الثلاثاء، 17 مايو 2016

التسخين على حدود غزة - مصر وحماس وحسم الخيارات - زيارة شلّح لطهران

التسخين على حدود غزة - مصر وحماس وحسم الخيارات - زيارة شلّح لطهران
تاريخ النشر : 2016-05-04
 
كتب غازي مرتجى

تهديدات إسرائيلية باعتبار الضفة الفلسطينية كما "الجولان" تتبع لاسرائيل (عملية ضم) وإجراء نقاشات مستفيضة بذلك في المستويات السياسية الاسرائيلية باعتقادي يُعتبر إعلان حرب .
للأسف الشديد لم نرَ "ردّيحة" الفصائل ترد على المخطط الاسرائيلي الذي بات مُعلناً بعد أن اكتمل تنفيذه العملي خلال السنوات الماضية .

حتى لو اقتصر النقاش (فيما بعد) على ضم مناطق ج للسيادة الاسرائيلية فهذا يعني فقدان أكثر من 60 % من أراضي الضفة التي لا يزال جزء منها خال من المستوطنات وفي حينه يتحقق "حل الدولتين" واحدة للمستوطنين وأخرى إسرائيل .
إعلان الحرب الإسرائيلي يتوجّب رداً فلسطينياً بعيداً عن اسطوانة "وقف التنسيق الأمني" الذي لن يتوقف بأبجدياته المختلفة عن التفسير الشعبي طالما السلطة الفلسطينية موجودة .
الرد الفلسطيني لن يكون مُؤثراً إلا بابتعاد المستويات السياسية وبعض قيادة الشعب الفلسطيني عن "السفاسف" واهتمامها بالمستقبل الوطني الجامع وتوحيد شطري ما تبقّى من فلسطين فالتنازل هنا من اجل الوطن ..

إسرائيلياً - التفكير بضرب قطاع غزة لن يكون سهلاً ولكنه في نفس الوقت ليس من المستخيلات .. أضف إلى ذلك أنّ التمنّع الاسرائيلي من تسخين جبهة غزة يواجهه استمرار حصار ظالم على القطاع سيؤدي حتماً إلى تسخين الحدود ووقوع الانفجار عاجلاً أم آجلاً .

وقف توريد الاسمنت لم يكن زيادة في الحصار بقدر ما أظهر الصورة الحقيقية للتسهيلات الاسرائيلية الكاذبة - فخطة سيري التي زادت من تعقيدات حصار غزة بها من العُوار الوطني ما يؤكد أنّ الموقعين عليها ومن قبلوا بها كانوا على عجلة من أمرهم خوفاً من المجتمع الدولي من جهة ومن غضب الشارع من جهة أخرى .

حتى لو فُتحت المعابر الاسرائيلية على مصراعيها فهذا لا يُعتبر فكّا ً للحصار بالمعنى الاستراتيجي الذي ينشُده الناس - ومن يسأل عن "الحصار" ومعنى إنهاؤه فلينظر إلى أطفاله إن شاهد مستقبلاً لهم في قطاع غزة فقد بات الحصار خلفنا وإن لم يرَ ذلك فما يزال الحصار مستمراً ..

لا أُحبّذ انجرار فصائل المقاومة للتسخين الاسرائيلي الحالي ولا أتوقع انجرار الفصائل نحو مواجهة مفتوحة في الآونة الحالية .

لم تأتِ الرياح بما اشتهت حماس في محاولة اعادة علاقاتها مع "مصر" - الجمهورية الآن اشنغلت بشكل أوسع في مشاكلها الداخلية الناجمة عن تصعيد الحصار الاقتصادي على مصر ووصول "الجنيه" لأول مرة لأثمان بخسة - وكذلك حالة عدم القبول الشعبي في العلاقات مع المملكة التي نتج عنها أزمة جزيرتي تيران وصنافير .

فتح "الخط" المصري أمام حماس لم يكن بدواعي داخلية أو ما يروجه البعض وقف حملات الإعلام وغيرها - وإنما جاء بقرار إقليمي عربي على أن تصطف حماس بـ"جماهيريتها" وتأثيرها على بعض الإخوان في العالم في المحور السُنّي الذي تشكّل بقيادة السعودية .

استمرت حماس في لعبة "المنطقة الرمادية" وهو ما لن يُعجب ويتماشى مع الـ"بيج بوس" - أتوقع في المرحلة القادمة حسم خيارات حماس الإقليمية في جهة المحور السُنّي وهو ما سيؤثر بالطبع على المصالحة الفلسطينية الداخلية من جهة والعلاقات مع مصر من جهة أخرى .

قد أكون مُخطئاً لكن وبالموازاة مع حسم حماس لخياراتها فإن حركة الجهاد الاسلامي ستحسم خياراتها أيضاً (وقد فعلت) بزيارة مكتبها السياسي لإيران .

تبادل "الأدوار" قد يكون منهجاً مطلوب في المرحلة الحالية بين حركتي حماس والجهاد وهما (أي الحركتين) تعلمان تماماً انّ "تهشيم" رؤوسهما من أولويات أي محور في حال "حسم الخيارات" .

أستغرب من الهجوم الذي شنّه البعض على أمين عام الجهاد الإسلامي لزيارته طهران وبعض من هؤلاء حاولت قياداته زيارة طهران مراراً ورُفض الطلب .

زيارة طهران لا تُعيب "شلّح" ولكن الحذر فيما بعدها مطلوب - وقد يكون "المطلوب" من الجهاد أقل بكثير مما طُلب من حماس والرئيس أبو مازن من المحورين على اختلافهما لكنّها قد تكون "القاضية" للجهاد في حال تماهت في الموقف مع إيران إقليمياً بشكل واضح .

اتصال رامي الحمدلله بالخرّيج "لولو" المضرب عن الطعام جاء في وقته وتصرف ينُم عن اهتمام حكومي بقطاع غزة عكس ما تُحاول بعض الجهات تصويره .

استكمال الإجراءات الحكومية بإطلاق مشروع تشغيل للخريجين في قطاع غزة سيُحسب للحكومة ولرئيسها الذي اهتمّ بهذه الشريحة بشكل شخصي , وبمعرفتي بأسلوب العمل الذي ينتهجه الدكتور الحمدلله فإني أتوقع مشروعاً قريباً لتشغيل الخريجين في قطاع غزة تُشرف عليه الحكومة مباشرة .



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق