الخميس، 8 أكتوبر 2015

محمد سيف الدولة

فى كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة فى دورتها الـ 70، أعلن ابو مازن، انه طالما اسرائيل لا تلتزم باتفاقيات اوسلو وملحقاتها، فان السلطة الفلسطينية لن تلتزم هى الأخرى.
***
ربما فى ظروف أخرى، كنا سنرحب جميعا بمثل هذه البداية التصحيحية، وكان العالم سينقلب رأسا على عقب، وكان هذا الخبر ليتصدر كل وكالات الانباء العربية والعالمية والعبرية.
ولكن شيئا من هذا لم يحدث.
لماذا؟
 لأن أحدا لم يصدق أبو مازن فيما قاله، لا الفلسطينيين ولا العرب ولا الصهاينة ولا امريكا ومجتمعها الدولى.
لقد نطقها ابو مازن فى كلمات ثقيلة خرجت من فمه "بالعافية" وكأن هناك طبنجة موجهة الى رأسه، قالها من وراء قلبه، مجردة من المصداقية والحزم والحماسة التى تتسم بها مثل هذه القرارات الخطيرة الفارقة.
قالها وهو يتلجلج و يتلعثم، ويعيد ويزيد ويصحح ويفسر ويمعن فى التبرير وكأنه يعتذر عنها قبل ان ينطقها.
***
ولكن الاهم انه قالها فى سياق خطاب، حمل عشرات المعانى والمواقف المضادة والمناقضة لأى توجه وطنى حقيقى، و خالية من أى تراجع فعلى عن نهج "أوسلو" فى الاعتراف باسرائيل والتنازل لها عن فلسطين 1948 والتخلى عن الحق فى المقاومة ومطاردة من يقاوم من الشعب الفلسطينى:
قال أنه رغم كل الاعتداءات الاسرائيلية ومهما حدث فإنهم لن يلجئوا أبدا للعنف!
رحم الله ابو عمار 1974 حين تحدث عن غصن الزيتون والبندقية فى خطابه الشهير فى الامم المتحدة.
اما ابو مازن فالظاهر انه لم يعلم بعد ان البشرية قد اخترعت شئ اسمه الانتفاضات الشعبية ومقاومة الاحتلال، او انه يعلم ويخجل أن يقترن اسمه بها، فأراد أن يتبرأ منها بكل الصيغ والتعبيرات.
وحتى حين طالب بالحماية الدولية، فانه أخذ " يتمسكن" ويقدم صورة مهينة للشعب الفلسطينى، صورة شعب غلبان مكسور الجناح، مغلوب على أمره، لا حول له ولا قوة، وكأنه يتكلم عن شعب آخر غير الذى نعرفه والذى لم يكف عن المقاومة منذ قرن من الزمان.
لقد كان يستجدى الحماية من الامم المتحدة استجداءً، فكررها عدة مرات:  نرجوكم، نرجوكم، نرجوكم.
***
أخذ فى خطابه يؤكد ويكرر على اعترافه باسرائيل وحقها فى الوجود وفى الحياة آمنة على "أرض فلسطين التاريخية" حتى يطمئن الجميع انه لا يحمل اى اطماع او احلام هناك. ووجه خطابا ودودا الى ما يسمى "بالشعب الاسرائيلى" يناجيه ويستجديه السلام هو الآخر. 
تحدث عن قرار التقسيم الصادر من الامم المتحدة عام 1947، لا ليعترض عليه، ويذكر المؤسسة الدولية بالمآسى التى عانى منها الشعب الفلسطينى بناء عليه. ولكن لينطلق منه كأساس ومرجعية دولية يلتزم بها، وليشكو ان الجزء الخاص فيه بالدولة الفلسطينية لم ينفذ بعد.
حتى انه لم يشر الى ان مساحة اسرائيل الحالية (78 % من فلسطين) ليست هى المساحة التى اعطتها الامم المتحدة للدولة اليهودية (55% من فلسطين)
***
وكرر نفس العبارات الكريهة التى يرددها قادة العرب كثيرا هذه الأيام، من ان حل القضية الفلسطينية سيجرد المتطرفين والإرهابيين من كل ذرائعهم. وكأن تحرير الارض المحتلة ليس مطلوبا فى حد ذاته، وانما لتفويت الفرصة على الارهابيين.
وحين أراد أن يعدد الانتهاكات الاسرائيلية، تحدث عن الدوابشة وابو خضير ثم قفز فجأة للخلف 15 سنة للتحدث عن محمد الدرة، متجاهلا كل جرائم الحرب والإبادة التى ارتكبتها اسرائيل فى غزة وآخرها العدوان الاخير فى صيف 2014، والتى سقط فيها ما يزيد عن 2000 شهيد اكثر من نصفهم من الاطفال والنساء.
***
وأخيرا، لا أعلم لماذا يتصور اصحاب الفخامة والجلالة والسمو، حين يذهبون الى الامم المتحدة او يتحدثون فى المنابر الدولية، ويحاولون تجميل وجوههم، اننا ننسى حقيقتهم وماذا كانوا يفعلون فى اليوم السابق وماذا سيفعلون فى اليوم التالى؟
فمن الذى ينسق مع العدو الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى ومقاومته. ويطارد ويعتقل ويسجن مئات الفلسطينيين كل يوم، وفقا للأوامر والتعليمات الاسرائيلية؟
ومن الذى سلم عناصر الشرطة الفلسطينية للأمريكان، ليقوموا بتدريبها على  الشراكة الامنية مع قوات الاحتلال فى مواجهة الفلسطينيين؟
ومن الذى وصم الانتفاضة بالكارثة؟
 ومن الذى يقيد الشعب الفلسطينى اليوم و يعمل حثيثا على اجهاض اى محاولات للثورة والانتفاض ضد تقسيم المسجد الاقصى وتهويده؟
ومن الذى بارك وتواطأ على حصار الشعب فى الفلسطينى فى غزة؟
وقبل ذلك وبعده، من الذى باع فلسطين 1948 للعدو الصهيونى واعترف بشرعية اسرائيل؟ ويقوم بدور الخادم الأمين لأمن اسرائيل ؟
***
آه، عفوا، كدت أنسى، مبروك رفع العلم الفلسطينى فى الأمم المتحدة.
*****
                                                                                                    القاهرة فى أول أكتوبر 2015

الاثنين، 5 أكتوبر 2015

الحليف المناسب للغرب في سوريا في مواجهة تنطيم الدولة الإسلامية

المعارضة السورية المسلحة...معتدلة وإسلامية جهادية؟

أصبحت الإدارة الأمريكية تريد تسليح المعارضة السورية المسلحة من أجل مساندة الولايات المتّحدة الأمريكية في حربها ضد تنطيم الدولة الإسلامية. الصحفية والخبيرة الألمانية كريستين هيلبيرغ تسلط الضوء في تحليلها التالي لموقع قنطرة على الأطراف المناسبة للدخول في تحالف مع الغرب.
تبدو الخطة بسيطة: ستقوم الولايات المتّحدة الأمريكية بقصف تنظيم الدولة الإسلامية من الجو، وعلى الأرض سيتولى محاربته المتمرّدون السوريون. إذ إنَّ ما يسير بشكل جزئي في شمال العراق - بالتعاون هناك مع قوّات البشمركة الكردية - يريد تطبيقه الآن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سوريا. لكن مع مَنْ يجب على الغرب التعاون ومَنْ هم "المتمرّدون المعتدلون" الذين كثيرًا ما يدور الحديث حولهم؟
يعتبر البحث عن شركاء في سوريا أمرًا صعبًا لثلاثة أسباب. أولاً: تعاني المعارضة المسلحة في البلاد من انقسامات حادة للغاية ويؤدّي تغيير التحالفات إلى جعل تحديد ألوية المقاومة المسلحة أمرًا صعبًا. ثانيًا: لقد تم تحويل المقاومة ضدّ نظام الأسد بعد ثلاثة أعوام من القتال اليائس من أجل البقاء إلى مقاومة إسلامية برمّتها، وذلك لأنَّها أيضًا كانت تُموّل بصورة كبيرة من قبل المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا. وثالثًا: تمثّل هذه الدولُ الثلاث حلفاءَ الولايات المتّحدة الأمريكية الرئيسيين في المنطقة، ولكن لديها تصوّرات مختلفة حول مستقبل سوريا، ولذلك يوجد اختلاف حول تحديد الجماعات التي يجب على الأمريكيين دعمها.
فيما يخص المشكلة الأولى: يبلغ بحسب تقديرات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عدد الميليشيات في سوريا ألفًا وخمسمائة جماعة مسلحة، لذلك لا بدّ من التبسيط كثيرًا من أجل ترتيبها على نحو تقريبي. ومعظم هذه الألوية تتكوّن من عدة مئات أو بضعة آلاف من المقاتلين وتقودها شخصيات محلية تحرص على استقلالها ودعمها الميداني. أمَّا التحالفات التي يتم تشكيلها باستمرار تحت أسماء جديدة - سواء كانت جغرافية أو ضمنية - فكثيرًا ما تستمر لبضعة أشهر فقط أو أنَّها لا تخرج قطّ عن كونها مجرّد تصريحات نوايا يتم نشرها على شبكة الانترنت.
تحوّلات غير ثابتة
يمتد الطيف الإيديولوجي في سوريا من القوميين العلمانيين إلى الإسلاميين المحافظين وحتى السلفيين الجهاديين، إذ تعتبر التحوّلات الإيديولوجية غير ثابتة. يعدّ تحالف الجيش السوري الحرّ مع وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، الجناح العسكري لحزب الاتّحاد الديمقراطي (PYD) السوري شقيق حزب العمال الكردستاني التركي، من ضمن القوى ذات التوجّهات القومية، أي القوى التي لا تستند على حجج دينية.
تسيطر وحدات الجيش السوري الحر على المعركة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، حيث تأتي الإمدادات عبر تركيا، وتقاتل داخل مدينة حلب وحولها وكذلك في جنوب سوريا بالقرب من مدينة درعا وفي منطقة دمشق وريفها. أمَّا وحدات حماية الشعب فتسيطر على شمال شرق سوريا ذي الأغلبيه الكردية.
مدينة الرقة السورية بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها. Foto: dpa/AP Photo/Raqqa Media Center of the Islamic State
مَنْ سيوقف تنظيم الدولة الإسلامية؟ بعد تقدّمه السريع في الأشهر الأخيرة بات تنظيم الدولة الإسلامية يفرض سيطرته على أجزاء واسعة من سوريا والعراق. يعتبر دحر ميليشيا تنظيم الدولة الإسلامية من قبل القوّات الحكومية العراقية وبعض أطراف المعارضة السورية المسلحة أمرًا غير محتمل.
تقود الوسط الإسلامي في البلاد الجبهة الإسلامية السورية، وهي أقوى تحالف للمتمرّدين في سوريا. وجميع أعضائها يتبنّون خطابًا دينيًا، ومع ذلك تعترف بعض الألوية المنضوية تحت رايتها بالمبادئ الديمقراطية وحقوق المرأة والأقليات، في حين أنَّ هناك ألوية أخرى تتبنّى مواقف سلفية أكثر تطرُّفًا. لقد تأسّست الجبهة الإسلامية في الأصل من سبع جماعات في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، كان من بينها كتائب أحرار الشام (في شمال سوريا) ولواء التوحيد (في حلب) ولواء صقور الشام (في إدلب) ولواء جهاد الإسلام (في دمشق).
ويُقدّر عدد أعضاء الجبهة الإسلامية في جميع أنحاء سوريا بنحو خمسين ألف مقاتل. قد يؤدي الهجوم الذي استهدف قادة كتائب أحرار الشام في بداية شهر أيلول/سبتمبر الماضي 2014 ولم يُقتل فيه فقط الزعيم السياسي للجبهة الإسلامية حسن عبود - الذي يعدّ من أهم زعماء المتمرّدين في سوريا، بل لقد قُتل فيه أيضًا جميع الكوادر القيادية في كتائب أحرار الشام، إلى إضعاف الجبهة الإسلامية. ولذلك فإنَّ الأمر الحاسم بالنسبة للتطوّرات في الأشهر المقبلة بات يكمن في احتمال انتقال مقاتلي كتائب أحرار الشام (عددهم الإجمالي نحو عشرين ألف مقاتل) إلى الجيش السوري الحر أو إلى المتطرّفين، أو ربما أيضًا إلى تنطيم الدولة الإسلامية.
وهذا التنظيم الأخير يعدّ وبكلّ وضوح في الطرف الجهادي من الطيف الإيديولوجي في سوريا، تمامًا مثلما هي الحال مع جبهة النصرة - التي تمثّل الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا - وكذلك الجماعات الأجنبية المختلفة. وهذه الجماعات تتكوّن من جهاديين غير سوريين يتوقفون في سوريا فقط وهم في طريقهم إلى الخلافة العالمية، وغالبًا ما ينظّمون أنفسهم بحسب جنسياتهم، ويوجد من بينهم توانسة ومصريون وليبيون ومغاربة ولبنانيون وسعوديون وأوزبكستانيون وشيشان وكذلك بعض معتقلي غوانتانامو السابقين.
تحالف ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية
في حين أنَّ جميع الجماعات الجهادية الأجنبية تدعم تنطيم الدولة الإسلامية على الأقل دعمًا إيديولوجيًا، فإنَّ جبهة النصرة تتّخذ موقفًا معاديًا من تنظيم الدولة الإسلامية. فبعدما حاول زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في عام 2013 جعل نفسه الممثّل الوحيد لتنظيم القاعدة في العراق وسوريا ورفضته جبهة النصرة، حدثت القطيعة مع تنظيم القاعدة. ومنذ ذلك الحين يتّبع البغدادي مشروع الخلافة الخاص به، ولذلك تتم محاربته في سوريا من قبل جميع المتمرّدين الآخرين، أي من قبل الجيش السوري الحر ووحدات حماية الشعب الكردية والجبهة الإسلامية السورية وكذلك جبهة النصرة.
وبما أنَّ العديد من الألوية لا تستطيع وحدها التأثير كثيرًا، فهي تتّحد مع بعضها من أجل تنفيذ عمليات أكبر - سواء تعلق الأمر بالاستيلاء على مطار عسكري من مطارات النظام أو بإخراج تنظيم الدولة الإسلامية من
منطقة معيّنة. وعلى هذا النحو تنشأ باستمرار تحالفات جديدة محلية. إذ تتعاون وحدات الجيش السوري الحر مع الجبهة الإسلامية بشكل منتظم، وفي الماضي كثيرًا ما كانت تشارك في هذه التحالفات أيضًا جبهة النصرة المجهّزة تجهيزًا جيدًا. وبالتالي فإنَّ الخوف من احتمال وصول الأسلحة إلى تنظيم القاعدة هو صحيح من دون ريب.
فمن سيحصل إذًا على الخمسمائة مليون دولار المقترحة من أوباما؟ حتى الآن تعاون الأمريكيون في الغالب مع الجيش السوري الحر. تعتبر محاولة إيجاد بعض التنظيم الهيكلي في الحرب ضدّ نظام الأسد من خلال المجلس العسكري الأعلى الذي تم تأسيسه في عام 2012، أي الشريك العسكري للائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية السياسية في الخارج، محاولة فاشلة. ويعود سبب فشلها قبل كلّ شيء إلى كون الولايات المتّحدة الأمريكية كانت تعد بالكثير ولم تفعل سوى بالقليل. كان ضباط الجيش السوري الحر يعودون طيلة أعوام ببعض الذخيرة وبنادق كلاشينكوف قديمة إلى "قادتهم"، وكثيرًا ما كانوا يعودون بأيدٍ فارغة. ولهذا السبب تحوّل معظم قادة الألوية إلى البحث بأنفسهم عن الداعمين الأجانب.
أحد قادة المعارضة السورية أحمد الجربا في اجتماع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتاريخ 13 / 05 / 2014 في واشنطن.  Foto: Picture-alliance/AA
وعد الغرب بالكثير ولم يفعل سوى القليل - "من سيحصل إذًا على الخمسمائة مليون دولار المقترحة من أوباما؟ حتى الآن تعاون الأمريكيون في الغالب مع الجيش السوري الحر. تعتبر محاولة إيجاد بعض التنظيم الهيكلي في الحرب ضدّ نظام الأسد من خلال المجلس العسكري الأعلى الذي تم تأسيسه في عام 2012، أي الشريك العسكري للائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية السياسية في الخارج، محاولة فاشلة"، مثلما ترى كريستين هيلبيرغ.
وفي هذه الأثناء من المفترض أنَّ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أصبحت تموّل ما بين 12 و14 ميليشا في الشمال ونحو 60 مجموعة أصغر في جنوب البلاد، ولكن هل بإمكان الولايات المتّحدة الأمريكية أن تكسب المعركة ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية بالتعاون فقط مع الجيش السوري الحر؟ وهل يجب على الغرب عدم التفكير في إشراك الألوية السورية الأقوى التي ينتمي الكثير منها إلى الجبهة الإسلامية؟ يقودنا هذا السؤال إلى المشكلة الثانية المتمثّلة في أسلمة الثورة السورية.
ما من شكّ في أنَّ منشورات العديد من جماعات الجبهة الإسلامية على الإنترنت تبدو متطرّفة بالنسبة لنا في الغرب، لكن يجب علينا خاصة في وسط المعارضة السورية الواسع أن نكون حذرين مع الأوصاف الإيديولوجية. إذ إنَّ الإيديولوجيات المعروضة من قبل لواء ما تخدم حاليًا قبل كلّ شيء في تمويل الحرب كما أنَّها لا تعبّر كثيرًا عن قناعة سياسية راسخة. وبما أنَّ أهم المموّلين موجودون منذ أعوام في دول الخليج، فإنَّ الظهور بوشاح أسود مشدود فوق الجبين عليه الشهادة باللون الأبيض يعتبر أمرًا مجديًا أكثر من ارتداء الملابس العسكرية الخضراء المموّهة.
متمرّدون يمكن التأثير عليهم إيديولوجيًا
وفي الواقع من الممكن من دون ريب التأثير على المتمرّدين في سوريا إيديولوجيًا. فهم يعلنون بحسب الطرف الذي يجلس مقابلهم (سواء كان عميلاً لاستخبارات غربية أو مبعوثًا عن العاهل السعودي) أنَّهم يريدون اختيار الديمقراطية والحرية للجميع، أو أنَّهم يسعون إلى إقامة دولة سُنّية. وطبقًا لذلك يتعامل السوريون أيضًا بمرونة في صراعهم اليومي من أجل البقاء.
فمن لم يستطِع الحصول حتى على بندقية كلاشينكوف لدى الجيش السوري الحر، يفضّل الذهاب إلى الإسلاميين في كتائب أحرار الشام، المجهّزة تجهيزًا أفضل بكثير. وإذا اضطر شاب إلى تحمّل نفقات أسرته الكبيرة، سيسرع في اللجوء إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي يدفع أجرًا منتظمًا. ولكن هذا لا يعني مع ذلك أنَّه أصبح بين ليلة وضحاها جهاديًا مقتنعًا بالأفكار الجهادية. ولذلك توجد طاقات كبيرة من المقاتلين السوريين المتطوّعين، الذين يستطيع الغرب كسبهم إلى جانبه من خلال الحوافز المالية.
ولكن لا بدّ من الحذر: إذ إنَّ مَنْ يطالب بالابتعاد الفوري عن المواقع الإسلامية كشرط مسبق لتصدير الأسلحة، يضع زعماء المتمرّدين في موقف خطير باعتبارهم عملاء فاسدين للغرب ويخسر المقاتلين الذين سينتقلون إلى جماعات أكثر تطرّفًا. بإمكان الأمريكيين والأوروبيين منع تسجيل هذا الهدف في مرماهم، من خلال جعلهم أولاً بعض الألوية السورية قوية لا تعتمد على دعم الجهاديين. إذ إنَّ مَنْ يكسب لدى الجيش السوري الحر مالاً أكثر مما يكسبه لدى تنظيم الدولة الإسلامية، سوف يبقى وفيًا لهذا الجيش. ومَنْ يستطِع بقوّته الخاصة الاستيلاء على قاعدة عسكرية تابعة للأسد، فلا يحتاج إلى اللجوء إلى جبهة النصرة. يجب أن يكون الولاء مجديًا.
ينطبق ما يلي بشكل خاص على جبهة النصرة التي شاركت معها في القتال جميع جماعات المتمرّدين السوريين تقريبًا: من الأفضل عدم مواجهتها مباشرة (وإلاّ فستتحالف مرة أخرى مع تنظيم الدولة الإسلامية)، بل يجب أن يتم سحب البساط ببطء من تحت أقدامها. في شهر تموز/ يوليو 2014 أعلنت ثمانية ألوية - جميعها تحصل على مساعدات عسكرية غربية - عن أنَّها لم تعد تتعاون مع جبهة النصرة. وفي الواقع لقد قاتل واحد من هذه الألوية على الأقل أثناء الدفاع عن مدينة حلب إلى جانب جبهة النصرة، وذلك بسبب عدم توفّر الأسلحة الحديثة الضرورية لدى هذا اللواء.
مقاتلون من الجيش السوري الحر في حي صلاح الدين في حلب. Foto: picture alliance /abaca
يجب بحسب رأي كريستين هيلبيرغ "مكافأة التعاون الجديد القائم بين الجيش السوري الحر ووحدات حماية الشعب الكردية، وكذلك توحيد الهياكل من خلال إرسال الأسلحة الحديثة إلى الجيش السوري الحر والأكراد وإلى العديد من وحدات الجبهة الإسلامية وربطها بذلك مع الغرب، من أجل العمل بالتالي على إضعاف الجماعات المتطرّفة مثل جبهة النصرة وعزلها".
وضع حدود واضحة للجهاديين
تبقى المشكلة الثالثة المتمثّلة في التصوّرات المختلفة لمستقبل سوريا. ففي حين أنَّ الغرب يحلم بإقامة دولة تكون علمانية ديمقراطية بقدر الإمكان، تفضّل المملكة العربية السعودية إيجاد دولة دينية سُنّية، بينما تريد قطر انتصار جماعة الإخوان المسلمين. ولكن بما أنَّ دول الخليج غير مستعدة - على العكس من الولايات المتّحدة الأمريكية - لأن تنشر في سوريا قوّاتها المتطوّرة جدًا (بفضل صادرات الأسلحة الألمانية)، فيجب على واشنطن أن تختار حلفاءها على الأرض.
من الممكن للسعوديين والقطريين تسديد النفقات، بينما يستطيع الأردنيون والأتراك تقديم الدعم اللوجستي، غير أنَّ الكلمة الأخيرة، أي تحديد الأطراف التي ستحصل على المساعدات الغربية، يجب أن تكون لدى أولائك الذين يخاطرون أكثر بكثير من غيرهم، وحتى الآن يبدو أنَّ هؤلاء هم الأمريكيون.
يجب على الغرب وضع حدود واضحة للجهاديين في أثناء بحثه عن حلفاء في الحرب ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن ينبغي عدم المبالغة في تقدير التصريحات الإسلامية الخاصة بالألوية السورية. كذلك يجب مكافأة التعاون الجديد القائم بين الجيش السوري الحر ووحدات حماية الشعب الكردية، وكذلك توحيد الهياكل من خلال إرسال الأسلحة الحديثة إلى الجيش السوري الحر والأكراد وإلى العديد من وحدات الجبهة الإسلامية وربطها بذلك مع الغرب، من أجل العمل بالتالي على إضعاف الجماعات المتطرّفة مثل جبهة النصرة وعزلها. ومن المهم للغاية: أن يكف الغرب عن إطلاق الوعود التي لا يمكنه الوفاء بها.


كريستين هيلبيرغ
ترجمة: رائد الباش

استطلاع: "نصف الألمان خائفون" من اللاجئين وميركل تخسر 9 نقاط من شعبيتها لترحيبها باللاجئين وتحظى بتأييد 54% من شعبها


04.10.2015

ووفقا لوزارة الداخلية الألمانية في ولاية بافاريا، فقد وصل بين 270 و 280 ألفا من طالبي اللجوء الى ألمانيا خلال أيلول/سبتمبر 2015 وحده، أي أكثر من إجمالي الذين وصلوا عام 2014. من جانبها قالت ميركل إن بلادها لا يمكنها توفير ملاذ لكل اللاجئين القادمين إليها.وأضافت: "علينا أن نوضح أيضاً أن هؤلاء الذين لا يحتاجون إلى حماية والقادمين لأسباب اقتصادية محضة، عليهم أن يغادروا بلادنا مرة أخرى".

 وكشف استطلاع نشرت نتائجه شبكة التلفزة الألمانية إيه آر دي العامة عن قلق ومخاوف تنتاب نصف الألمان حيال وصول مئات الآلاف من طالبي اللجوء فيما تتراجع شعبية المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي فتحت أبواب البلاد بشكل واسع. وأظهرت نتائج الاستطلاع ان 51% من الألمان أعربوا عن "الخوف من اللاجئين" نقلا عن بيانات معهد إنفراتست.
وبذلك، تكون نسبة الذين أعربوا عن الخوف ارتفعت 13 بالمائة مقارنة مع استطلاع أجري الشهر الماضي، بينما تتوقع ألمانيا هذا العام استقبال بين 800 ألف إلى مليون من طالبي اللجوء.
من جهتها، خسرت ميركل 9 نقاط خلال شهر واحد، بحيث أعلن 54% فقط تأييدها، وهي أسوأ نسبة لها منذ نحو أربع سنوات.
وبالنسبة للألمان الذين يعيشون في شرق ألمانيا، حيث تتركز التظاهرات المعادية للمهاجرين، فان 59% ممن شملهم الاستطلاع أكدوا الخوف من اللاجئين. فيما عبر 48% فقط عن مخاوفهم غرب البلاد.
وقد أظهر الألمان ترحيبا بطالبي اللجوء وخصوصا الفارين من مناطق الحرب في العراق أو سوريا. لكن تكاثر الحوادث في مراكز الإيواء بين اللاجئين من مختلف الجنسيات ساهم في تغيير الآراء بعض الشيء وتشديد الخطاب السياسي، خصوصا في ولاية بافاريا حيث يصل العديد من المهاجرين.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات في مدينة هامبورغ أنها أصدرت قانونا يسمح لها بمصادرة عقارات تجارية فارغة لإيواء طالبي اللجوء.

حتى الأطفال الرضع نجحوا في الوصول إلى عاصمة ولاية بافاريا. الطفلة ذات الثوب الأحمر ترفع يدها بالتحية وتظهر على وجهها ابتسامة تزيل عناء الرحلة الطويلة الشاقة. اغتالت الصراعات والحروب أحلامها في بلدها الأصلي، لكن ربما تبتسم لها الحياة هنا في ألمانيا.
وكشفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن بلادها لا يمكنها توفير ملاذ لكل اللاجئين القادمين إليها. وفي رسالتها الأسبوعية المتلفزة عبر الإنترنت، قالت ميركل السبت (الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر 2015): "يجب علينا أن نوضح أن هؤلاء المحتاجين إلى حماية من المنتظر أن ينالوا الحماية لدينا، كما علينا أن نوضح أيضاً أن هؤلاء الذين لا يحتاجون إلى حماية والقادمين لأسباب اقتصادية محضة، عليهم أن يغادروا بلادنا مرة أخرى". وأضافت ميركل: "علينا أن نكون أكثر منطقية، وأن نوضح ذلك". د ب أ

الشرطة الألمانية: زيادة الهجمات على ملاجئ اللاجئين في ألمانيا إلى الضعف

دور الجنرال قاسم سليماني في العراق

إبطال سحر بطل إيران العسكري...رجل الحرس الثوري الغامض

إلى فترة غير بعيدة كانت إيران لا تزال تحتفل بالجنرال قاسم سليماني - قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني - باعتباره بطلا عسكريا ورجل المستقبل. ولكن مع ذلك صارت تظهر وباستمرار المزيد من المعلومات حول دوره الهدام في العراق. علي صدرزاده يسلط الضوء على دور الجنرال قاسم سليماني في العراق وأفول نجمه في إيران.
"أسد في الشتاء" - كان هذا عنوانًا مثيرًا للانتباه، طالع القرَّاء في الخامس من شهر أيلول/سبتمبر 2015 في صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية. تعتبر هذه الصحيفة على العموم صحيفة ذات مصداقية وجادة. (والعنوان مستمد من عمل أدبي فني بريطاني كنايةً عن الرجل القوي المعتد بنفسه الذي خارت قواه نظرا للشدائد وتقدم العمر).
والمقصود بالأسد هو الجنرال قاسم سليماني، الذي يقود العمليات العسكرية الإيرانية في كلّ من سوريا والعراق واليمن ولبنان. كشف صحيفة "الإيكونوميست" أنَّ أعماله المنفردة تمثِّل بالنسبة لأقوى رجل في إيران، آية الله علي خامنئي، مصدر قلق ومخاوف جادة، بحيث أنَّ خامنئي بات يريد مراقبته في المستقبل بشكل أفضل. وبحسب الإيكونوميست فقد تم اختيار محسن رضائي من أجل القيام بهذه المهمة.
ومحسن رضائي، الذي كان يرأس في سنوات شبابه الحرس الثوري الإيراني، هو اليوم عسكري متقاعد خلع زيه العسكري قبل عشرين عامًا. وعندما ظهر فجأة من جديد في منتصف شهر آب/أغسطس 2015 في الزي العسكري، أثار بذلك دهشة الكثيرين. وبعدما تم سؤاله لماذا يظهر فجأة في هذه البزة القديمة التي لم تعد مألوفة عليه، جاءت إجابته غامضة: "لقد ارتديت البزة العسكرية مرة أخرى بناء على طلب وبإذن من مرشد الثورة"، مثلما قال هذا الرجل العجوز.
تعتيم إعلامي مفروض من الدولة
ومثلما كان متوقعًا فقد تجاهلت وسائل الإعلام الإيرانية هذه المستجدات المثيرة للجدل، التي كشفت عنها صحيفة "الإيكونوميست". ولكن في المقابل تم التقاط هذه القصة من قبل وسائل الإعلام العربية، التي لا تخفي مناهضتها لإيران. وفي البداية كان الكثير مما ورد هناك مجرَّد تكهنات، وكثيرًا ما كانت ترد معلومات من مصادر مجهولة. وكذلك إنَّ توقُّع ورود إجابات رسمية أو تنويرية من الحكومة الإيرانية حول هذه القضية يعدُّ ضربًا من الخيال، خاصة وأنَّه لا يمكن الحديث علنًا حول احتمال توقف الحياة المهنية لرجل قوي مثل قاسم سليماني.
ولكن في عصر الإنترنت والقنوات الفضائية ونظرًا إلى أنَّ الأغلبية الكبرى من الشعب الإيراني تتجوَّل وتسافر في العالم الافتراضي، فلا يمكن تمامًا إخفاء مثل هذه القصة المثيرة للجدل - خاصة وأنَّ بعض وسائل الإعلام العربية مثل "قناة العربية" لا تمل ولا تكل من إعادة التفاصيل ولا تتوقف عن التكهنات.
وبما أنَّ هناك هدوءًا تامًا في وسائل الإعلام الإيرانية حول هذا الجنرال الغامض، فإنَّ هذا يثير المزيد من الشائعات والافتراضات. فإلى بداية شهر تموز/يوليو 2015 كان لا يزال يتم الاحتفال بالجنرال قاسم سليماني - الذي انضم في السابق عندما كان شابًا من قرية لا يملك شهادة الدراسة الثانوية إلى الثورة الإسلامية في عام 1979 - باعتباره بطلاً أسطوريًا ومحاربًا يمتلك قوى خارقة للطبيعة. فقد كانت جميع تفاصيل حياته وحتى الصغيرة مثيرة للاهتمام والتغطية الإعلامية بالنسبة لوسائل الإعلام الإيرانية. 
لدى آية الله علي خامنئي - قاسم سليماني (على يمين الصورة) هو رئيس وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني، المعروفة باسم "فيلق القدس".  Foto: Isna
في الخدمة العسكرية لدى آية الله علي خامنئي - قاسم سليماني (على يمين الصورة) هو رئيس وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني، المعروفة باسم "فيلق القدس"، وهو فرع من الحرس الثوري الإسلامي ينشط في الخارج. تتَّهم الحكومات الغربية وإسرائيل وحدات "فيلق القدس" شبه العسكرية بدعمها جماعات مسلحة في الشرق الأوسط. شارك قاسم سليماني في المعارك ضدَّ ميليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرِّف في العراق.
كانت الدعاية المحيطة بشخصيته كبيرة جدًا، بحيث أنَّ الكثيرين في إيران يعتقدون أنَّ قاسم سليماني هو الوحيد القادر على دحر تنظيم "الدولة الإسلامية". كان هذا الجنرال يبدو رجل الساعة وحتى رجل المستقبل. وحتى أنَّ هناك مخرجًا كان يريد تصوير ملحمة بطولية حول قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي اكتسب جميع خبراته وقدراته من حرب الثماني سنوات مع العراق. ولكن تم فجأة إيقاف العمل على هذا المشروع.
نهاية الصمت
منذ فترة قصيرة بتنا نعرف أسباب الهدوء المفاجئ الذي خيَّم على هذا الجنرال المبجَّل. وذلك بعدما نشر موقع "إيران دبلوماسي" Irandiplomacy بعض التفاصيل الغنية جدًا بالمعلومات والخلفيات حول دور الجنرال قاسم سليماني الهدَّام في العراق.
وبهذا فقد ظهر أخيرًا تأكيد شبه رسمي لتلك التكهنات، التي يتم تداولها في وسائل الإعلام العربية منذ شهر أيلول/سبتمبر 2015. وذلك لأنَّ موقع إيران دبلوماسي تتم إدارته من قبل صادق خرازي، السفير الإيراني السابق في باريس. وصادق خرازي مرتبط بأسرة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الراحل آية الله روح الله الخميني، وهو مرتبط كذلك بأسرة الرجل الأقوى حاليًا في إيران، علي خامنئي ويعتبر أيضًا أمين سرِّه.
ومنذ نشر هذه المعلومات لم نتعرَّف فقط على تفاصيل حول حجم التدخُّل الإيراني في العراق، بل عرفنا أيضًا كيف يتصرَّف قاسم سليماني في هذا البلد المجاور ويديره بغطرسة واستبداد - وهكذا بات يمكننا أن نفهم لماذا ينظر إليه كثير من العراقيين على أنَّه أحد مدمِّري بلدهم.
لا يذكر موقع إيران دبلوماسي سوى ثلاثة أحداث فقط حدثت في شهر آب/أغسطس 2015، أي في تلك الأيَّام، التي كان يحاول خلالها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي منع انهيار بلاده. شهدت هذه الأيَّام تزايدًا مستمرًا في ضغط الشارع العراقي من أجل محاربة الفساد، وبالتزامن مع ذلك لم يتم إحراز أي تقدُّم يذكر في الحرب الدائرة في محافظتي الموصل والأنبار ضدَّ تنظيم "الدولة الإسلامية"، بينما كان الأمريكيون يعبِّرون خلال هذه الفترة عن عدم رضاهم على حكومة العبادي.
خلاف في مطار بغداد
لقد وجد حيدر العبادي نفسه مضطرًا إلى العمل: حيث أعلن أولاً في خطاب تلفزيوني دراماتيكي أنَّ حكومته سوف تقوم بإصلاح العراق من أساسه وإقالة جميع "العناصر الفاسدة" من مناصبهم وكذلك إشراك "الإخوة السُّنة" في صنع القرارات، بالإضافة إلى وقف التدخُّلات الأجنبية في العراق.
وكدليل على عزمه وتصميمه أقال رئيس الوزراء حيدر العبادي سلفه نوري المالكي من منصبه كنائب لرئيس الوزراء، وفي الوقت نفسه أصدر أمرًا لقوَّات الأمن في مطار بغداد، يقضي بتفتيش جميع الطائرات الإيرانية التي تهبط هناك فور تلقيهم هذا القرار. فإلى هذا التاريخ كانت تصل يوميًا طائرات إيرانية إلى بغداد، ولم يكن أحد يجرؤ على تفتيشها، مثلما يكتب موقع إيران دبلوماسي: وأنَّ طائرات الشحن العسكرية هذه كانت تسافر بأمر قاسم سليماني محمَّلة بالأسلحة إلى سوريا وكذلك إلى العراق.
قاسم سليماني , Foto: Mehr
أفول نجم الجنرال - "الحروب الأهلية الشرق أوسطية لا تزال مستعرة من دون انقطاع وتُنتج في كلِّ يوم المزيد من اللاجئين، في حين أنَّ رجل الحرس الثوري الإيراني المحاط بالإسرار لا يزال يعمل على خططه - غير أنَّ هذه الخطط من دون استراتيجية واضحة"، مثلما يكتب علي صدرزاده.
وبحسب هذا الموقع فإنَّ الأسلحة التي من المقرَّر إرسالها إلى سوريا كثيرًا ما يتم تحميلها في طائرات عراقية، بينما يتم توزيع الباقي على الجماعات العراقية المرتبطة بإيران. وبعد يوم واحد من قرار العبادي وقعت في مطار بغداد اشتباكات عنيفة بسبب تفتيش طائرة إيرانية. وقد تصاعد الموقف لأنَّ في ذلك اليوم قد وصل إلى بغداد من إيران بالإضافة إلى الأسلحة قادة رفيعو المستوى من الحرس الثوري الإيراني، كانوا في طريقهم إلى سوريا.
لا يذكر موقع إيران دبلوماسي كيف انتهى هذا الخلاف في مطار بغداد، الذي يخضع لوزير النقل العراقي هادي العامري، وهو صديق مقرَّب من قاسم سليماني. لقد عاش العامري ثلاثين عامًا في إيران، وتم تدريبه عسكريًا هناك من قبل الحرس الثوري الإيراني، كما أنَّ زوجته الإيرانية وأولاده لا يزالون يعيشون في ذلك الحيّ المخصَّص في طهران لقادة الحرس الثوري الرفيعي المستوى.
والحدث الثاني الذي يصفه بدقة متناهية موقع إيران دبلوماسي يبيِّن مَنْ هو صاحب الكلمة الأخيرة في العراق، ولماذا تعثَّرت محاولات حيدر العبادي الهادفة إلى الإصلاح في العراق.
"لا توجد لديك سلطة"
كان ذلك في التاسع والعشرين من شهر آب/أغسطس 2015: حيث دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي العديد من قادة الجماعات الشيعية شبه العسكرية المؤثِّرين من أجل الدعاية لخططه الإصلاحية. وكان من بين الحاضرين أيضًا سلفه نوري المالكي، الذي كان قد عاد لتوِّه من رحلة إلى إيران. وقبل ذلك بأسبوع كان البرلمان العراقي صوَّت لصالح محاكمة نوري المالكي بسبب الفساد المستشري في العراق وفشله في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وعندما دخل العبادي القاعة في هذا اليوم أصيب بصدمة، وذلك لأنَّه شاهد قاسم سليماني جالسًا بين الحاضرين. وعلى الفور وقع اشتباك عنيف بين  رئيس الوزراء العراقي والجنرال قاسم سليماني. بدأ الحديث قاسم سليماني وهاجم العبادي في هجوم كلامي حاد غير مألوف، حيث قال: "خططك الإصلاحية لا تخدم سوى أعداء الشيعة. لماذا تريد تجريد نوري المالكي من السلطة؟ لماذا لا تريد إبلاغ حلفاءك حول خططك؟ كيف تريد التغلـُّب على كلِّ ذلك بمفردك؟! أنت من دوننا لا تستطيع تحقيق أي شيء"، بحسب ما نقله موقع إيران دبلوماسي عن الجنرال الإيراني، مضيفًا أنَّ "جميع الحاضرين لاذوا بالصمت باستثناء المالكي الذي أومأ موافقًا".
وجَّه حيدر العبادي سؤالاً إلى قاسم سليماني سأله فيه عمَّنْ يتحدَّث في الواقع: "عن الحكومة الإيرانية أم عن نفسك؟". وردًا على هذا السؤال جاء جواب الجنرال الإيراني يحمل دلالات كثيرة، إذ قال: "عن نفسي وعن إيران وعن جميع المجموعات الشيعية المشاركة في القتال في العراق". ثم غادر سليماني القاعة.
أمَّا الحدث الثالث، الذي وقع أيضًا في أواخر شهر آب/أغسطس 2015، فقد أوجزه موقع إيران دبلوماسي في جملتين فقط: اشتكى مرة أخرى وبشدة المستشارون العسكريون الأمريكيون في العراق لدى حيدر العبادي، لأنَّ هناك قوات شيعية شبه عسكرية في محافظة الأنبار الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" قد تصرَّفت بشكل فوضوي وتَعَسُّفي وبالتالي بشكل هدَّام. والمقصود تلك المجموعات التي تعتبر من حلفاء قاسم سليماني.
إنَّ مثل هذه التفاصيل حول حضور سليماني وتأثيره في العراق مثيرة للاهتمام ومفيدة حتى بالنسبة للمطـَّلعين على الأوضاع في العراق. والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أنَّ هذه التفاصيل قد وردت من جهة مقرَّبة جدًا من قلب السلطة في إيران.
فهل يعني هذا أنَّ "شتاء الأسد" قد بدأ بالفعل؟ ربما يكون هذا الاستنتاج مُتسرِّعًا جدًا. لقد كتب قاسم سليماني ذات مرة إلى الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس، أنَّه - أي سليماني - هو وحده مَنْ يُحدِّد السياسة الإيرانية في العراق وفي سوريا وفي الشرق الأوسط بأكمله.
ولكن هذه السياسة لا تحقِّق أي نجاح يذكر. فالحروب الأهلية الشرق أوسطية لا تزال مستعرة من دون انقطاع وتُنتج في كلِّ يوم المزيد من اللاجئين، في حين أنَّ رجل الحرس الثوري الإيراني المحاط بالأسرار لا يزال يعمل على خططه - غير أنَّ هذه الخطط من دون استراتيجية واضحة.

علي صدرزاده
ترجمة: رائد الباش

أوبريت الليلة الكبيرة - كامل



 النجمة الفلسطينية الأكثر أناقة في العالم!

منذ عام أو أكثر، بدأ اسم “جيجي حديد” Gigi Hadid يلمع في أوساط الموضة، ثمّ في أوساط هوليوود، وبدأ الجميع بالتحدّث عن الفتاة الشقراء صاحبة الملامح الرائعة والقوام الممشوق والإطلالات الرائعة في الموضة.

فمن هي “جيجي” Gigi وما سرّ أناقتها الطاغية؟
هي عارضة أزياء، والوجه الإعلاني لعدد من دور الأزياء ومستحضرات التجميل العالمية مثل:Guess، Topshop، Maybellin وغيرها.
وهي من مواليد عام 1995،وتحمل الجنسية الأمريكية، إلا أنها من أصل فلسطيني، ووالدها هو رجل الأعمال الشهير محمد حديد
وما جذب الأنظار باتجاه “جيجي” Gigi هو ملامحها البريئة وجمالها الأخّاذ كما إطلالاتها الرائعة في الموضة، إذإنها تمتلك أسلوباً عصرياً وشبابياً يجمع بين الأناقة المُفرطة والتمرّد.
فقد نراها في الصباح تختار ملابس كاجوال كسراويل الجينز الممزقة أو السراويل المطاطية المريحة، مع قمصان واسعة ومريحة، بينما نراها في فترة المساء ترتدي أجمل فساتين السهرة من كُبرى دور الأزياء العالمية مثل:Versace، Tom Ford، Michael Kors، Diane von Furstenberg وغيرها… وهي تنسّق مع هذه الإطلالات أجمل الاكسسوارت من حقائب يد فاخرةوأحذية أنيقة ومجوهرات.
بعد أن تعرّفتِ إلى “جيجي حديد” Gigi Hadid أخبرينا رأيك بها وبأناقتها، وإن كنت توافقين على أنها الفلسطينية الأكثر أناقة!





































الجمعة، 2 أكتوبر 2015

بيل غيتس أغنى أغنياء العالم للمرة الـ22

070
أعلنت مجلة “فوربس” أن مؤسس شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات، بيل غيتس، تصدر لائحة أغنى أغنياء الولايات المتحدة الأميركية للسنة الثالثة والعشرين على التوالي بثروة قدرها 76 مليار دولار.
وكانت المرتبة الثانية من نصيب المستثمر وارن بافيت بثروة قدرها 62 مليار دولار.
أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب لاري اليسون، مؤسس شركة “اوراكل”، يثروة قدرها 47.5 مليار دولار.
وجاء جيف بيزوس، مؤسس “أمازون” في المرتبة الرابعة بثروة قدرها 47 مليار دولار.
وانضم إلى القائمة كل من بافيت والشقيقان تشارلز وديفيد كوخ وعائلة والتون ومارك زوكيربرغ ولاري بيدج وسيرغي برين.