السبت، 13 يونيو 2015

                                                                                                                الحلم والواقع

حدثنا ابا الطيب فقال ، وعمر السامعين يطال ، بعد أن هجع فسجع

لا هم لى غير اسداء النصح وأنا اجدى الناس بالنصح

قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك

اليك  يامولاى حكاية الحلم والواقع لما قد يكون فيها من منافع تغير الحال  وتريح البال وتذهب الهم والكروب

وتفتح العقل والقلوب
ثم أفاض لا فض فوه بعد أن جلس وتجلى ،

يفقد الأنسان شريكه اذا فشل فى اختياره , وقبل به كحل لمشكلته  اذ يكون الأختيار عن غير اقتناع كامل ،

قبل به كأمر واقع ضرورى له ولابد منه  متنازلا عن حلمه فى شريك عمره  الذى كان يتمناة فى مخيلته  .

ويكتشف ذلك بعد فتره ، عندما يبدء الشريك فى اكتشاف خطأ اختياره  ، ويستمر فى خطئه اذا تابع  مقارنته

لكل عمل او قيمة او تصرف لشريكه لا يتناسب مع حلمه فى ذلك الشريك .

وقد يكون له عذره ، الذى لا يبرر استمراره فى التعلق بالحلم ، بينما الواقع أهم وأجدى من الحلم الذى  لا  يلبث

أن يتحول الى حلقة سوداء يدور فيها كل متعلق بالأحلام ولا يعتبرها مجرد احلام ومن الأجدى له التعلق بالواقع

وتجميله وتحسينه ليرضي به نفسه وغروره .

وأضطر للقول " ان اختيار الشريك لشريكا أقل منه ادراكا ومعرفة يخلق حالة رهيبة يا مولاى  من الصراع بين

العقل والحلم ، واستماتته فى الصراع مهما تعرض له ، ويعانى معاناة شديدة يستثيغها فى البداية   ثم لا يلبث أن

يدمن عليها الذى يسبب انهيار المعبد على عابده  .

لم يتحضر الأنسان ( يا مهجة  قلبنا ) ويتقدم  الا عندما تحرر من الحلم ، وطوع الواقع لمصلحته وسخره له

محققا سعادته التى  يراها فى الحلم . وبذلك يكون ( ياطويل العمر )  قد انهار الحلم امام الواقع واعطاه مكانه  .

مثل البلاد المتطورة فى الغرب ( ياكبير ) التى تنازلت عن الاستغلال والامبراطوريات كحلم للسيطرة على العالم

ولم تجد غير الخسارة الفادحة فى ارواح   شعوبها التى   أكلت نصفها الحروب الطويلة  لتحقيق ذلك  الحلم ،  ثم

أستفاقت وشرحت الواقع الذى بين يديها ، وحددت فوائده واضراره فأهملت الضار واستغلت النافع منه مشيدة

المصانع التى أنتجت المال من بيعها ما أنتجه الواقع لأصحاب الحلم المنتظرين والمتمسكين بأحلامهم السعيدة

معتقدين " خطأ "  أنهم حتما السابقون حيث أن جهد الآخرين سيعيقهم بكل تأكيد  عن  متابعة  الحلم   واهماله

وشيئا فشيئا ينسونه ويتركونه لهم وحدهم وبذلك فهم حتما الرابحون . ؟؟

وتضيع حياتهم / حياة أصحاب الحلم / هباء بين المقارنة  تارة والندم أخرى . بينما حقق  الأخرون  حلمهم

الذى  ينتظره الحالمون لتطويع الواقع وتحقيق سعادتهم .

                                                                                عصام عبيد

                                                         
         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق