السبت، 7 مايو 2016


الفرنسيون أكثر تسامحا وتقبلا لثقافة الآخر رغم المناخ الاجتماعي والهجمات الإرهابية
© أ ف ب
آخر تحديث : 02/05/2016

كشف تقرير سنوي للجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان في فرنسا أن الفرنسيين صاروا أكثر تسامحا وتقبلا لثقافات الآخر رغم الهجمات الإرهابية التي شهدتها بلادهم في 2015 والمناخ الاجتماعي الصعب الذي تمر به وارتفاع رصيد اليمين المتطرف في المواعيد الانتخابية.

الفرنسيون أكثر تسامحا وتقبلا لفكرة تعدد الثقافات في بلادهم رغم الهجمات الإرهابية التي شهدتها في 2015 والمناخ الاجتماعي الصعب الذي تميزه البطالة المتواصلة وكذلك أزمة المهاجرين التي أغرقت أوروبا في الفوضى، فضلا عن ارتفاع رصيد "الجبهة الوطنية" في المواعيد الانتخابية بعدما أصبحت القوة المعارضة الأولى في البلاد مقابل تراجع شعبية الرئيس فرانسوا هولاند قبل أقل من عام من الانتخابات الرئاسية. هذا ما كشفت عنه اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان في تقريرها السنوي الذي نشرته الإثنين عن العنصرية بفرنسا في 2015.
الفرنسيون منفتحون أكثر على الآخر
منذ 1990، عكفت هذه اللجنة الحقوقية المستقلة على دراسة ظاهرة العنصرية ومعاداة السامية وكره الأجانب في المجتمع الفرنسي، من خلال قياس نسبة التسامح وتقبل الغير والانفتاح على الآخر بمعايير متعددة من خلال 69 سلسلة من الأسئلة.
وتكلف معهد "إيبسوس" الفرنسي بإنجاز هذا التقرير في الفترة ما بين 4 و11 يناير/كانون الثاني 2016 وشمل عينة تضم 1015 شخصا، وتكلف ثلاثة باحثين فرنسيين بدراسة نتائجه وتحليلها.
وخلص التقرير أن فرنسيا من اثنين يعتبر نفسه "ليس عنصريا على الإطلاق"، بعدما كانت النسبة أقل من ذلك في السنوات الماضية، رغم ارتفاع نسبة الأفكار المسبقة لدى الفرنسيين اتجاه الأقليات.
وتبقى الجالية المسلمة التي يضاهي عددها الثمانية ملايين، وتعد ثاني أكبر جالية في فرنسا وأكبرها أوروبيا، الأقل تقبلا لدى الفرنسيين، كما أن الأعمال المعادية للإسلام زادت ثلاثة أضعاف.
وأخذ هذا التقرير بعين الاعتبار فقط الدعاوى المسجلة والاعتداءات المصرح عنها لدى السلطات المسؤولة، كما يبقى الإسلام "خطرا على هوية فرنسا" بالنسبة لـ49 بالمئة من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة.
أما أعمال معاداة السامية فقد سجلت تراجعا طفيفا بـ5,1% لكنها تبقى الأعلى (من 851 إلى 808) في حين ارتفعت الأعمال العنصرية الأخرى بـ17,5% (من 678 في 2014 إلى 797 في 2015).
كما أن 8 بالمئة من الفرنسيين يعتبرون أنه هناك "أجناس بشرية" أرقى من أخرى.
مساعي الحكومة لمحاربة العنصرية
وكانت الحكومة الفرنسية أطلقت في شهر مارس/آذار الماضي حملة توعية ضد العنصرية من خلال وصلات إعلانية صادمة بثتها في وسائل الإعلام وشهدت إقبالا على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت لقطات من اعتداءات لفظية وجسدية مستوحاة من الواقع، كثير من المسلمين واليهود والسود تعرضوا لها، بدأت جميعها بكلمات، لتنتهي بالبصاق والضرب والدم.
ودعت حكومة مانويل فالس الاشتراكية إلى التحرك ضد كل أشكال الحقد ورفض الآخر، خاصة الأحكام الجاهزة التي تستهدف مجموعة ما لاختلافها في الدين أو العرق أو اللون.
مليكة كركود 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق