخرى، "لذلك نتحاور مع الحكومة لتخفيض بعض النفقات مثل الضرائب والكهرباء وطرح بعض الأمور التشجيعية حتى نتمكن من تخفيض الأسعار ونستقطب السياح".
علي الرواشدة مدير عام شركة جوردان هوليدي للسياحة والسفر الأردنية، قال إن شركته تعمل بشكل كبير على "بيع الأردن" سياحيا، لتشجيع السياحة الوافدة للبلاد من خلال ابراز قيمة المعالم السياحية خاصة المثلث الجنوبي (البتراء، وادي رم، العقبة) والتي تشكل بديلا لشرم الشيخ وطابا المصريتين.
وأكد الرواشدة أن السوق الفلسطينية تتقدم اكثر فأكثر الى هذه المنطقة وأن هناك ارتفاعا كبيرا في عدد السياح الفلسطينيين سواء من خلال الحجوزات الفردية اليومية أو المجموعات السياحية.
وأضاف إن الازمة العربية خلقت في الأردن سياحة داخلية بشكل غير مسبوق بالمطلق، لدرجة أن اشغال فنادق البحر الميت والعقبة في نهاية الاسبوع يصل إلى 100%.
وردا على سؤال لماذا تشكل العقبة بديلا لشرم الشيخ، اوضح الرواشدة أن العقبة مدينة يسكنها حوالي 200 ألف نسمة وهي منطقة تجارية حرة تتيح التسوق وتشتمل على مطاعم وسهرات وفنادق بمواصفات عالمية، بينما منطقة شرم الشيخ منطقة واحدة وما يميزها الفنادق فقط.
وقال إن العقبة مناسبة للفلسطينيين من حيث عدم وجود تعقيدات للوصول اليها ولا تحتاج إلى تأشيرة وفي غضون ساعتين ونصف يصلها السائح، كما أن الفلسطينيين الذين هم جزء من الاردن يأخذون خدمات ومعاملة مميزة.
إعداد: كريم عساكرة
140

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق