الأربعاء، 13 أبريل 2016

عيد النيروز عيد النيروز.. احتفال فرح أصله أسطورة



عيد النيروز.. احتفال فرح أصله أسطورة

نوع الحدث: اجتماعي
في تخليدهم للمناسبة،يرتدي بعض الإيرانيين ملابس حمراء ويصبغون وجوههم باللون الأسود، ويرتدون قبعات خاصة (الأوروبية)
النيروز عيد تحتفل به شعوب بآسيا الوسطى والصغرى والغربية وخاصة بإيران، يوافق الانقلاب السنوي الربيعي، ويرتكز على أساطير قديمة، وفيه يجهز الناس أكلات خاصة ويرددون أهازيج شعبية تمجد هذه المناسبة. ويستمر اللهو والمرح نحو أسبوعين تتعطل فيهما الدراسة والمرافق العامة.
يحتفل الإيرانيون وعدة شعوب في آسيا الوسطى بعيد النيروز أو (النوروز) بعد حلول رأس السنة الشمسية التي توافق فلكيا الانقلاب السنوي الربيعي، ومعنى النيروز في الفارسية "يوم جديد".
وتعود الاحتفالات بعيد النيروز إلى أكثر من 2000 سنة مضت، ولا يزال يحتل مكانة كبيرة لدى شعوب بمنطقة آسيا الوسطى والصغرى والغربية وخاصة الإيرانيين، كما تم تسجيله في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2009.
ويعتبر الإيرانيون حلول النيروز تزامنا مع تجدد الطبيعة عند بداية فصل الربيع رسالة لها معان إيجابية كثيرة كالتفاؤل والحب والأمل والسلام، وكلها قيم لا تنفصل عن الإسلام وبالتالي لا تعارض بينه وبين الاحتفال بها، كما يقولون.
الأصل.. أساطير
تعددت الروايات التي تحدثت عن أصل النيروز، فالأسطورة الفارسية تقول إن ملكا كان اسمه "جمشيد" أوتي سلطانا واسعا على الجن والإنس، ونقل إلى جميع ممالك حكمه على سرير ذهبي في  يوم حلول الشمس في برج الحمل، فتم تقديس ذلك اليوم.
أما الأسطورة الكردية فتقول إن ملكا "ظالما" اسمه سرجون كان يذبح كل يوم عددا من الشباب حتى يشفى من مرضه وذلك بناء على نصيحة من كهان، فقام أحد الشباب واسمه "كاوا" برفقة آخرين بالانقلاب على الملك الظالم، وأوقدوا النيران على الجبال احتفالا بالحرية والتخلص من الاستعباد، وصادف احتفالهم دخول الشمس في برج الحمل وحلول الاعتدال الربيعي.
وذكر الباحث في تاريخ إيران مسعود لقمان أن أصل النيروز يعود إلى أسطورة تتحدث عن احتفالات عمت البلاد في عهد الملك جمشيد بسبب نشره للسعادة والخير والبركة، ثم شيد مدرج جمشيد أو ما يعرف بـ"تخت جمشيد" لإقامة مراسم العيد في عهد الأخمينيين الذي ما زال قائما في مدينة شيراز.
وذكر لقمان -في حديث للجزيرة نت- أن كتاب "الأبستاق" أو "الأفستا" اعتبر أن الإنسان قد ولد في هذا اليوم، وهو كتاب مقدس في الديانة الزرادشتية التي تعتبر من أقدم الديانات التي تأسست في إيران.
وأشار لقمان إلى أن النيروز لم ينفصل عن الثقافة الإيرانية منذ القدم، ولا يعد جزءا من تقاليد دينية أو تاريخية بل يعود لأساطير قديمة لم تغب عن حياة الإيرانيين، وهذا سبب استمرار الاحتفال به وأهميته دون الأعياد الأخرى.
طقوس
تبدأ ممارسة طقوس عيد النيروز قبل رأس السنة الشمسية بأيام وتستمر بعدها لمدة 13 يوما، ولعل إعداد طاولة توضع عليها سبعة أشياء تبدأ بحرف السين، واجتماع العائلة حولها عندما تدق ساعة العام الجديد هي من أهم التقاليد المشتركة بين الشعوب التي تحتفل بهذا العيد.
وكل واحدة من هذه الأشياء السبعة تعود لأسطورة تمثل آلهة ما، وتحمل معاني العشق والولادة والحظ والبركة والسلامة والسيادة والشفاء.
فمن الضروري أن تضم الطاولة المعدة للاحتفال بالنيروز سبعة أشياء تبدأ بحرف السين باللغة الفارسية (بعض المناطق تبدأ بحرف الشين بالفارسية)، وهي في غالب الأحيان الخل، والتفاح، وعملة معدنية، والثوم، والعشب، والسماق، وحلوى سمنو. وفي المناطق التي اختير فيها حرف الشين نجد الخمر، والشمع، والمشط، والشال، والسيف، وورد "شكوفة"، ونبتة القنب.
ويعتقد بعض المحتفلين بالنيروز أن أرواح أقاربهم ترجع إلى الأرض وتجتمع مع الأهالي في يوم عيده، وتجهيز الموائد بما لذ وطاب يجد تفسيره في رغبة الأسر في إكرام الزوار من العالم الآخر.
إلى جانب كل ذلك، كان الناس قديما يضعون الكتاب المقدس لدى المجوس على الطاولة، واستبدل بعد الإسلام بالقرآن أو ديوان الشاعر حافظ الشيرازي. وخلال هذا اليوم يحتفل الناس كذلك باللعب بالماء كرمز للتطهر وتفاؤلا بموسم زراعي ناجح.
وفي تخليدهم للمناسبة، يجتهد الإيرانيون في تغيير أثاث منازلهم وشراء ملابس وحلي جديدة، وشراء المكسرات واللحوم والحلويات الخاصة بالمناسبة.
ويرتدي بعض المحتفلين ملابس حمراً، ويصبغون وجوههم باللون الأسود، ويرتدون قبعات خاصة ويرددون أهازيج ضاحكة لرسم البسمة على وجوه الآخرين، ويبادر الناس لإطعام الفقراء وزيارة قبور الموتى؛ وتستمر هذه الاحتفالات أياما قد تصل إلى أسبوعين كاملين تتعطل فيها الدراسة والمرافق الإدارية.
ويُعدّ الأفغان أطعمة خاصة بالنيروز، منها طعام يصنع من القمح وعندما يوضع على النار تجتمع حوله الفتيات يغنينالأهازيج الشعبية. وفي مصر عيد النيروز يقابله عيد "شم النسيم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق